الثقافية

جامعة الأحلام بمكة

#جربعه

كادت مكة المكرمة أن تنجب لنا صيني آخر مثل (لأن تشينيغ) صانع الثورة التعليمية الصينية في السبعينات الميلادية من القرن الماضي ، والذي أصدر كتابا بعنوان (من أجل تعليم مليار وثلاثمائة مليون نسمة)، ولقي هذا الكتاب رواجاً منقطع النظير في الصين، وتُرجم الى أكثر من عشرون لغةً من بينها العربية التي لا أجيد غيرها، وهي التي اسعفتني للاطلاع على هذه التجربة العظيمة لرجل عظيم، وباختصار أن هذا الرجل الصيني عندما تم اختياره من قبل الحزب الشيوعي لهذه المهمة، لم يكن من قطاع التربية والتعليم، ولكنه قبل أن يقبل بالمهمة قال للحزب، ارغب في صلاحيات امين عام الحزب بقطاع التعليم، وأعطي الصلاحيات، وأول قراراته كان افتتاح مئة جامعة بأنحاء الصين واستقطب لها كفاءات من العالم الغربي، وكان تعليم اللغة الإنجليزية بالتعليم العام الصيني الزامي، مما جعله يواجه العديد من الصراعات ولكن الحزب السياسي كان الداعم الأول له.

المهم ان صديقي كثيرا ما يخالفني هذه الرؤيا، ليصل الجدال بيننا الى صراخ ، كعادتنا العرب دوماً، وفى هذه الاثناء قال أنا أويد مشاركة القطاع الخاص في إنشاء الجامعات وحتى التعليم العام ، قلت له ياليت نري ذلك قريبا ، رد على ضاحكاً وقال: ابشرك بدأت ، آلم تسمع عن جامعة مكة الأهلية، التى عقدت اجتماعها الأول واعلن عن بدء الاستثمار فيها بـ 300 مليون ريال تقريبا ،وهو مندفع بالحديث وانا ( اقهقه قهقهتي الجربعية) ، قال ما بك ، قلت له احبطتني يا صديقي ، فرد علىّ بشكل حاسم والتكشيرة بوجهه، ثم قال: من اليوم مزعجني تنظيرات بهذا الصيني وتقول أحبطتك!! فقلت ياسيدي انا عندما اسمع عن إنشاء أي مشروع بهذه الضخامة في مكة وعبر المساهمات، اضع يدي علي قلبي ، لان تجارب هذه المشاريع في أم القرى مصيرها الفشل دوما، وتجربة شركة مركز مكة الطبي، ليست بعيدة، والتى كان يهدف من خلفها تطوير القطاع الصحي ولكنها بائت بالفشل ، واعتقد هذه الجامعة مصيرها مصير المركز الطبي ، هنا ضحك صاحبي وقال لى أنا سمعت (طرف خبر) ان الشركاء اختلفوا والبعض منهم أنسحب ، وهنا قهقهت قهقهة جربعية طويلة طويلة، قلت له أجزم أن خبرك صحيح وانا لا أملك أي معلومات ياسيدي، هنا تركنى صديقي وترك في داخلي العديد من الاسئلة حول هذه الجامعة الأهلية وزاد جرعة الإحباط في نفسي من مشاريع مكة، قمت واتصلت بأحد أصدقائي في مكة وسألته عن جامعة مكة الأهلية (الحلم) ، قال يا صديقي تحولت لتراشق اعلامي عن من اول من دعاء لهذه الجامعة، وقال الدكتور زهير كتبي المكي المعروف أنه دعاء لإنشائها من 15 سنة ، ورجل الاعمال ابراهيم أمجد يقول انا اول من طرح الفكرة في احدى القروبات، ورحب بالفكرة رجل الاعمال الشريف منصور ابو رياش الذي فتح منزله لأول اجتماع تأسيسي للجامعة واعلن هوه ورجل الأعمال فايز زقزوق عن المساهمة بـ 300 مليون ريال دعم لبداية تأسيس الجامعة كمشروع استثماري وسط حضور كوكبة من اعيان المجتمع المكي واعضاء هيئة التدريس بجامعة ام القرى، الا ان ما بين الاجتماع الاول والثاني الذي كان مقرراً ولم ينعقد حتى اليوم ، بدأ احدهما بالتواصل من خلف اللجنة التأسيسية لسحب المشروع مع اخرين ليكون هو الرئيس ، قلت له كفي ، كفي أحباط، هذه مشاريع مكة للأسف ، وقلت له ما هو الحل ، قال إكرام الميت دفنه ، وعلى صُنّاع فكرة الجامعة الأهلية الحلم، التكفين والدفن.

وأمام هذا الإحباط ، اقترح على المجتمع المكي انشاء مستشفي خاص لمعالجة الإحباط، حيث سيشهد زبائن كُثر، وأنا اولهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى