المقالاتعام

قمة جبل طويق تصافح قمة جبل قاسيون

لم يكن اللقاء مجرد بروتوكول سياسي عابر ولا مجرد صورة تتناقلها الشاشات في يوم مزدحم بالأخبار كان لقاءً يشبه المصافحة بين جبلين: أحدهما يقف بثبات في قلب الجزيرة العربية والآخر يشرف من دمشق على نبض التاريخ منذ آلاف السنين قمةٌ تحمل في معناها أكثر مما تقوله الكلمات وأكثر مما يمكن للسياسة أن تختصره في بيانات رسمية.

حين قال أحمد الشرع جملته الواضحة: “السعودية مفتاح العالم” لم يكن يبالغ كان يصف حقيقة يعرفها كل من يدرك خارطة القوة اليوم فالسعودية لم تعد فقط مركزًا للطاقة أو للاقتصاد أو للثقل السياسي في المنطقة أصبحت بوابة التوازن والتهدئة وبناء المستقبل. أصبحت الدولة التي إذا تحركت تحرك الإقليم كله نحو ما هو أوسع وأطمأن.

لكن الأهم – وربما الأعمق – في هذا اللقاء هو ما شعر به الناس قبل أن يقرأوه الشعور بأن السعودية وسوريا لم تنفصلا يومًا مهما باعدت بينهما الأحداث فالأواصر لم تكن يومًا سياسية فقط كانت إنسانية كانت أصوات المآذن ولهجات البيوت والروح الشامية التي اختلطت بحكايات الحجاز والرياض والقصيم والشرقية كانت صداقات عمل ومقاعد دراسة وذكريات عمر.

واليوم حين تُفتح صفحة جديدة يشعر السوري كما يشعر السعودي أن هناك بابًا يُعاد فتحه ليس فقط باب السياسة بل باب الذاكرة وباب المكان الذي يشبه البيت.

السعودية تمد يدها… للشقيقه سوريا من باب القدرة والمسؤولية. وسوريا تقترب… لا من باب الحاجة، بل من باب الكرامة والرغبة في النهوض.

هذه المصافحة ليست حدث اليوم…

هذه المصافحة هي وعد الغد.

وإن كان جبل طويق رمز الثبات السعودي فإن قاسيون ظل عبر التاريخ شاهدًا على ميلاد الحضارات وحين يتصافح الجبلان فإن المنطقة كلها تستعد لمرحلة جديدة

مرحلة يصنعها من يملك الشجاعة لا من يراقب المشهد من بعيد.

السعودية مفتاح العالم…

ولأنها كذلك، فهي أيضًا مفتاح عودة سوريا إلى الضوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى