حوارات خاصة

” جواهر الجسمي ” سيدة لغة الإشارة

 

جواهر حسين الجسمي” كاتب إداري تقارير طبية في مستشفى القاسمي بالشارقة ومترجمة إشارة ، بجانب أنها مترجمة إشارة في نادي أصحاب الهمم( نادي دبي للمعاقين سابقا ). كان لمكة الإلكترونية حواراً خاصاً .

جواهر الجسمي” تعليمياً ؟

أنا كأي طالبة طمحت أن تتخرج من الجامعة بشيء يفيد مستقبلها القادم أو حياتها بشكل عام . بعد دراستي الثانوية لجأت إلى البحث عن تخصص علم النفس بسبب حبي لها المجال ،، وفي نفس الفترة تفكيري بذوي الإعاقة، ،،
كنت أسأل عن كيفية مساعدة هذة الفئة … سألت أصحاب الخبرة وحصلت على جواب وهو دراسة “علم النفس “والبحر بعلم نفس المعاق .
بعد التحري في جامعات الإمارات لم يسبق لهم هذا التخصص …
قيل لي أن هناك جامعة في البحرين استطيع أن التحق بها وهي جامعة الخليج ، أقدمت على ذلك لمواصلة تعليمي … ولكن بعد سنة أصبت بظروف خارجة عن إرادتي ولم استطيع إكمال مشواري التعليمي هناك تم نصحي بأن آخذ سنوات انتساب وبها أحقق حلمي الباقي، ظروفي كانت اقوي بأن اتخطى هذة الخطوة لوحدي .
ولكنني لم استسلم درست لغة انجليزية في جامعة الشارقة، بجانب دورات تثقيفية بمجال ذوي الإعاقة، أخذت دورة متكاملة من الدكتورة / ريتا مفرج من لبنان ، عن الطب النفسي والعملية العلاجية، هذة الدورة اعطتني دافع قوي لاستمرار عملي في مجال ذوي الإعاقة. حينها كنت أعمل كمتطوعة في نادي دبي للمعاقين …
قبل انتقالي لدبي كنت متطوعة في الخدمات الإنسانية بالشارقة ، تزايدت قدراتي واندفاعي لهذة الشريحة من المجتمع  ، حضرت فيها دورات عديدة ومؤتمرات تثقيفية ساعدتني لإكمال عطائي لهم .
نعم كانت بدايتي من الخدمات الإنسانية، وبعد أن تطلعت على عدة أقسام عرفت أن هناك مدرسة تدعى “معهد الأمل ” وتفأجات بمجموعة من الإعاقة السمعية يتعلمون بلغة الإشارة  ورغبتي في التواصل معهم  بدأ إصراري من هنا
كان في حوار يجمع بيني وبين الشيخة جميلة القاسمي عضو مجلس إدارة الخدمات الإنسانية بخصوص هذا الموضوع والترحيب الجميل حيث استقبلته منها بتشجيع المواطنين بكسب خبرة كافية ، وهم على أتم الاستعداد لمساعدتي في نجاح متطلباتي وتعليمي.
في أول يوم لي في معهد الأمل تفاجأت أن هناك البعض منهم لهم مخارج حروف ولكنهم بالأغلب يستخدمون لغة الإشارة.
واجهت بعض الصعوبات في بداية الأمر، لأنني لا أجيد لغتهم ، بدأت ابحث عن من يساعدني ولكن الكل كان مشغول في أموره الخاصة ، و أخبروني أن ليس كل من يعمل مع الصم يجيد لغتهم ،يجب على أن أتعلم هذة اللغة ، ولكن كيف ؟!!!
تصادفت بترجمة لغة الاشارة وهو المدرب والخبير إستاذ/ صلاح عودة لا أنسى فضل الله  ثم فضله في تعليمي لغة الاشارة ..
أخذت دورات عديدة لأتمكن من هذة اللغة ولكن الدورات التدريبية لا تكفي . يجب علينا أن نستمر ، وها أنا سمعت افتتاح قسم الفتيات في نادي دبي للمعاقين في 2001 لحاجتهم لعدد من الموظفين والمتطوعين ، وعندما أخبرت والدي رحمة الله عليه قال لي ابحثي عن شيء قريب ( ليش دبي ) .
قدمت أوراقي  فلم يجيبوني لصغر سني آن ذاك . ولكنني لو استسلم أخبرتهم أن لدي خبرة ولو بسيطة في مجال الترجمة للصم وعلم النفس للإعاقة الذهنية . لن أنسى في بداية الأمر تشجيع كل من سعادة ثاني جمعه بالرقاد رئيس مجلس إدارة نادي دبي للمعاقين، والأستاذ أحمد حسن مسؤول الأنشطة الرياضية لتحفيزي وتشجيعه لي ومراقبة تطوري في هذا المجال .
بعد استمراري بالنادي ومشاركتي في دورات ومؤتمرات عديدة سواءً داخل أو خارج الدولة ، حصلت لقب مترجمة لغة الاشارة في سنة 2004… ولم اكتفي بذلك لأنني اطمح للمزيد شاركت في مؤتمر تدريبي في تركيا و مؤتمر عالمي في كندا وتوحيد القاموس الاشاري في قطر .

