
وبعض بلداننا العربية إستقبلت العام الجديد بكل يأس وعبوس لتحتفل بهذه المناسبة البعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا لكن بطريقتها الخاصة – وذلك على أنغام هدير المدافع وقصف الطائرات وقذائف الدبابات والمسيرات والمظاهرات والفوضى والإشتباكات وأرحل ولن أرحل ومن زنقة لزنقة وإزحفوا عليهم بالملايين ومزقوهم إرباً إرباً وبمختلف أنواع الشعارات المتشنجة وياقلبي لا تحزن !!
في كل أنحاء العالم عبروا عن إحتفائهم وفرحهم بمقدم العام الجديد ورأس السنة بإطلاق البالونات والألعاب النارية الملونة الجميلة في الفضاء بينما تمت الإحتفالات في بعض دولنا العربية فوق أشلاء جثث الموتى المتناثرة هنا وهناك !!
مفارقة عجيبة حقاً أن نشاهد دول العالم وهي تستقبل مناسبة رأس السنة بالبهجة وبالألعاب النارية ويتم ذلك نقلاً على الهواء مباشرة وفي نفس الوقت وبعدها بقليل شاهد الجميع الطائرات وهي تلقى بحممها وقنابلها مخيمات اللاجئين والأهالي العزل في سوريا وليختتم العام الماضي بيوم دموي دام ذهب ضحيته أربعمائة مواطن سوري ..وبصور المظاهرات المتحشدة في بعض دولنا العربية وهي تصرخ : أرحل ..أرحل – الشعب يريد رحيل الزعيم !!
فارق كبير بين أن يخرج زعيم دولة غربية ليهنيء شعبه وشعوب العالم بمناسبة رأس السنة والإبتسامة تعلو محياه وهو يعد بإجراء إصلاحات جذرية في حكومته إرضاء لشعبه وبين أن يخرج علينا زعيم عربي( مكشراً عن أنيابه) يهدد شعبه بالويل والثبور وعظائم الأمور ويتوعد جيرانه بالقتال حتى الموت في العام الجديد !!
زعيم غربي أو شرقي يتحدث عن التنمية في بلده والإنجازات التي تمت وأن بلاده في سبيلها إلى غزو الفضاء وتحويل مياه البحر المالحة إلى محلاة لتطوير الموارد الزراعية وتحسين دخل مواطنيه وإيجاد فرص عمل لهم والقضاء على البطالة – وزعيم عربي يصرخ : لن أرحل حتى ولو خربت مالطا !!
اللهم إنا نحمدك على نعمة الأمن والإستقرار التي تنعم بها بلادنا – والإعلان عن ميزانية الدولة وهي ميزانية غير مسبوقة في حجمها لهي شاهد على هذه النعم والإستقرار التي تعيشها بلادنا الغالية .[/JUSTIFY]