المقالات

الأمير خالد بن سلمان… قلب الدفاع السعودي

في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي وتشابك ملفاته، يبرز سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي كأحد أبرز الوجوه المؤثرة في صناعة القرار، ليس فقط من منظور عسكري، بل أيضًا كصوت سياسي يسعى إلى تعزيز الاستقرار ومنع الانزلاق نحو مسارات أكثر تكلفة على المنطقة، وفي مقدمتها الملف اليمني الذي يمثل أحد أكثر التحديات حساسية للأمن الإقليمي.

حديث الأمير خالد بن سلمان الأخير حول اليمن يعكس ثبات الموقف السعودي الدائم في دعم الشرعية اليمنية والسعي إلى استعادة مؤسسات الدولة. كما يوضح أن تدخل المملكة جاء استجابة لطلب رسمي وفي إطار تحالف عربي، بهدف حماية اليمن ومنع انهيار مؤسسات الدولة في ظل الفوضى. هذا التأكيد ليس مجرد دفاع، بل إعادة ضبط للفهم العام لطبيعة الدور السعودي، خصوصًا في ظل تعدد القراءات المختلفة للمشهد اليمني.

ويبرز في هذا السياق التعاطي المتوازن مع القضية الجنوبية، حيث يؤكد حديث الأمير خالد بن سلمان أنها قضية سياسية عادلة لا يمكن تجاهلها أو تهميشها. في الوقت ذاته، يشدد على أن معالجتها لا تكون بالقوة أو فرض الأمر الواقع، بل عبر الحوار والتوافق والشراكة السياسية. هذا الموقف يعكس رؤية تهدف إلى حماية جوهر القضية من أي توظيف خاطئ، ومنع تحولها إلى عامل انقسام قد يضعف فرص الحل الشامل.

كما يلفت حديث الأمير خالد بن سلمان الانتباه إلى أهمية الحفاظ على التضحيات التي قدمتها المملكة والتحالف وأبناء اليمن، وعدم السماح بتحويلها إلى أداة لصراعات داخلية تستنزف الجميع. الإشارة إلى ما شهدته محافظتا حضرموت والمهرة تأتي ضمن هذا الإطار التحذيري، موضحة المخاطر المحتملة للتصعيد الداخلي، وما قد يترتب عليه من آثار سلبية على الجنوب واليمن ككل، مع منح الأطراف المعادية فرصة أكبر للمناورة.

ومن زاوية أوسع، يمكن النظر إلى دور الأمير خالد بن سلمان باعتباره “قلب الدفاع السعودي” بمعناه الشامل؛ فهو يدافع عن أمن المملكة، ويحرص على استقرار الجوار، ويدافع عن فكرة الدولة في اليمن. دعوته إلى تغليب العقل والحكمة والاستجابة لجهود الوساطة تعكس قناعة بأن الحلول المستدامة لا تُصنع في ميادين الصراع، بل على طاولات الحوار وبناء الثقة.

في المحصلة، يقدم حديث الأمير خالد بن سلمان قراءة متزنة للمرحلة، تجمع بين الحزم في حماية الأمن، والمرونة في البحث عن حلول سياسية، بعيدًا عن المغامرة أو التصعيد. وهو طرح يضع مصلحة اليمن وشعبه في صدارة الأولويات، ويؤكد أن الدفاع الحقيقي لا يكون بالسلاح وحده، بل بمنع الأزمات من التحول إلى صراعات مفتوحة يدفع ثمنها الجميع.

أستاذ القانون الدولي – جامعة جدة
# سياسي – دولي – دبلوماسي
#محمد_الأنصاري

د. محمد بن سليمان الأنصاري

أستاذ القانون الدولي - جامعة جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى