الثقافية

تكفى لو صندقة سكن

#جربعه

 من لا يملك بيت او سكن في وطنه لا تطالبه بالإنتماء، قالها الكثير من الإقتصاديين وخبراء الإجتماع السياسي، وعندما أرى شعار وزارة الإسكان اليوم اشعر بحالة من الإحباط، خاصةً وانا اقف على عتبة الكهولة ، فقد ظليت أردد طوال عمري “موطني وان جارت على عزيزة”، وكم تمنيت لو ان جائزة نوبل منحتني احدى جوائزها تقديراً لصبري وطول انتظاري، وفي نفس الوقت آيضا، أصبت بحالة احباط لعدم تكريمي، بأحد الجوائز لصبري على المؤجرين ومطاردتهم لى من تاريخ (20) في الشهر وهم يردودن عبارة (الإيجار ما نبيه يتأخر) ويردفها بـ الله يسلمك، وانا أردد بيني وبين نفسي الله يسلمني منكم يا قُطاع العقار ، واصبحت أحلم أن أمتلك (صندقة) اسكن فيها واتخلص من مطاردة المؤجرين ، حيث انني أصبحت أحد أهم المؤشرات في ربحية شركات نقل العفش من كثرة تنقلاتي بين الشقق.

أمام هذا الإحباط والحلم قمت بالإتصال بأحد العقاريين الذين يتهجمون عليّ من كثرة شرب الشاي في مكتبه وهو لا يستفيد مني حتى بشراء واحد متر، فقلت له هل هناك آمل واحصل على بيت حتى لو بالربع الخالي ، فرد على بتهجم وقال: أسأل وزارة الإسكان ، فقلت له من سنة وانا انتظر بعد أن بشروني أنني مؤهل ولكن لا حياة لمن تنادي، فسألته ما الحل ؟ قال: الحل أن تقوم وزارة الأسكان بعمل مؤسسي بمشاركة بعض المطورين العقاريين ، وتعمل على ادخالهم لحل المشكلة، بدلاً من أن تضع العراقيل أمامهم ، وايضا تعمل مع البنوك في تسهيل مهمة المطورين التمويلية عبر إنشاء صناديق في هذه البنوك تحت مسمي (صناديق تمويل المساكن) بمشاركة المستثمرين الكبار للدخول في هذه الصناديق بهامش ربح مغري لهم، وسوف تحل المشكلة خلال 3 سنوات بإذن الله، رديت عليه بقولة(ما أطولك يا لليل) ، قهقه وقال:انت ترغب في منزل ينزل لك بالبرشوت ، قلت ياليت ولو صندقة، ثم ودعت العقاري ثم اوصيت أبنائي، بعدم فتح الكمبيوتر وعدم البحث عن اسمي في موقع وزارة الإسكان، وشدني الصغير منهم ذو الـ(4) سنوات بنظرته البريئة فقلت له: يا ولدي قل لأبنائك، أن جدكم ظل ينتظر السكن لأكثر من (60) عاماً ولم يحصل عليه ، ولو كتبتها رواية ممكن يتحقق لك (حلم) شراء منزل مستقبلاً، ثم ذهبت الى غرفة نومي وانا أردد يا وزير الأسكان تكفي ،، تكفي وعقالى أرميه عليك ، أن ترحمني من عذاااب الانتظار، او تلغي أسمي من قائمة المنتظرين لأن الانتظار عذابه لا يعرفه الا من يتذوقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى