المحلية

من أنت لتنتقدني ؟

[RIGHT]من أنت لتنتقدني ؟
أحمد صالح حلبي[/RIGHT] [JUSTIFY]كثيرا ما يتحدث البعض من مسوؤلي القطاعين الحكومي والخاص في لقاءاتهم الرسمية والخاصة بكلمات تجعلنا نقف احتراما وتقديرا لهم فأسلوبهم في الحديث أمام الحضور يجعلنا نشعر وكأننا نعيش حياة الشعوب المتقدمة المتقبلة للنقد والرأي والرأي الآخر فيدعون في كلماتهم ولقاءاتهم تلك استعداداتهم لتقبل النقد الهادف البناء وإنهم يرون الصحفي شخصية غير عادية تستهدف نقل الحقيقة الغائبة عنهم .

لكن كلماتهم سرعان ما يتغير مسارها باتجاه معاكس وتتحول أحرفها إلى مجرد رسوم بلوحة تشكيلية لا تنتمي لأي مدرسة تشكيلية !
وهذا مابتنا نلحظه حينما يوجه نقد ما تجاه لأي منهم نتيجة لتدني مستوى خدمة أو صدور قرار مخالف للنظم والتعليمات ويتحول من كان يتحدث بالأمس بابتسامة عريضة إلى مكشر عن أنيابه اليوم مغيرا نظرته متهما من ينتقده إلى سعيه للبحث عن المصلحة الخاصة !
فأي مصلحة خاصة يستهدفها الكاتب أو المحرر الصحفي حينما ينقل معاناة المواطنين عن تدني مستوى خدمة ما في قطاع ما أو صدور قرار أو تعليمات أو نظم تؤثر بشكل قوي على مصالح المواطنين ؟

إن ما نأسف عليه ليس ما نكتبه فقد اعتدنا كصحفيين أن ما نكتبه لن نرضي الجميع خاصة من يوجه لهم النقد .
لكن ما نأسف عليه هو تحول بعض المتحدثين الإعلاميين بالقطاعات الحكومية إلى قضاة يصدرون أحكامهم ويصيغون قراراتهم بإدانة هذا وعدم التجاوب مع ذاك لأنهم وجهوا انتقادهم لهذه الجهة في قضية ما ! .

وان كانت الصحافة في نظر هؤلاء ومن يسير على نهجهم ينبغي أن تسير على نهج ” نوه ، وأشاد ، وأعرب ، وشكر ” في كافة عباراتها فمن الأفضل أن نحول مسمى صحافتنا إلى مسمى ” سخافة ” لأنها بالأسلوب الذي يريدونه ليست بالصحافة التي تعتبر احدى الوسائل الإعلامية الناقلة للحقائق والمسجلة للوقائع لكن ” السخافة ” تستهدف تقبل رأي ورفض الرأي الآخر .
والأغرب فيما أصبحنا نسمعه ونراه أن هناك مسؤلون بكل آسف يرون أن في انتقاد أعمالهم انتقاد شخصي لهم فتأتي عبارة ” من أنت لتنتقدني ؟ ”
ومثل هذا السؤال يفترض أن يوجه لذاك المسوؤل بعبارة ومن أنت حتى ترفض النقد ؟
وكم أتمنى أن يدرك كل مسؤول يقبع على كرسي أنه سيأتي اليوم الذي يغيب عنه كرسيه فلايجد من يجالسه أو يسأل عنه .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com