المحلية

قبائل الليبراليين وحزب الملوخية

[COLOR=#FF0017]قبائل الليبراليين وحزب الملوخية ![/COLOR] بقلم أحمد سعيد مصلح

[JUSTIFY]خلال العقود القليلة الماضية كان حال العرب والمسلمين أفضل ألف مرة من الوضع الحالي وعلى الأقل كانت لديهم كلمة موحدة وموقف واحد تجاه الأعداء – ورغم أنني لست بضليع في علم السياسة ولكني على الأقل أفضل من الذين يخوضونها بأقلامهم حالياً وهم من تسبب في نكبة العروبة والإسلام !

فحينما كان العرب أقل خلافات وليس بينهم إتحادً كانت كلمتهم تزلزل الأعداء ويخشى منها الخصوم رغم إتفاقهم على عدم الإتفاق – وكان الجميع يخشى تضامنهم وتوحد كلمتهم وكان سلاحهم حينذاك موجه لعدو واحد – هو عدو الإسلام والمسلمين أياً كان – وكلنا يذكر تلك الأناشيد والأهازيج الحماسية التي كانت تبثها القنوات الفضائية الشحيحة في ذلك الوقت وكذا الإذاعات ومنها (الله أكبر ياعرب – حان التكاتف ياعرب – ونشيد آخر يقول والله يارجال ما تصبح الإجابة إلا بالنار والمدفع والدبابة – ونشيد حماسي آخر يقول ياهذه الدنيا أطلي وإسمعي – جيش الأعادي جاء يبقى مصرعي بالحق سوف أهده وبمدفعي)!

أما اليوم فقد تبدل الحال بعد أن تم توجيه مدافعنا من أعداءنا إلى صدور بعضنا البعض – وأصبحنا أحزاباً وجماعات متفرقة تعادي بعضها البعض – فهذا ديمقراطي وذاك ليبرالي وهذا رفضي – وتغريبي وتحرري ومتشدد ومتخلف وياقلب لاتحزن وفي كل يوم نسمع بمجموعة متشددة تخرج إلى حيز الوجود وتفتي بقتل أي شخص تلتقيه في الشارع العام وتفتي بتدمير المدارس والمستشفيات وقتل النساء والأطفال والأبرياء !!

العدو من وجهة نظرنا الحالية هو نحن – وخصم دولنا العربية هو شعوبها وهكذا أخرجنا أسلحتنا المدمرة التي كنا نجهزها لقتال المشركين وأعداء الدين لقتال بعضنا البعض ولا نخجل من أنفسنا حينما نطلق على مسلم قتل مسلم بأنه جهاد وإستشهاد في سبيل الله !!
صيحات تتعالى تواكب هدير المدافع والدبابات وتقول : الله أكبر – إقتلوهم وأسحلوهم – ومزقوهم إرباً إرباً ولكنها ليست موجهة إلى اليهود أو أعداء الدين بل إلى شعوبنا التي تسحل في الشوارع وتدمر المنازل على رؤوسهم بلا رحمة كل يوم !!

اليوم نشأت قبائل جديدة – فحينما نلتقي بأحدهم نسأله بادئ ذي بدء : من تكون هل أنت ليبرالي أم متشدد؟ وحتى حكاية الزواج طبقنا عليها هذه المبادئ وأول ما نتحرى عن العريس هو السؤال عن أفكاره وميوله بدلاً من الإكتفاء بأخلاقه وإسلامه – وبلغت الأمور إلى أن يطلق الزوج زوجته بحجة أنه ليبرالي وهي أخرطية !!
وإذا ما أستمر الوضع في عالمنا العربي والإسلامي على هذا المنوال فسيقاتل الجار جاره والأخ أخيه والزوجة زوجها تحت مبررات الليبرالية والديمقراطية والرفضية والتشددية والمهلبية والملوخية ![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com