الثقافية

داعش وجمعيات الثقافة

#جربعه

فقدت ذاكرتي طوال العشرين السنة الماضية، ولم أعد أعلم بأن لدينا جمعيات للثقافة والفنون ، الى أن جاء صديقي عمر الجاسر مديراً للجمعية ودعاني لحضور مناسباتها المتعددة في بداية خطواته العملية بها ، وان كانت لازالت دون المستوي في المجال الفني من وجهة نظري القاصرة ، وهي لم تستطيع طوال العشرين السنة الماضية ، اقناعي لأخصص لها جزءًا من وقتي ولو لحضور عرضاً مسرحياً واحداً ، وبينما انا اقلب ذاكرتي واتأمل حال جمعية الثقافة والفنون خلال العشرين السنة الماضية، وحال الكثير من شبابنا الذي اصبح اليوم وقوداً لـ (داعش)،وكيف كان الشباب يجدون الكثير من المناشط الفنية والثقافية في مدارسهم ، وعندما بدأ التضيق عليهم في هذا المجال استغل الأعداء عقول الشباب الفارغة، وحشوها بمعطياتهم الايدلوجية.

 

وعندما شعرت بأن ذاكرتي تخونني في اصدار مثل هذه الأحكام ، قمت بمهاتفت احد أصدقائي المعروف عنه بنشاطه في متابعة المجال الفني وله بعض الأبحاث في مثل هذه التأثيرات، وقلت له ما الرابط بين واقع جمعيات الثقافة والفنون اليوم واستغلال شبابنا من قبل التنظيمات الإرهابية، فتنهّد كثيرااا ، وقال أوجعتني بهذا السؤال خاصة بعد ان اصبحت الجمعيات دوراً للعنكبوت ، رغم أن دورها من المفترض أن يكون أكبر من الدور الحالي ، وسألته عن سبب ذلك ، فقال هناك العديد من الاسباب ولكن السبب الرئيسي ، هناك شريحةً كبري من المجتمع تحارب رسالة الفن ، ومن ثم نجد هذه الجمعيات والمسئولين عنها قد استسلموا لهذه الضغوط ، وافرغوا الساحة لمندوبين (التنظيمات التكفيرية) لبث رسائلهم الضالة ذات الأجندة الإقليمه التوسعية ، وقلت له انتبه يا أستاذ لقد ادخلتنا دهاليز السياسية ، وانا لست من متعاطيها ، قال كل الماسي التي نحن فيها اليوم، وضياع شبابنا في دهاليز داعش وغيرها هو سبب اغفالنا دور الفن في حياة الشباب ، ونحن نعلم كيف كان للمسرح المدرسي دوراً كبيرا في تنوير عقول النشء والشباب.

 

استأذنت منه وأغلقت سماعة هاتفي وانا محبط لما نفعله بمجتمعنا ، وهنا تذكرت صديقاً لي بأحد المدن في شمال المملكة دائماً اجده متفائلاً ، وعرضت عليه ما سمعته من صديقنا عن جمعيات الثقافة والفنون ، وقال لى ضاحكا تبحث عن التفاؤل لديّ؟ ، قلت له نعم ،قال يا صديقي ان واقع هذه الجمعيات مؤسف وغير مؤمل في اصلاحها ، هنا قاطعته وقال في ظل وجود المبدع سلطان البازعي الذي رسمت عليه الآمال العريضة ، قال آلم تسمع منه عن واقع هذه الجمعيات في احد اللقاءات التلفزيونية؟ ، الرجل محبط من ميزانية الجمعية ، ومن الحرب التي تعوق تنفيذ برامجها ، وهنا عاد صاحبي يقهقه قهقهةً طويلة وقال تعرف ماهي آخر اختراعات فرع جمعية الثقافة والفنون بمدينتا الشمالية قلت لا ، قال (دورة أكتشف الجانب الخفي في عالم شخصيتك من خلال الفراسة ) قال بالله عليك وش دخّل دور جمعية الثقافة والفنون في هذا المجال! واذا كان المسؤلين عن فروع هذه الجمعيات يحملون هذه الرؤيا، فليس هناك آمل برُقي واقعها، قلت له كفي أحباطا واغلقت سماعة هاتفي وقمت اردد يا بازعي انفض هذه الجمعيات وان وصل الأمر لمواجهة بعض التيارات حتى لو تغلق ابوابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com