الحرمين الشريفين

افتتاح فعاليات الملتقى الأول للأئمة والخطباء

المدينة المنورة/ صحيفة مكة الألكترونية

برعاية [COLOR=crimson]صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة [/COLOR]وبحضور معالي رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد افتتح معالي مدير جامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور منصور بن محمد النزهة يوم أمس فعاليات جلسات الملتقى الأول للائمة والخطباء الذي نظمته جامعة طيبة بعنوان ([COLOR=crimson] رسالة الأئمة والخطباء في ضوء المتغيرات المعاصرة [/COLOR]) بحضور عدد من الأئمة والخطباء والأكاديميين والذي تستمر فعالياته لمدة يومين .
وبدأ حفل الافتتاح بتلاوة من ايات الله الكريم ثم أطلق المنظمون عرضا مرئيا قدموا خلالها نبذة عن المعهد العالي للائمة والخطباء وما يقدمه من دعم واهتمام بالامامة والخطابة ودوره الكبير في تأدية رسالته تجاه الائمة والخطباء .
بعدها القى مدير جامعة طيبة كلمة رحب فيها بالحضور في رحاب الجامعة للمشاركة في الملتقى العلمي الأول للأئمة والخطباء الذي تنظمه الجامعة .
وأشار النزهة في خطابه إلى أن العالم يعيش متغيرات متسارعة وفتن متتالية ، في ظل المتغيرات المعاصرة والتيارات الفكرية المعادية التي تواجه الأمة الإسلامية ، مؤكداً على دور المملكة الرائد في توسط المنهج العقدي والمقومات العلمية وإصلاح الوسائل الدعوية لمنع تأثير هذه المتغيرات على الأمن الفكري والانتماء الوطني بالمملكة وأن المملكة تحرص جاهدة على تأهيل الدعاة تأهيلاً علمياً عالياً يتناسب مع فقه الواقع ويتناغم مع ثقافة الحوار على أساس متين من العقيدة الإسلامية الصافية القائمة على مبدأ الوسطية ومن هذا المنطلق نشأت فكرة الملتقى العلمي الأول وتمت الموافقة عليه من قبل المقام السامي تحقيقاً للأهداف التي رسمها ولاة الأمر حفظهم الله عند الأمر بإنشاء المعهد وإثراء لرسالته في تفعيل أثر الدعاة تجاه دينهم ومجتمعهم وشكر النزهة المشاركين والحضور واللجان المنظمة وعميد المعهد العالي للأئمة والخطباء ووكلاء المعهد ورؤساء اللجان على التنظيم .
ثم ألقى الدكتور صالح بن سعيد الحربي عميد المعهد العالي للائمة والخطباء كلمة رحب فيها بالحاضرين وأفرد كلمة موجزة تعريفية عن المعهد وأنه يقدم دبلوماً عالياً للطلاب المنتسبين له فيما يوجه دورات مكثفة طوال العام لغير القادرين على الحضور للمعهد في جميع أنحاء المملكة مشيرا الى انه نظم المعهد عشرين دورة العام الماضي وحضرها أكثر من ألفي مستفيد فيما سيقدم المعهد هذا العام عشرين دورة أخرى .
عقب ذلك قدم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد محاضرة وجه خلالها نصائح لمن هم على رأس التوجيه سواء كانوا أئمة أم خطباء أم موجهين أم علماء ، وأكد في محاضرته أن للتوجيه وقفات ومعالم تنير للموجهين دربهم وتسهم في إيصال كلمتهم على أكمل وجه، وأن على الموجه أن يدرك أن حديثه وجهات نظر تحتمل الخطأ وليست كلاماً قاطعا ً، وأن للآخر رأيه الذي يتمسك به ، وان على الخطيب أن يفرق بين انتصاره لنفسه وانتصاره للحق ، وأن ضيق التواصل يؤدي إلى ضيق الرؤية والانغلاق ، وأن الأمور ليست كلها تتحمل الاندفاع ، وأن صاحب الحماس يعتقد أن الصرامة كافية في تحقيق الأهداف وأن الشباب يميلون للحلول الصارمة والتمسك بآرائهم ويعتقدون أن أوامرهم حازمة وغير قابلة للنقاش ، وحذر من تهميش الآخرين وتهميش أدوارهم ومهامهم ، وأن التوجيه يحتاج إلى أفق واسع والتعامل بحكمة وروية وأن بعض المتحمسين يرى أن فصل الشيء وقطعه والتخلص منه هو الحل ولكنه ليس حلاً بل يجب الحكمة والتروي ، وأن كثير من الأخطاء يمكن غض الطرف عنها ومعالجتها ، وأن النظرة الفاحصة المتزنة تدرك أن التقصير سمة في الجميع .
ودعا الشيخ ابن حميد إلى عدم الاتهام المتبادل في التقصير، وكم هو جميل أن يعرف الجميع أن كثير من وجهات النظر فيها تشابك وتداخل ويجب علينا تقبل ذلك ، وان الناس يتفاوتون في الخبرة والتجربة والعلم والحكمة .
وشدد على أن ما يختاره الخطيب لا يحكم به على الآخرين ويحشد الأدلة الدينية والعقلية للانتصار لقضيته بل يترك للآخر فرصة الرأي ، وأن يقبل ما جبل الناس عليه ، وأن المواقف المتطرفة يمكن الحصول عليها بسهولة ولكن التحدي هو القدرة على التوازن ، وأن على الخطيب البعد عن الصرامة والشدة والتزام الرفق واللين ، وان إصدار الأحكام القاصية أمر لا يجوز وأن كثيراً منا مقصرين ، مستعرضاً في ذلك شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله بالرفق واللين مع الكفار والمشركين والمنافقين واليهود في كثير من الأمور وتطرق لعدد من المواقف التي تؤكد أن الحكمة دورها كبير في تغيير كثير من الأمور، مشيراً إلى أن للآخر حق في رأيه يتمسك به أو يتركه، داعياً في ختام كلمته إلى دراسة جدوى وجود رابطة للائمة والخطباء .
وشكر ابن حميد في ختام كلمته مدير جامعة طيبة وعميد المعهد العالي والقائمين على الملتقى وكذلك المنظمين .