في عام 2010 تفاجأت بخبر كنت انتظره من سنين عديدة وهو حصولي على شهادة خبيرة لغة الإشارة من الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم بالسعودية من قبل الاستاذ الموقر سعيد القحطاني .

الحمدلله على نعمه أنجزت بعد سنين كفاحٍ وجهدٍ ودورات حصلت على الرخصة الدولية في الإرشاد المهني والتمكين الاقتصادي لأشخاص ذوي الإعاقة – بمملكة البحرين 2016 .
وشهادة إعتزيت بها كثيرآ ك مستشارة وصديقة لاصحاب الهمم من مركز راشد للمعاقين في يونيو الماضي ،

ما مدى قابلية المجتمع للغة “الإشارة” وهل صنعت مجداً جديداً للتعامل مع الصم ؟

بالنسبة للغة الإشارة إداخل لغة جديدة لمجتمع الإمارات بشكل عام ولبعض المؤسسات بشكل خاص ..لحاجتهم الماسة في التعامل مع الاصم.
سوف أبدأ بنفسي .. كنت اسمع عن الإعاقة السمعية وبالأخص أن هذا فلان اصم أو ابكم … ( كانوا يقولون خلاص خلي يروح ما نفهم شو يقول ) وكنت أرى نظرة الحزن في وجهه لعدم قدرتنا على فهمه ومساعدته.

كان يدور في بالي كيف يعيش وكيف يتصرف في أموره الشخصية ، متى زاد شوقي في التعلم كما تفضلت بعد دخولي في هذا المجال .

أما بالنسبة لمجتمعنا فهناك بالمثل أناسٌ لهم الرغبة في التعامل مع ذوي الإعاقة السمعية فلابد تعلم لغة الإشارة حتى يتسنى له التعامل معهم.
وزادهم إصراراً بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بتطبيق ( مبادرة مجتمعي مكان للجميع ) حيث تقوم جهات بأخذ دورات تدريبية للمسؤولين والموظفين حتى يسهل عملية التواصل مع الاصم في المجتمع .
نعم صنعت ولكن لن أقول ( مجداً جديداً ) أقول (حباً وعشقاً )
قمت بتدريب عضوات النادي على لعبة الأذكياء وعمل كتيب صغير بتعلم الشطرنج بلغة الإشارة ، كوني كنت لاعبة منتخب الشطرنج سابقاً وحكم دولي للشطرنج .

وبعد مسيرة كم سنة من التعليم أخذت عدد من العضوات إلى مركز إعداد القادة في دبي لأخذ دورة حكام الشطرنج ، وكانت بمثابة التحدي لي أن هناك عدد 5 عضوات من الصم يحضرون دورات تدريبية وصقل حكام الشطرنج مع الاسوياء وانا التي كنت أُترجم لهم هذة المحاضرات آن ذاك .
ولكن المفاجأة الكبري بتخطي إحدي العضوات من الإعاقة السمعية هذا الامتحان وحصولها على النورم الدولي في تحكيم الشطرنج .
مازلت في تحدي في دورات تدريبية اخرى للصم ، وحرص بعض المراكز بتعليم لغة الاشارة لموظفيها ، كنت اعطي دورات خاصة بالمؤسسات والدوائر الحكومية التي تطلب مثل هذة البرامج ، ولكن منذ فترة لا تتجاوز 3 سنوات اعطي دورات لمراكز تدريبية متخصصة بلغت الإشارة كباقي اللغات التي تدرس في مختلف المعاهد والمراكز التعليمية في الدولة ، ك لغة نادرة ومنهج متميز عن باقي اللغات ، يحث على دمج المعاقين سمعنا مع المجتمع الخارجي بسهولة ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى