المحليةالمقالات

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[/COLOR][/ALIGN] [COLOR=indigo]في كتاب الله الكريم قصص وأحداث لأقوام عاشوا ثم بادوا منهم من آمن بربه وسعى للخير والصلاح عبر طرق ومسارات ومنهم من بغى وطغى فكانت نهايته عظة وعبرة مدى الدهر . [/COLOR]

وان كان القران الكريم قد ضم الكثير من القصص لأفراد كفروا بالرسل والأنبياء وطغوا في الأرض فسادا وآخرين أغرتهم الحياة الدنيا بمالها وجاهها [COLOR=crimson]كفرعون وقارون وأبو لهب [/COLOR]وبين أولئك الذين كفروا بنعم الله نقف أمام قارون لنستقرى قصته التي أوردها القران الكريم لتكون عظة وعبرة للآخرين .

قال تعالى (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين)) .

[COLOR=crimson]ومن الآيات المباركات نلحظ أن المولى جل وعلا أراد أن تكون قصة قارون عظة وعبرة لمن بعده ممن يعتقدون أن مايمتلكونه من أرصدة مالية وممتلكات عقارية قادرة على اذلال الناس واهانتهم وامتلاك عواطفهم وشراء ذممهم . [/COLOR]

وقارون كما قال بعض المفسرين ذا نسب بنبي الله موسى عليه السلام لأنه قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام وموسى بن عمران بن قاهث .

قال ابن إسحاق : كان قارون عم موسى ، وكان أخا عمران ، وهما ابنا يصهر ، ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة من قارون ، ولكنه نافق كما نافق السامري ، ( فبغى عليهم ) قيل : كان عاملا لفرعون على بني إسرائيل ، فكان يبغي عليهم ويظلمهم ، وقال قتادة : بغى عليهم بكثرة المال . وقال الضحاك : بغى عليهم بالشرك . وقال شهر بن حوشب : زاد في طول ثيابه شبرا ، وروينا عن ابن عمر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” [COLOR=green]لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء [/COLOR]” وقيل : بغى عليهم بالكبر والعلو . ( [COLOR=royalblue]وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه [/COLOR]) هي جمع مفتح وهو الذي يفتح به الباب ، هذا قول قتادة ومجاهد وجماعة ، وقيل : مفاتحه : خزائنه ، كما قال : ” وعنده مفاتح الغيب ” ( الأنعام – 59 ) ، أي : خزائنه ( لتنوء بالعصبة أولي القوة ) أي : لتثقلهم ، وتميل بهم إذا حملوها لثقلها ، قال أبو عبيدة : هذا من المقلوب ، تقديره : ما إن العصبة لتنوء بها ، يقال : ناء فلان بكذا إذا نهض به مثقلا .

ويقال : كان قارون أينما ذهب يحمل معه مفاتيح كنوزه ، وكانت من حديد ، فلما ثقلت عليه جعلها من خشب ، فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع ، وكانت تحمل معه إذا ركب على أربعين بغلا .

وأمام ما كان يمتلكه قارون من أموال وقف البعض من قومه يتحدثون مع بعضهم البعض متمنين أن يكون عندهم ما عند قارون من مال وسلطان .

لكن آخرين منهم وهم العقلاء نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم فهم يحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال، وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال. وأن هذا المال هبة من الله وإحسان وعليه أن يحسن ويتصدق .

ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب المفسدين.

لكن رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد ( [COLOR=crimson]قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي[/COLOR] ). لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.

[COLOR=crimson]ترى كم من قارون يعيش بيننا ؟ وكم من ظالم طغى ؟ [/COLOR]

لنتذكر قول الشاعر :

[COLOR=green]عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالرزاق من حيث لاتدري[/COLOR] [ALIGN=LEFT][COLOR=purple]أحمد صالح حلبي[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com