
صالح باهبري / مكة لمكرمة
أوصى أمام وخطيب المجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل عى طاعته واجتناب نواهيه داعيا فضيلته الى حفظ اللسان وصفاء القلوب والبعد عن الانفلات والعصبية عند الخصومة .
وقال فضيلته في خطبه الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام ان الخصومة بين الناس امر واقع لامحاله بينهم الا من رحم ربي .وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا اللذين امنوا وعملو الصالحات وقليل منهم .وأضاف فضيلته ان الأصل في الناس عدم الاختلاف والخصومة ولكن أصبح الحال بان الخلاف والخصومة أمر لابد منه ثم ان النسبية تحكمه بين الحين والأخر بحسب قرب الناس من شريعتهم وبعدهم عنها . والخصومة مع الأعداء اشد منها مع الأصدقاء وهي بين الإقران اشد منها مع الأبعدين وفي الجيران اشد منها بين الاسره الواحدة وبين أبناء ألعمومه اشد منها بين الأشقاء وهكذا بين الأقرب فالأقرب .
وأشار أمام وخطيب المسجد الحرام ان الشريعة الاسلاميه جاءت ذامه للخصومة فاضه للنزاع محذره من التجاوز فيهما والخروج عن الايطار لهما وهو طلب الحق لتجعل من تجاوز ذالك ممن التات بسمه من سمات المنافقين وهي الفجور في الخصومة الذي هو الميل وتجاوز الحد والحق وانه لمن المعلوم ان واقع الناس إما عبادات او معاملات . موضحاً فضيلته ان المعاملات إما أن تكون نية او قول او عمل من تجاوز الحد في هذه الأمور الثلاثة او اخل بها ففيه من النفاق العملي بقدر الذي حصل منها وجماع ذالك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا أأتمن خان )وفي رواية وإذا خاصم فجر .
وبين أمام وخطيب المسجد الحرام ان الفاجر ي الخصومة هو من يعلم أن الحق ليس معه فيجادل بالباطل فيقع بما نهي عنه الله تعالى بقوله 🙁 ولا تأكلوا موالكم بينكم بالباطل وتدلو بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وانتم تعلمون ) .
وأضاف فضيلته بأن الفاجر بالخصومة يسبق لسانه عقله وطيشه حلمه وضلمه عدله ولسانه بذئ وقلبه دنيء يتلذذ بالتهم والتطاول والخروج عن المقصود كما أن الفاجر في الخصومة يزيد على الحق مائة كذبه ونراه كالذباب لايقع ألا على المساوئ فيرا بعين العداوة حتى لو كانت عين الرضا ويستحسن مستقبح ولا يعد محاسن الناس الا ذنوب . وهو أيضا أكالا للأعراض همازاً مشاء بنميم معتدياً أثيما وله طبع كطبع الدود فلا يقع على شيء ألا أفسده أو قذرة .
وأشار فضيلته أن الفاجر في الخصومة لا أمان له ولا ستر لديه فان اختلفت معه في شيء حقير كشف أسراره وهتك أستاره واظهر الماضي والحاضر فكم من صديق كشف ستر صاحبه بسبب خلاف محتقر وكم من زوجه لم تبقى سرا لزوجها ولم تذر بسبب خلاف بينهما . وأوضح فضيلته انه ليس العيب في الخصومة إذ هي واقع لامناص منه في النفوس والعقول والأموال والإعراض والدين مشيرا فضيلته انه من هو الذي سوف يرضى الناس عنه كلهم فإذا لم يرضى عنه لئامهم . مشيرا فضيلته أن بعض الناس يهون عليهم التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والزنى والظلم والسرقة وغير ذالك ويصعب عليه التحفظ من لسانه وكم نرى من مترفع عن تلك الفواحش والآثام ولسانه يفري في الإعراض ولا يبالي لما يقوله .
وأكد أمام وخطيب المسجد الحرام أن الفاجر في الخصومة ليس لديه حد ولا ضابط فيها فغايته تبرر الوسيلة سواء كان هذا الفاجر في الخصومة في باب الحقوق أو العقائد أو الأخلاق .