في صباح يوم جميل من أيام الشتاء استيقظ الطلاب كعادتهم صباحًا ليذهبوا الى المدرسة.
وتوجه الطلاب بكل عزمٍ وثقة إلى المدرسة، ولاحظ الطلاب أن هناك طالب جديد في المدرسة.
دخل المعلم الفصل وألقى التحية.
المعلم : أهلا بكم يا طلابي الأعزاء. رحبوا معي بزميلكم الجديد .
الطالب الجديد : السلام عليكم ، اسمي محمد.
انتقلت من مدرستي القديمة بسبب ظروف عمل والدي .
وبدأ الطلاب يتهامسون وينظرون الى محمد بنظرات غير مرحبة .
انتهت الحصة الثالثة، وخرج الطلاب إلى الفسحة وتوجهه سالم وسعد إلى محمد، وأخذا يضايقانه، ويعلقان عليه بتعليقات جارحة.
شعر محمد بالحزن الشديد، واعتزلهم في مكان بعيد من فناء المدرسة. انتهى اليوم الدراسي وعاد محمد إلى المنزل وعلامات الحزن والاستياء تعلو وجهه ، ذهب الى غرفته وجلس يسأل نفسهه.
هل أنا مختلف عنهم؟
هل انا سيء إلى هذا الحد؟
أفكار وأسئلة ظلت تدور في ذهنه حتى غلبه النعاس.
مرت الأيام وأصبحت المضايقات التي يتعرض لها محمد تزداد يومًا بعد يوم. لاحظ المعلم انخفاض درجات محمد، وضعف مشاركته مع زملائه. استدعاه إلى مكتبه، وهناك سأله قائلاً: هل تعاني من مشكلة يا محمد؟ لاحظت انخفاض درجاتك في اختباراتك الأخيرة على الرغم من تفوقك في تحصيلك الدراسي في مدرستك القديمة؟ فما الذي يجري هنا؟
محمد: معلمي؛ أرغب حقا بالحفاظ على مستواي الدراسي، لكني أتساءل دوما لماذا أتعرض للمضايقات خلال الحصص وفي وقت الفسحة، رغم محاولاتي لتكوين صداقات جديدة.
المعلم: فهمت الآن، عد إلى فصلك وسنحل المشكلة قريبًا. أعدك بذلك.
ومع بداية الحصة؛ افتتح المعلم الدرس بسؤال عن التنمر، وماذا يعرفون عنه.
المعلم : هل تعلمون يا طلابي ماهو التنمر؟
الطلاب: لا يا أستاذ.
المعلم: التنمر يا أبنائي هو شكل من أشكال الإساءة الموجهة إلى فرد أو مجموعة يعتقد الطرف المؤذي أنها ضعيفه نوعًا ما..
طالب: ماهي أشكال التنمر يا معلمي؟
المعلم : للتنمر عدة أشكال؛ فقد يكون التنمر لفظيًا او جسديًا مثل العنف والضرب، أو الإحراج التام للشخص أو حتى نشر الشائعات عنه.
يجب ان يحب كل منا الآخر ولايجب ان تكون هناك عداوه بينك وبين الآخرين.
وقع في نفس سالم وسعد كلام المعلم، وشعرا بالندم على ما فعلوه بمحمد .
فذهبوا إليه بعد الدرس ليعتذروا منه وأصبحوا أصدقاء متحابين، وعاد محمد إلى مستواه المعهود بعد أن وفى المعلم بوعده.
نهى المؤيد – ١٣ سنة
