المقالات

العيادة البيئية: رطوبة الجدران… حين يصبح العفن ضيفًا ثقيلًا

مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

ليست كل الجدران صامتة، فبعضها يهمس بالرطوبة، ثم يصرخ بالعفن، بينما نتنفس نحن النتائج دون أن ننتبه.
الرطوبة… بداية القصة
تبدأ رطوبة الجدران غالبًا بشكل بريء:
بقعة داكنة صغيرة، تقشّر بسيط في الطلاء، أو رائحة خفيفة غير مألوفة.
لكن خلف هذه العلامات تختبئ مشكلة بيئية داخلية قد تتحول مع الوقت إلى خطر صحي حقيقي.
الرطوبة ليست مجرد تشوّه في الجدار، بل بيئة مثالية لنمو العفن والفطريات التي تطلق أبواغًا دقيقة تنتشر في الهواء وتدخل إلى الرئتين.
حين يتنفس الجدار… هواءً مريضًا
العفن الناتج عن الرطوبة قد يؤدي إلى:
• حساسية الأنف والجيوب الأنفية
• كحة مزمنة وضيق تنفّس
• تهيّج العين والجلد
• صداع مستمر وإرهاق
• تفاقم حالات الربو لدى الأطفال وكبار السن
والمشكلة أن هذه الأعراض لا تُربط غالبًا بالجدار… بل بالجسم، بينما السبب بيئي بحت.
تشخيص العيادة البيئية
أكثر أسباب رطوبة الجدران شيوعًا داخل المنازل:
• تسربات المياه المخفية خلف الجدران
• ضعف التهوية في الحمامات والمطابخ
• تكاثف البخار داخل الغرف المغلقة
• البناء غير المعزول أو الطلاء الرديء
• تجفيف الملابس داخل المنزل دون تهوية
كل سبب من هذه الأسباب هو مسبّب مرضي محتمل يجب علاجه من جذوره، لا الاكتفاء بإخفائه بالدهان.
وصفة العيادة البيئية لعلاج المسبّب
للسيطرة على الرطوبة وحماية صحة الأسرة:
إصلاح أي تسرب مياه فور اكتشافه
تهوية الحمامات والمطابخ يوميًا وبعد الاستخدام
فتح النوافذ لتجديد الهواء وتقليل التكاثف
تجفيف الجدران المصابة قبل إعادة الطلاء
استخدام دهانات مقاومة للرطوبة والعفن
عدم لصق الأثاث مباشرة بالجدران الرطبة
تجنب تجفيف الملابس داخل غرف مغلقة
تنبيه مهم:
دهان الجدار قبل معالجة الرطوبة يخفي المشكلة ولا يعالجها.
بيت بلا رطوبة… تنفّس بلا معاناة

البيت الصحي هو الذي يجفّ فيه الجدار كما تجف الرئة من العلة.
فكل جدار رطب هو إنذار مبكر، وكل تجاهل له هو دعوة مفتوحة للعفن كي يستقر.

د. فهد عبدالكريم تركستاني

مدير إدارة البيئة بالاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى