المحلية

من مقام عجم

[RIGHT][COLOR=#FF0026]من مقام عجم !![/COLOR] أحمد سعيد مصلح :[/RIGHT] [JUSTIFY]حدثني أحدهم بأنه كان في زيارة صديق له في منزل الأخير في أول زيارة يقوم بها لمنزل هذا الصديق.ويقول أحدهم هذا :وإذ بطفل في الرابعة من عمره يدخل علينا ويتجه إلى صديقه صاحب المنزل ويقول له بالحرف الواحد (بابا.. ماما فيه مريض شوية راس فيه وجع)!!
يقول محدثي بداية كنت أظن أن هذا الطفل الذي يتحدث بلسان أعجمي هو (إبن الشغالة) وبخاصة أن مضيفي بادله الحديث بنفس النبرات قائلاً( أنت روح ماما قول فيه دواء هو في ثلاجة هو يشرب دواء بعدين هو فيه عافيه نوم )!! إلى هنا وهذا الحوار يؤكد كما ذكرت بأن هذا الطفل هو (إبن حظرة الشغالة )بلا شك وأنه بدأ يتحدث اللغة العربية تدريجياً!

قال محدثي :شكرت صديقي على تبنيه وأسرته لإبن (الشغالة) والسعي إلى تعليمه اللغة العربية وقلت له بحماس وهذا هو الواجب ياصديقي العزيز إذ يتوجب علينا جميعاً تعليم السائقين والشغالات وأبنائهم اللغة العربية وهذا هو دورنا – ولكنه قاطعني فجأة ضاحكاً ليخبرني بالإجابة الصاعقة فيقول:

لا بل أنه إبني آخر العنقود وليس إبن الشغالة ولايحزنون ولايمت لها بأي صلة ولكن نتيجة لإحتكاكه المباشر مع الخادمة فإنه أصبح يتقن لهجتها حين تحاول الحديث باللغة العربية !! وأستطرد محدثي قائلاً : وأنا في حيرتي هذه وردت مكالمة لمضيفي والد الطفل وإذ به يحادث شخص آخر ويقول له بالحرف الواحد ( صديق أنته مافيه معلوم أنته لازم كلم كله نفر رفيق ظروري فيه فلوس روبيه يشتري سمك مافيه ميت من زمان ) ويقصد بحديثه هذا مع مدير مطعم الأسماك التابع لصديقي هذا بأن يشتري سمك طازج(مو ميت من زمان) !!قلت له وحتى أنت ياصديقي تتحدث باللهجة (اللاوندية) .. فبدلاً من أن نعلمهم اللغة العربية أو حتى اللهجة المحلية بشكل سليم تحولوا هم إلى معلمين لنا ولأبنائنا نتعلم منهم لهجات عربية ركيكة وجمل وطلاسم غير معروفة ولا تمت لنا بالصلة ..ويضيف محدثي وعلامات الإستغراب والدهشة تبدوان على ملامحه قائلاً والأنكى من ذلك أنني عندما سألت مضيفي والد الطفل عن إسم إبنه فقال : لدى ثلاثة أبناء وبنت واحدة – فالإبن الأكبر إسمه طوني والثاني إسمه رمبو والثالث شكير أما الإبنة فإسمها (ديانا)!

كل هذه المؤشرات تدل دلالة واضحة أن العد التنازلي قد بدأ لطمس لغتنا العربية الحبيبة من على خارطتنا المحلية وخلطها بمزيج من لهجات أخرى لتصبح (هيصة ومكسرة ) ونفس الحال ينطبق على أسماء الجيل القادم فيمكن أن نسمع بعد سنوات بشاب مواطن من أبناء هذا الوطن يدعى جون بن فريدريك بن طاسان بن عبيطان وفتاة تدعى ديانا بنت شكسبير بنت حسنين !!..وكل شئ جائز في أيامنا هذه !![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com