مجموعة "تشافيت"

الطفولة

حينما كنت أسير ع شاطيء البحر بخطى هادئة ذات إيحاء شامخ يدفن خلفه واقع مليء بجروح تنكأ نفسها أمام الغروب الذي تتموج ألوانه مع حركة الموج الذي يصدح بصوته نحوي …. مع ومضة ريح متواضعة تحرك أطراف عباءتي التي أتلفع بها لإخفاء معالم الزمن …

‎تأملت ذاك المنظر بدموع تشق طريقها وسط أمل الطفولة بعنفوان البراءة التي أخذت تتسلل بهدوء مع عراك الواقع والخيال في داخلي … ثم شرعت تجمع الودع الصغير الملون بألوان بياض الأحلام وتقهقه بصوت يغلب ع صوت الموج حينما يلامس الماء قدماها ..
‎إنها لحظات السعادة التي لا تعرف سوى الأمل .. ثم أخذت تهرول بساحة الشاطيء نحو الأرجوحة لتمتطيها كي تتأرجح بأمنياتها في عباب الفضاء بل بين الأرض والسماء …
‎إنها لاتعرف سوى الابتسام في وجه الأيام … ففي لحظة بكاء الشمس .. وهدوء الشاطيء .. صافحتني بقبلة حب الأمل وفي يدها منديل أبيض فتحته بين كفي قائلة : (هذا ودع صغير أرجو أن تقبليه مني كهدية بسيطة) .. وأصبحت تتلاشى بانتشار.. كانتشار الدخان ف الفضاء وفي محياها ابتسامة الوداع على أمل اللقاء في مكان آخر ….

‏ أنفض عن ذاكرتي الأوهام
بنحيب ليل يسكن ف الأدعاج
وأصداء أمل يعتذر عن الترياق
تتصاعد أبخرة مبتوره وأخرى مقهورة
يزاداد النفض … ويزاداد
أستبيح غطائي منديلاً
ووسادتي حديثاً
على يوم قد قطعت أوصاله ريح الصبا
ولم يبق منه سوى أثاراً… وتحفاً
تخنقها حروف الذكرى .. تاريخاً
وف متحف العمر .. درساً
يغسل غشاوته جلاء يوم
ببسمة شمس
وسفر عصفور
وبراءة طفل
ينهل من البصيص خطو يتهادى به
ومن السفر تجربة يرقى … نحوه
فلا أجد من هذا أو ذاك
لعبة تلهيني ..
أو كتاباً يحتضن مرائي
أو مشهد يعلق صوري
سوى
ريحاً تعصف بي وبأوهامي
على أعتاق ليل أشباحه تتلذذني
وأصداحه تعزفني.. كأبخرة تتمزق أشلاء ف الهواء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل تعرفون معنى سلمى ؟
    انها المرأة السليمة الناجية السالمة من كل مالا ينفع لنفسها
    ابدعت ي سلمى في تصورك للأمل فعلا
    النظر لوجه الطفولة هو الأمل ذاته

اترك رداً على فاطمة الأحمدي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى