المحليةالمقالات

مَــجْــلِـس عَــزاء حَــافِــز

[ALIGN=RIGHT] [COLOR=crimson]مَــجْــلِـس عَــزاء حَــافِــز !!)[/COLOR] [COLOR=blue]عبدالله الجميلي[/COLOR][/ALIGN]قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : ما أن تمّ إقرار إعانة للعاطلين عن العمل ، أو ما سُـمي بـ ( حَـافـز ) ، إلا واستبشر كل مواطن ومواطنة يعيش في مستنقع البطالة ؛ فرغم تفاهة المبلغ وكونه مقطوعاً ؛ فقد سكنت في النفوس الأفراح والليالي الملاح ؛ لأن الغرقان كما يقولون : يتشبث بـ ( قَـشّـة ) !!

المهم طال الانتظار ، حتى جاءت الأوامر بإلزام كل المتقدمين بفتح حسابات بنكية ؛ فالخيرات قادمة ، وهنا تقاطر أولئك المساكين على البنوك التي أذاقتهم في وطنهم أصنافاً وألواناً من الذّل والمهانة !!

نعم تلك البنوك أو لنقل أكثرها التي تورمت صناديقها من خيرات الوطن ، ومن نهب المواطنين بحسابات جارية لا فوائد فيها ، وقروض تراكمية ذات فوائد كبيرة ، قابلت حاجة أولئك البؤساء للحسابات بالتّعنت والسخرية والـطرد ، دون حسيب أو رقيب من الجهات المعنية !!

ثم بعد طول الانتظار ومحطات العناء كانت الصدمة والطامة ؛ فَـالفرحة أصبحت عزاءاً ، وحُـلم شريحة كبيرة من المواطنين المساكين بـ ( 2000ريال ) حَـافِـز تحول إلى سراب ، ومحطة جديدة من العَـذاب !!

فشرط أن لا يتجاوز عمر المستحق ( 35 عاماً ) حَـرم أهم الفئات المحتاجة ؛ فإذا كان الشاب الصغير أمامه المستقبل ، مع محدودية الالتزامات الأسرية ؛ فمن المحرومين مَـن يحمل هموم أسرته ، وتقدمت به السن وهو ( عَـاطِـل ) من التوظيف ؛ ولا ذنب له إلا أنه تخرج في تخصص لا يريده سوق العمل ؛ وهناك عَـانس ، أو مطلقة كانت تأمل أن يكون ذلك المبلغ الزهيد مساهماً في لقمة عيشها ، وتلك زوجة تطمح أن تساعد زوجها الفقير ؛ ولكن … !!

ثمّ إنه التناقض العجيب والغريب أن يستحق ( حَـافِـز ) من مؤهله العلمي ( الثانوية ) ، ويُـحرم منه مَـن يتأبط ( الشهادة الجامعية ) !!

أما تبرير وتَـطمين وزير العمل لذلك في حسابه على ( تويتر ) : ( بأن غير المستحقين للإعانة المادية من الذين تفوق أعمارهم 35 عاما ؛ سيوفر لهم فرصة لتطوير الذات بالدورات التدريبية والتأهيل وخدمات التوظيف التي يوفرها برنامج “هَـدف” للحصول على وظيفة مناسبة تؤمن لكم سبل العيش الكريم ) !!

فجوابه إذا كانت النوايا صادقة والقلوب صافية ؛ فالمنطق يقول : اصرفوا تلك المكافأة البليدة لأولئك الضعفاء حتى يتم تدريبهم وتأهيلهم وتوظيفهم !!

ولكن الواقع يؤكد أن المشكلة ليست في القرارات والأوامر التي تصدر في صالح الوطن والمواطن ؛ ولكن في الجهات التنفيذية ، وما تضعه من ضوابط وقيود تَـلْـتَـف عليها ، وتفرغها من أهدافها النبيلة ، فهاهو ( حَـافِـز ) تحوّل إلى ( عَـاجِـز ) ، ومصدر خطير لاحتقان المجتمع !!

أخيراً يحسب تحليل الخبراء لواقع النظام المصري السابق ( نظام مبارك ) ؛ أنه ازداد سوءاً ، وفساداً في منتصف التسعينات الميلادية ، بعد دخول رجال الأعمال لمنظومته ، فأغلبهم سعى لمصلحته ، وجيّـر الأنظمة لها ؛ وهنا دروس يجب الإفادة منها !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى