الثقافية

صمت نادي مكة الأدبي

#جربعة

 نادي مكة شاغل الدنيا ومشغلها، منذُ أيام رئيسه الذهبي (إبراهيم فودة) -رحمه الله- حيث كان النادي في عهده يعيش حالة من الحراك الثقافي المحلي والعربي، وعندما كنت أحبو على مقاعد الدراسة في الثانوية اصطحبني للنادي زميلًا يُعد اليوم احد الذين يُشار إليهم بالبنان في المشهد الثقافي السعودي، ، ولازلت أذكر مدخله الضيق في العزيزية، وقد انقطعت علاقتي بالنادي منذُ أن تم اختطافه من قبل مدعي الثقافة، بعد وفاة الرمز (فودة)، فقد حضرنا يومها ندوة لنخبة من كبار مثقفي الوطن العربي، وظل تواصلي مع النادي إلى أن رحل الرمز إبراهيم فودة، ولكن مثقفي مكة بينهم وبين النادي انفصال مثله مثل الكثير من مؤسسات المجتمع المدني بالعاصمة المقدسة، يصعب على عتاولة محللي القضايا الاجتماعية من أكاديميين ومثقفين وحتى مصلحي القضايا الاجتماعية حلّها، بل إن صفحته بتويتر تتصدره هذه المقطوعة ذات الأهداف الكبيرة الرنانة (نعمل على أن يكون نادي مكة الثقافي الأدبي مركزًا ثقافيًا متنوعًا .. وملتقى للمثقفين والأدباء. ينطلق في فعالياته وإصداراته من روح الإسلام، ويجسدها باللغة العربية الفصحى، ويرعي المواهب الشابة في جميع فروع الثقافة .. ويبث روح المنافسة بين منتجيها. وسنعمل على استقطاب ضيوف البلد الحرام لإغناء الحركة الثقافية. ونسعى ليكون النادي مرجعًا حقيقيًا للثقافة المكية. ومنفتحًا على الثقافات الأخرى، بالترجمة منها وإليها ) وياليتهم حققوا لنا حتى 5% منها لنكون سعداء، وأمام إحباط هذه العبارات الرنانة جلست أبحث عن أحد أصدقائي المثقفين بمكة المكرمة، فوجدت أحدهم وقلت له : لماذا لم نُعد نراك في محاضرات النادي الأدبي بمكة ( قهقه قهقهة ظننته سوف يخرج لى من سماعة الهاتف)، فقلت له خيراً! فرد عليّ والقهقهة لازالت متواصلة، هو فين مقر النادي أصلًا، قلت له ياراجل اذا انت المثقف المكي تقول هذا؟ فما بالك بالآخرين!!، قال ياسيدي النادي تحول منبره إلى خطب جمعة أكثر منه إلى حراك ثقافي أدبي، أين المحاضرات أيام المرحوم فودة؟)، أين عندما كانت تقام المحاضرة بالنادي الأدبي يسجل الحضور فيه أكثر من أندية الرياض، وجدة والشرقية، واليوم نشاهدالأنشطة المنبرية الرائعة في اندية مثل نادي حائل الأدبي أو نادي تبوك، حتى نادي عرعر اليوم أصبح له تواجدًا بمشهدنا الثقافي على عكس نادي مكة صاحب الأرض والجمهور قالها صاحبنا ضاحكًا، قلت له قلبتها كورة قدم لكن ماهو قصدك ؟ لعلك تشبه حاله بحال نادي الوحدة اليوم، قال من يومك ذكي يا جربوع تفهما وهي طائرة. ثم قلت له ما الحل ؟! قال الحل أن تصاغ رؤيا ثقافية لنادي مكة الأدبي تنطلق من مفهوم مكة المكان والقدسية، في تبني تلاقح أدبي ثقافي بين أبناء الأمة الإسلامية بالمفهوم الثقافي والأدبي، وواصل حديثه صديقي المثقف المكي (وأنا اقول في نفسي بدأت ثرثرة المثقفين الله يخلصني منها)، انظر إلى ندوة الحج الكبري التى تقيمها وزارة الحج أيام المثقف إياد مدني، وفارسها الأستاذ الدكتور أبوبكر باقادر عندما كان مشرفًا عليها، وكيف كان الحضور الثقافي والأدبي وإن كان بمفهوم ثقافة الحج، إلا إنها نجحت كثيرًا في تلاقح أفكار مثقفين وأدباء من المغرب العربي وشرق آسيا وجنوب الوادي (أفريقيا السمراء)، قلت له هل تريد نشاط النادي الأدبي أيام الحج فقط، قال صاحبنا المثقف ياليت نادي مكة يفعلها كما فعلها باقادر بندوة الحج الكبري أيام إياد مدني، قلت له بسيطة يا صديقي باقادر الآن رجل متقاعد، ويحمل مخزونًا ثقافيًا ومعرفيً كبيرًا كما أعرفه أنا شخصيًا، عليكم به لعله يقبل أن يكون رئيسًا لنادي مكة الأدبي ويخرجه من سبات نومه. استأذنت صديقي المثقف المكي وهو لازال لديه كلام كثير وكثير عن النادي، وأغلقت السماعة وأنا أردد انقذهم يا دكتور باقادر لعلك تُعيد لنا توهج نادي مكة الثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com