إن تكريم الشعراء والمبدعين في منطقة الباحة ليس بدعا من القول ولا وليد يوم ولا ليلة؛ بل طريق واسع، ونهج متبع؛ فقد أطلق أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الدكتور حسام بن سعود -حفظه الله- على الشاعر عبدالواحد الزهراني لقب: شاعر الباحة، و ما بين تكريم سموه للشاعر حسن الزهراني في جائزة الباحة للإبداع والتميز، وبين مقولته للشاعر المبدع علي بن عيضة الزهراني: “عز الله شاعر”، فما بين هذا وذاك جاء التكريم للشاعر الأستاذ الدكتور عبدالواحد الزهراني؛ التكريم الذي تبناه رجل الأعمال الشيخ فيصل الخاتم؛ قناعة منه باستحقاق عبدالواحد وتفرده، فقد سار الشاعر عبدالواحد مع قوانين الجاذبية وضدها حيث جذب أنظار الناس وأفئدتهم إليه؛ فلم نر حضورا ولاحبورا كما رأيناه في ليلة تكريمه، كما حلق هذا الشاعر المبدع بعيدا في فضاء التألق والجمال؛ بما تميز به من الشعر والأدب والعلم والثقافة والإدارة والعمل الإنساني، فأيقن الشاهد والغائب أن التكريم لم يكن لشاعريته فحسب، وإنما لمجموع الخصال الكريمة والملامح المميزة التي عرف بها وتفوق فيها، وإنني أينما قلبت فكري في هذا التكريم لأجد من المواقف ما يستحق الوقوف والتقدير، فاللوحة الأولى من فاتحة الحفل هي التواجد الإداري رفيع المستوى الذي يتقدمه معالي رئيس جامعة الباحة، وسعادة أمين منطقة الباحة، وسعادة مستشار سمو أمير المنطقة وكيل إمارة المنطقة سابقا، وبتواجد مديري الإدارات الحكومية، وهي إشارة وإشادة بمستوى المحتفى به وبضيوفه الكرام، وتأكيدا على أن المناصب الإدارية تنعكس على المناسبات الاجتماعية مشاركة وحضورا، وأما اللوحة الثانية فتلكم التي رسمت بتوافد مشايخ القبائل وأفرادها من سراة الباحة وتهامتها ومن حواضرها وباديتها؛ مرحبين مهنئين مباركين، وكل منهم يرى أنه صاحب الحفل وراعيه في صورة تعكس التلاحم والترابط والحب والوفاء، وأما الصورة الثالثة فهي التي شكلها الشعراء والمبدعون من مختلف مناطق المملكة الحبيبة بل ومن خارجها ومثقفو المنطقة وأساتذة الجامعات وعموم الناس في حشود ازدحم بها المكان رغم سعته، وتواضعت لهم المنصة رغم ارتفاعها، سمعنا من الشعر أعذبه ومن الحكمة ألطفها وأعمقها ثم توالت الهدايا في حب زاحتفاء قلما تجده إلا ل”سادن الحرف” ، وإنني إذ أبارك للمكرم المستحِّق لهذه المكانة؛ فإنني أشيد وأبارك للكرام القائمين على حفل التكريم على هذا النجاح الذي سجل إنجازا في تاريخ المنطقة والوطن.
إن هذا التواجد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وهذا الحضور الحافل من الكبير والصغير ليحمل دلالة على مدى الوعي الراسخ بأن صناعة الإبداع إنما تكون بتكريم المبدعين ورعايتهم.
0
