
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المملكة في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي، استضافت «مكة» أحد أبرز المتخصصين السعوديين في هذا القطاع؛ عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والرئيس التنفيذي للعلوم في شركة InteliDexer، للحديث عن مستقبل الصناعة التقنية الوطنية، والشراكات الدولية، ومستوى الجاهزية للانتقال نحو الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي.
وخلال اللقاء، أكد ضيف «مكة» أن المملكة تعيش “مرحلة انتقال تاريخية من دور المستهلك إلى صانع التقنية”، مشيراً إلى أن البنية الوطنية اليوم أصبحت مهيأة لولادة نماذج سعودية متقدمة في الذكاء الاصطناعي.
الحوار
■ كيف ترون واقع التحولات التقنية التي تشهدها المملكة؟
الدعم الكبير الذي توليه القيادة للابتكار والبحث العلمي خلق بيئة خصبة لصناعة تقنية وطنية. المملكة اليوم لا تعيش مجرد تطور تقني… بل لحظة انتقال تاريخية من دور المستهلك إلى صانع التقنية. التحولات الجارية في البيانات، والذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال التقنية تُعد غير مسبوقة.
■ ما أهمية الاتفاقيات السعودية–الأمريكية الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
هذه الاتفاقيات تشكل منعطفًا مهمًا في مسار الشراكات التقنية المتقدمة. فهي تفتح الباب أمام نقل التقنيات التأسيسية وتوطينها، وتمنح المبدعين السعوديين فرصة للوصول إلى الشرائح والنماذج الكبرى وبناء حلول محلية تتوافق مع احتياجات المجتمع.
كما أن الشركات الوطنية، ومن بينها InteliDexer، تسهم بوضوح في هذا المسار من خلال تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي سعوديين بالكامل، وهو ما ينسجم مع توجهات المملكة نحو السيادة التقنية.
■ كيف تقيّمون الجهود الوطنية بقيادة SDAIA والجامعات السعودية؟
نحن نعيش قفزة نوعية في البنية الرقمية وتطوير البيانات والذكاء الاصطناعي. البنية موجودة، والأنظمة داعمة. لكن عنصر “العمق البشري” ما زال يحتاج إلى تعزيز أكبر.
الانتقال الفعلي إلى الريادة العالمية يتطلب الاستثمار في تعليم الرياضيات وهندسة النماذج المتقدمة—not مجرد استخدام الأدوات الجاهزة. التفوق الحقيقي سيُبنى عندما يمتلك الطلاب القدرة على ابتكار نماذج سعودية منافسة عالميًا.
■ كيف يمكن الجمع بين الخبرة العالمية والخصوصية السعودية التقنية؟
المعادلة واضحة: الاستفادة من النموذج العالمي… مع التخصيص المحلي السيادي.
النماذج مفتوحة الوزن مثل Llama يمكن أن تكون نقطة انطلاق ممتازة، لكن إعادة تدريبها محلياً ببيانات سعودية يمنح المملكة استقلاليتها التقنية.
أبحاثي في الدكتوراه، على سبيل المثال، تركز على تطوير نموذج متخصص في الأمن السيبراني الهجومي اعتمادًا على Llama، ثم إعادة تدريبه بتقنيات Fine-Tuning، وهو ما يضمن الجمع بين القوة العالمية والهوية الوطنية التقنية.
■ ما الرسالة التي تودون توجيهها للطلاب والباحثين؟
المملكة تعيش فرصة تاريخية للجيل التقني الجديد، والدولة قدمت البنية الكاملة للتمكين.
رسالتي للطلاب:
ادخلوا في عمق التقنية… في صلب الرياضيات… في هندسة النماذج.
المستقبل سيُكتب بأيدي العقول القادرة على صناعة التقنية، لا استهلاكها.
وختامًا أقول لهم:
أنتم جيل المستقبل… وبكم تنتقل المملكة من دولة تستخدم الذكاء الاصطناعي إلى دولة تصنعه وتصدره.






