المقالات

صكوك

النظام السائد في أي بلد يُحترم ، ولكل خصوصيته في التطبيق ، ينضاف إلى ذلك أمانة اتخاذ القرار ، وحساب تبعاته ، فمشكلة الإسكان ظاهرة اشتكى منها جيل كامل ، وبرغم سعي حكومتنا لحل هذه المعضلة إلّا إنها مازالت تراوح مكانها ، فعدد السكان في ازدياد ، والأراضي البيضاء تملأ أرجاء الوطن ، وبحكم غلبة الأكثرية القبلية على لزوم أماكن أبائهم وأجدادهم في هجرهم وقراهم فإنّ تطبيق النظام يحتاج إلى إعادة نظر ، فمع الظروف التي تحدق بنا كمواطنين من تقشف وأعباء الحياة داخل المدن ، برغم ذلك فإن البناء والاستقلال بسكن خاص داخل النطاق العمراني يعد أمرًا شبه مستحيل ، لارتفاع أسعار الأراضي وتكاليف البناء ، مع هذه الأجواء التقشفية يسعى كثير من المواطنين للتخفيف من الأعباء على الحكومة فيتجهون لقراهم وهجرهم بغية الظفر بسكن يأويهم ، ولكن عصا الحسد تنال منهم في كل لحظة ، وكأنهم يقولون لا للاستقلالية ، ولا لمساعدة الحكومة والتخفيف عنها ، فيتشبثون بضرورة الحصول على صك في أماكن نائية ، متجاهلين طبيعة المناطق النائية التي تفتقر حتى لأبسط الخدمات، وهذه الأيدي التي تعبث بمصير أسر بأكملها لاتعي خطورة الوضع ، فليس من السهولة التضحية بـ”شقى العمر”وبين عشية وضحاها يصبح ركامًا بفعل حاسد أو مدفوع من حاقد، ولذا على المسؤولين تحمل إيجاد مخرج لتلك الحالات التي يعاني منها كثير من المواطنين ، كتنسيق بين شيخ القبيلة والمراكز ، أو يعطى وثيقة مؤقتة حتى يتم استخراج الصك.

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى