المحلية

أقلام بالتقسيط المريح

[RIGHT][COLOR=#E90D2E]أقلام بالتقسيط المريح [/COLOR] أحمد سعيد مصلح [/RIGHT] [JUSTIFY] توقف الكاتب الكبير ..صاحب (الكرسي والسرير) والمقام العالي عن الكتابة في الصحيفة التي يتعامل معها فجأة.. بعد أن دأب على نشر مقالة يومية له في تلك الصحيفة منذ عدة سنوات.توقف دون سبب وجيه أو غير وجيه و لم يكن هناك خلاف أو إختلاف مع أي شخص في الصحيفة لكنه علل فعلته هذه بظروف إستثنائية إضطرته إلى تقاعد قلمه مبكراً..
بعضهم إعتقد بأن محتج على عبارة(بقلم فلان) وإنه سيستبدلها (بكمبيوتر فلان) مواكباً لظروف العصر بعد أن أصبح القلم في خبر كان وأخوانها وستصبح مقالاته (بكمبيوتر فلان) بديلاً عن عبارة بقلم فلان المعهودة والتي أكل الدهر عليها وشرب !!

حاول رئيس تحرير الصحيفة إثنائه عن إصراره على عدم مواصلة كتابة مقالاته الشيقة وتقديم إغراءات له ومنها مضاعفة مبلغ المكافأة وتوفير مكتب وجهاز كمبيوتر له في مقر الصحيفة.. لكن محاولات رئيس التحرير ومعاونيه وكل العاملين في الصحف الأخرى كلها باءت بالفشل فقد (ركب الكاتب) رأسه رافضاً مواصلة الكتابة ..

ظل هكذا مضرباً عن الكتابة لنحو سبعة أشهر. وقد إنقطعت أخباره ولم يعد لديه صلة بزملائه في الصحافة .حتى كانت المفاجأة المدوية حينما هاتف ريس التحرير في ذلك اليوم معلناً عن عزمه إستئناف الكتابة دون شروط وبالطبع كم كانت فرحة رئيس التحرير ومعاونيه وجماهيره بعودته الميمونة للركض مرة أخرى ونشر زاويته اليومية المعهودة – ولكن في هذه المرة كان مستوى مقالاته ضعيفاً مهزوزاً ولم يكن بمستوى القوة والروعة السابقة ..مما جعل رئيس التحرير يعتذر له في هذه المرة عن عدم نشر مقالاته ..قبل أن يفتضح أمره بتسرب معلومات مهمة إلى الصحيفة من أن هناك من كان يكتب له مقالاته وهو وافد كان على كفالته… قدم بتأشيرة سائق وفي نفس الوقت يقوم بالكتابة نيابة عنه ثم إختلفا وغادر الوافد إلى بلده وبعد سبعة أشهر من المغادرة إستقدم سائقاً آخر ليكتب له مقالاته ( سائق وكاتب معاً) ولكن في هذا المرة خاب ظنه حينما إتضح أنه (يمشي الحال)! ثم مالبثت أن توالت الإعترافات وأدرك الجميع بأن سعادة الكاتب (النحرير صاحب الكرسي والسرير) كان يدلي بالفكرة للسائق الكاتب ومن ثم يبادر الأخير للكتابة نيابة عنه ويقتصر دور سعادة الكاتب في البصمة ونشر المقال بإسمه !! وهناك قصة أخرى مشابهة تقول بأن إحداهن إتصلت بكاتبة لها عامود إسبوعي ينشر في صحيفة مشهورة – وقد أخبرتها تلك المتصلة بورود بعض الأخطاء في مقالتها الأخيرة فسألتها الكاتبة : أي مقالة تقصدين – فأنا لم أكتب شيئاً منذ فترة لا بأس بها – فاجأبتها المتصلة :مقالة اليوم والتي عنوانها( ……).!! صمتت الكاتبة قليلاً ثم أجابتها: تودين الصراحة – هناك من في الصحيفة من يكتب نيابة عني ويستخدمون إسمي دون أن أعلم بذلك .

اليوم ياسادة ياكرام لم تعد السيارات والمنازل هي التي تباع وتشتري ويتم إستئجارها وتأجيرها بل أن هناك أقلاماً تباع وتشتري بالتقسيط المريح وللأسف فإن هناك كتاباً كبار ورؤساء تحرير صحف معروفة يعتمدون على مقاولين في كتابة مقالاتهم فالكتابة من الباطن أصبحت اليوم ظاهرة منتشرة في وسائل إعلامنا وبين كتابنا ..ولاغرابة أن إستقدم أحدهم من يكتب له بتأشيرة عامل أو مزارع أو سائق وكل شئ جائز وقد يكون أسلوب سائق أو خادمة في كتابة المقالات أفضل من بعض كتابنا !![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com