الثقافية

الوزارة الصامتة

#جربعة

أنا شخصيًا لا أرتاح من سماع صوت وزارة الحج إلا من بعد شهر محرم حتى نهاية شهر جمادي الآخرة، بسبب أن الله منحني أصدقاء كُثر في هذا القطاع الهام في الدنيا والآخرة، رغم أنهم لم يتكرموا عليّ بدعوة واحدة لأداء فريضة الحج حتى لو أسكنوني بمطابخ حملاتهم بشرط ألا أدفع، فأصواتهم تجلجل مع بداية شهر رجب حتى أننى قررت مقاطعتهم وأجعلهم أصدقاء(نصف سنة فقط)، فمن كثرة الشكاوي التي سمعتها منهم عن الوزارة وأنظمتها السنوية التى اتفق مع البعض منها فيما ذهبوا إليه، ولكن أعتقد أن الكثير منها نابع من الفضاوة التى لدى موظفي الوزارة، فأصبحوا يفكرون طوال الستة الأشهر الأولي من السنة لتطبيق سيفهم خاصة على مقدمي خدمة حجاج الداخل، فالكثير منهم متضجر من كثرة الأنظمة المتقلبة، فمثلًا حج مايسمي بالحج الميسّر في حج العام الماضي صدر القرار يوم 12/1، فكيف يصدر مثل هذا القرار قبل شعيرة الحج الكبرى بثمانية أيام، قالها لى أحدهم طالبًا رأيي (ليشفي به غليله الداخلي)، فقلت له.. لا يُعقل هذا، بل اعتبره تخبط وعمل عشوائي بلا أدنى شك، فقال بصوت مجلل (نعم) هنا عرفت عمق المآساة بين وزارة الحج وشركات مؤسسات حجاج الداخل. أمام هذه الفجوة اتصلت بصديقي في خدمات حجاج الداخل وقلت له، أنتم يطلق عليكم الابن المدلل لوزارة الحج فـ( قهقه قهقهةً جربعية بامتياز)، ثم قال إن المستشارين ومسؤولي وزارة الحج لم يستوعبوا ظروف عمل مؤسسات وشركات حجاج الداخل، قلت يارجل قول غير هذا الكلام ؟ قال لازالوا يدرسون مشروع تصنيف الخدمات والتسعيرة للخدمة المقدمة، وهذه الدراسة لها أكثر من خمس سنوات، ونحن تعبنا من طول الانتظار ودراستهم لم تنتهِ بعد!

وأردف قائلًا سنفاجأ بصدور دراستهم في وقت غير مؤهل أن تقدم كافة إمكانياتك لتحصل على التصنيف الذي نطمح إليه، قلت له: أنتم متحاملون على الوزارة أليس كذلك، رد عليّ بعنف، يا أخي هذه الوزارة وزارة صامتة لا ترد على الملاحظات أو الاقتراحات التى نقدمها كمؤسسات أو شركات أو عبر اللجنة الوطنية لحجاج الداخل، فهم دائمًا يضعوننا أمام الأمر الواقع، وقال شوف آخر مهازل وزارة الحج التسجيل الإلكتروني لحجاج الداخل، فالوزارة بهذا النظام تهدم مفهوم (أن الحج رحلة قافلة)، فكيف نجمع القروبات التى تحب أن تجتمع مع بعضها بهذه الرحلة المقدسة، ثم هناك شيء دينى مهم وهو اختلاط مذاهب بعض الحجاج ببعض، مما يشكل لنا مشاكل بين الحجاج وتوجههم في أداء المشاعر، فقلت له الوزارة لابد أنها اتخذت هذا في الحُسبان، قال ياسيدى لم نعهد من وزارة الحج عمل نظام متكامل إنما تهدف لإيقاف حالنا كرجال أعمال تكبدنا المتاعب والمشاكل بهذه المهنة التى لا نعرف غيرها، وختم حديثه معى قائلًا ماهى فائدة المكاتب المنتشرة لنا بمدن المملكة والتى لا تعمل إلا شهرًا واحدًا بالسنة؟! وتكاليفها علينا باهظة.
وردد كفي كفي يا وزارة الحج تخبطًا بأنظمتكم فينا كل عام. أمام هذه الصرخة المؤلمة منه، توقفت عن الحديث الهاتفي معه، وودعته وأنا أردد لماذا ياوزارة الحج لا تضعي خارطة طريق واضحة المعالم لهذا القطاع؟! لعل الوزارة فاعلة، وتريحني من صراخ أصدقائي طوال ستة أشهر من كل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com