المحليةالمقالات

الحج فريضة بها كل العبادات

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]الحج فريضة بها كل العبادات ..[/COLOR][/ALIGN] من فضل الله عز وجل ومنته على عباده الصالحين أن جعل مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ومن أعظم هذه المواسم وأجلها أيّام عشر ذي الحجة.

إنّ أعمار هذه الأمة هي أقصر أعمارا من الأمم السابقة قال صلى الله عليه وسلم: «[COLOR=green]أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين[/COLOR]» [رواه الترمذي وابن ماجة].

ولكن الله بمنه وكرمه عوضها بأن جعل لها كثيرا من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، فكأن من عملها رزق عمرا طويلا ومن الأوقات المباركة أيضاً هذه العشر التي ورد في فضلها آيات أحاديث منها قول الله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال ابن كثير – رحمه الله -: “المراد بها عشر ذي الحجة”.
الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره”.

قال أهل العلم: “[COLOR=crimson]أيّام عشر ذي الحجة أفضل الأيّام، [/COLOR]وليالي العشر الأواخر فلنبادر إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنّه ليس لما بقي من عمر ثمن، وأنّ الحرص على العمل الصالح في هذه الأيّام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى ، والحكمة الجامعة في العبادات هي تزكية النفوس، وترويضها على الفضائل، وتطهيرها من النقائص، وتصفيتها من الكدرات، وتحريرها من رق الشهوات، وإعدادها للكمال الإنساني، وتقريبها للملأ الأعلى، وتلطيف كثافتها الحيوانية؛ لتكون رقاً للإنسان، بدلاً من أن تسترقه.

وفي كل فريضة من فرائص الإسلام امتحان لإيمان المسلم، وعقله، وإرادته. هذا وإن للحج أسرارًا بديعة، وحكماً متنوعة، وبركات متعددة، ومنافع مشهودة سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة.

[COLOR=crimson]ومن أسرار الحج ومنافعه أنه بها تحقيق العبودية لله، فكمال المخلوق في تحقيق العبودية لربه، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لها ازداد كماله، وعلت درجته.[/COLOR]

وفي الحج يتجلى هذا المعنى غاية التجلي ، ففي الحج تذلل لله، وخضوع وانكسار بين يديه، فالحاج يخرج من ملاذ الدنيا مهاجراً إلى ربه، تاركاً ماله وأهله ووطنه، متجرداً من ثيابه، لابساً إحرامه، حاسراً عن رأسه، متواضعاً لربه، تاركاً الطّيب والنساء، متنقلاً بين المشاعر بقلب خاضع، وعين دامعة، ولسان ذاكر يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.

ثم إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلق: “[COLOR=green]لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك[/COLOR]”.
ومعنى ذلك أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حملتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً، دونما إكراه أو تردد.

وهذه التلبية ترهف شعور الحاج، وتوحي إليه بأنه – منذ فارق أهله – مقبل على ربه، متجرد عن عاداته ونعيمه، منسلخ من مفاخره ومزاياه.
ولهذا التواضع والتذلل أعظم المنزلة عند الله – عز وجل – إذ هو كمال العبد وجماله، وهو مقصود العبودية الأعظم، وبسببه تمحى عن العبد آثار الذنوب وظلمتها، فيدخل في حياة جديدة ملؤها الخير، وحشوها السعادة.

وفي هذا الارتباط سر بديع، إذ يصرف وجوههم عن التوجه إلى غرب كافر، أو شرق ملحد، فتبقى لهم عزتهم وكرامتهم.

كما أن الحج فرصة عظيمة للإقبال على الله بشتى القربات ، إذ يجتمع في الحج من العبادات مالا يجتمع في غيره؛ فيشارك الحج غيره من الأوقات بالصلوات وغيرها من العبادات التي تفعل في الحج وغير الحج.
وينفرد بالوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار، وإراقة الدماء، وغير ذلك من أعمال الحج.

والحج وسيلة عظمى لحط السيئات، ورفعة الدرجات ، فالحج يهدم ما كان قبله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه : «[COLOR=green]أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله[/COLOR]» ”

والحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله». قيل : ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «[COLOR=crimson]حج مبرور[/COLOR]» [رواه البخاري].
والحج أفضل الجهاد؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل الأعمال؛ أفلا نجاهد؟ قال: «لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور» والحج المبرور جزاؤه الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» [رواه مسلم].

والحاج يعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه إذا كان حجه مبروراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري ومسلم]. و قد يتذكر الحاج أن مكة هي موطن النبي صلى الله عليه وسلم ففيها ولد وشب عن الطوق، وفيها تنزل عليه الوحي، ومنها شع نور الإسلام الذي بدد دياجير الظلمات.
ويتذكر من سار على تلك البطاح المباركة من أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين، فيشعر بأنه امتداد لتلك السلسلة المباركة، وذلك الركب الميمون.

ويتذكر الصحابة رضي الله عنهم وما لاقوه من البلاء في سبيل نشر هذا الدين.
ويتذكر أن هذا البيت أول بيت وضع للناس، وأنه مبارك وهدى للعالمين.
حج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور ..
[COLOR=green]تقبل الله منا ومنكم ومن جميع إخواننا المسلمين صالح الأعمال إنه سميع مجيب .[/COLOR] [ALIGN=LEFT][COLOR=green]محمد مخضور اللحياني[/COLOR] كاتب وإعلامي
مدير العلاقات العامة بنادي الوحدة[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com