بعدها بدأت جلسات الملتقى حيث شملت خمسة جلسات الجلسة الاولى التي ترأسها الشيخ صالح المغامسي على خمسة بحوث قدم الأول منها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالإحساء الدكتور محمد بن عبد العزيز العقيل بعنوان ( تأثير الأئمة والخطباء في تحقيق التكافل الاجتماعي والأسري ) تناول فيه دور الإمام والخطيب في التكافل الاجتماعي والأسري مشيراً إلى أن دوره يتمثل في البناء والوقاية والعلاج وأن ذلك لا يحدث إلاّ بتوفر عدة عوامل لنجاحه منها أن يكون قدوة للمدعوين ومخاطبته لهم بما يعرفون والتودد لهم وترك التعالي عليهم والإيجاز واشار في بحثه الى أن هناك منابر تنافس منبر الجمعة لم تكن موجودة سابقاً من قنوات فضائية وشبكة عنكبوتيه وطالب في ختام بحثه بعقد دورات مخصصة لتأهيل الأئمة والخطباء لقيامهم بدورهم في تحقيق التكافل الاجتماعي والأسري بالمسجد وكذلك ضرورة تكاتف المؤسسات الاجتماعية والخيرية مع المسجد وتدوين مهام الإمام والخطيب بدقة إضافة الى اختيار نماذج مميزة من الخطب التي تفي بهذا الجانب وتعمم على الخطباء .
أما البحث الثاني فقدمه عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور عبد الله بن حامد سمبو بعنوان ( دور الأئمة والخطباء في توعية المجتمع ) تطرق فيه إلى تعريف الإمامة وفضلها ومنزلة الإمام والصفات العامة ( الفقهية والعلمية والقيادية ) وكذلك مسؤولية أئمة المساجد والجوامع وتعاونهم فيما بينهم من خلال تبادل الخبرات والبرامج النافعة وتزويدهم بكل جديد في مجال الدعوة والاستفادة من التقنية الحديثة من خلال البرامج المقدمة من خلال الجوال والانترنت وتوصل الدكتور سمبو الى عدد من النتائج والتوصيات من أبرزها تفعيل دور المسجد في النصح والإرشاد وتبصير الأئمة بدورهم الفعال نحو توعية المجتمع وتحفيز الأئمة والخطباء على أهمية إقامة الدروس العلمية التي تقام بعد الصلوات المفروضة وربط الجامعة بجدول علمي يوزع خلال أيام الأسبوع في مختلف الفنون .
فيما قدم البحث الثالث مدير المكتب التعاوني في الباحة حسن عبد الرحمن الزهراني بعنوان ( تفعيل رسالة الأئمة والخطباء في ضوء المتغيرات المعاصرة ) تناول فيه رسالة إمام المسجد وخطيب الجمعة وأن عليه أن يكون واعي في أمور دينه متصل بالناس لأنه أشد فاعلية في نفوس الجماهير من أي وسيلة أخرى ومراعاته لمقتضى الحال ومواكبة الأحداث ومسايرة الواقع إضافة إلى تسخير أدوات العصر في خدمة غاياته النبيلة في دعوته لله تعالى .
من جانبه قدم عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء الدكتور صالح بن سعيد الحربي البحث الرابع بعنوان ( فقه الموازنة وحاجة الإمام والخطيب له ) تحدث فيه عن تعريف لفقه الموازنة وفقه الموازنة بين المقاصد الشرعية والأمور التي لا بد من الموازنة فيها وضوابط تقدير المصالح عند تعارضها داعياً الأئمة والخطباء إلى ضرورة إعادة دراسة السنة النبوية واستنباط الأحكام منها وان لا تكون الأحكام محض اجتهاد واستنباط منهم .
أما البحث الخامس فقدمه عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور عبد الله بن زايد الشعشاعي بعنوان ( تجديد الخطابة وزيادة تأثيرها من خلال توظيف أسلوب القبعات الست) وتناول فيه نبذه تاريخية عن القبعات الست ومبحثان الأول منهما اشتمل على بعض الأمثلة التأصيلية لذلك الأسلوب والثاني طريقة استخدام القبعات الست في الخطابة وأشار في بحثه أن الخطبة المشتملة على أسلوب القبعات الست تجعل الإمام وجماعته فريق واحد يتفاعلون فيما بينهم والقدرة على الفصل بين أنواع التفكير واشتمالها على الحلول والبدائل لاشتمالها على طرق التنفيذ والتوجيه والإرشاد وتحقيق الحوار الهادئ والهادف بين الإمام وجماعته وتساعد على تقبل الرأي الآخر بسهولة ويسر .
وسيختتم الملتقى فعالياته اليوم بعدة جلسات واصدار التوصيات للملتقى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com