أكد الشاعر والكاتب محمد عابس أن الشعر كان هو البوابة الأولى التي دخل منها إلى عالم الإبداع، حيث بدأ في كتابته مبكرًا منذ المرحلة الابتدائية، مشيرًا إلى أن علاقته بـ الإعلام مرت بمراحل متباينة بين المد والجزر، متنقلاً بين الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، والإعلام الثقافي.
وفي لقاء إذاعي تحدث فيه عابس عن مسيرته وتجربته الإعلامية، أوضح أنه بدأ العمل في الصحافة بعد تجربته الشعرية، ثم انتقل إلى الإذاعة، ولاحقًا إلى التلفزيون، كما شارك في الإعلام الداخلي والشؤون الثقافية، مؤكدًا أن حياته المهنية امتزجت دومًا بين الثقافة والإعلام.
وأشار إلى أن الإذاعة تمثّل له مساحة راحة نفسية خاصة، قائلًا:”الإذاعة عندي مثل المدينة المنورة، فيها سكينة ووقار. تختلف عن التلفزيون والصحافة، رغم أن بها أيضًا مشقة العمل الإعلامي.”
وأضاف أن النجاح في مجال الإعلام يتطلب أساسًا ثقافيًا وصحفيًا متينًا، خصوصًا لمن يبدأ من الإذاعة، والتي وصفها بأنها “المصنع الحقيقي للإعلاميين”، مشيرًا إلى أن من ينجح إذاعيًا يمتلك أدوات الانتقال الناجح للتلفزيون، بينما من لا ينجح إذاعيًا، فسيكون مجرد حضور شكلي على الشاشة دون تأثير حقيقي.
وضرب أمثلة بأسماء كبيرة برزت في الإعلام التلفزيوني بعد تجارب إذاعية ناجحة، مثل محمد العوين وغالب كامل – داعيًا بالرحمة للراحل وطول العمر للباقي.
ونوّه بأهمية التلوين الصوتي والمهارات الأدائية التي تصقلها الإذاعة، حيث يتطلب كل نوع من البرامج (القصائد، القصص، الأخبار) أسلوبًا مختلفًا، مما يميز مذيعًا عن آخر بحسب أدواته، سرعة بديهته، وذكائه في التعامل مع الضيوف والجمهور.
وفي حديثه عن تجربته الشعرية، أشار إلى أنه أصدر أول ديوان له بعنوان “الجمر ومفارش الروح” بعد تخرجه من الجامعة، ثم التحق بالإذاعة كموظف رسمي بعد أن ترك التعليم والصحافة. لكنه لم يصدر ديوانه الثاني إلا بعد 16 عامًا، بسبب انشغاله بالإعلام، الذي شعر أنه سرقه من الشعر.
وأوضح أنه بعد انتقاله إلى وزارة الثقافة بدأ يستعيد توازنه الإبداعي، وأصدر لاحقًا كتابه “فاكهة المرأة خبز الرجل”، معتذرًا عن العديد من المشاركات الثقافية التي كان يود حضورها، بسبب القيود الإدارية المرتبطة بالإجازات السنوية.
