المقالات

جمال وبهجة العلاقات الانسانية

جمال وبهجة العلاقات الانسانية
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي

[JUSTIFY]دائماً أتساءل.. ماذا لو لم تكن لدينا علاقات، كيف سيكون شكل حياتنا؟
هل ستكون لها نكهة أم أنها ستتشكل في إطار باهت لا معنى له؟
حياتنا مليئة بالعلاقات البسيطة والمعقدة، التلقائية والمجبرة، المتناسقة والمختلفة، المتوائمة والمتنافرة، علاقات بكل شكل، وصداقات بكل لون.
من صبحنا حتى المساء نمضي في دروب الحياة وسط خلية نحل من الأفراد والجماعات، فنلتقي أصدقاء الدراسة، ونجتمع مع أصدقاء العمل، وتضيف لنا الحياة أطيافاً جديدة، وتسلب منا أجساداً أخرى لتبقي لنا روحها في السماء.
تجبرنا الحياة على بعض العلاقات، فنلتقي بالجار في المسجد المجاور ليلقي علينا سلاماً بارداً ويتوارى في زحام الحياة.
نفرح بالمساء لأنه سيجمعنا بثلة أخرى تشكل أعمق علاقاتنا لأنها ثلة قد اخترناها بعناية حيث التوافق الرائع والاختلاف الجميل عبر التعدد في العقول، هناك حتماً ستكون الفكرة أجمل وأكمل.
وفي المقابل لهذه العلاقات نواح أخرى لدى الكثير منا، ففيها سوء الظنون كما قالت غادة السمان «لأننا نتقن الصمت حملونا وزر النوايا».
وهنالك ايضا منحى آخر في العلاقات يكمن في من يعتقد أن العلاقة تحتم اللقاء اليومي وإلا ذبلت وانهارت، وكأنه لم يسمع قول الإمام أحمد بن حنبل «هنالك أناس لا نلتقيهم في العام إلا مرة نحن أوثق بمودتهم ممن نلتقيهم كل يوم»، لأن هنالك بعض العلاقات لا تزدان إلا بالابتعاد الجميل، وكما يقول المثل «المتجاورين متخاصمين» .
وهنالك نوع مضطرب قلق لا يهنأ ولا يرتاح، فعلاقاته ممتلئة بالشك والخوف، يعيش مجبراً عليها ويموت راكضاً خلفها !
وهنالك من انطوى عن الجميع وانزوى في مخبئه ينتظر صديقاً جديداً ربما يتحفه به القدر ذات يوم.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور علي شراب «لا يشترط في العلاقة اللقاء وإنما يكفي فيها الدعاء للاخرين .. وبقاء المشاعر فياضة بالحب .. والروح تدعو في الخفاء لكل من تحب، حتى إن لم يكتب الله اللقاء».
فعلاً هنا يكمن سمو العلاقات، وهنا يظهر بريقها في جمال قلوب الذين يتقاسمون تلك العلاقة .
وهنا تظهر المعادن الأصيلة، وتسمو النفوس الزكية العامرة بالحب والسلام، فالعلاقة تجمعنا كروحين حتى إن لم تلتق الاجساد .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com