أثار مسلسل “العاصوف” مع بداية عرضه خلال الأيام الماضية من رمضان المبارك، حالة كبيرة من الجدل بين المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من النخب الإعلامية وأصحاب الرأي.
وتباينت آراء المغردين حول العمل، فمنهم من رأى فيه مشاهد مبتذلة بعيدة عن العادات الحقيقة للمجتمع السعودية ومخالفة له أحيانًا، بينما اعتبره البعض يلامس طبيعة المجتمع السعودي الذي يتميز بتنوع الثقافات فيه، لاسيما أنه يتكون من قبائل متعددة ولكل منها ثقافة خاصة بها.
وقالت الكاتبة حليمة مظفر، “أجد مسلسل العاصوف هو بداية لتدشين وتأريخ حقبة جديدة للدراما السعودية الجادة .. ورأيي هذا ليس عشوائيا بل نابع من دراسة متخصصة في الدراما ومفهومها ووظيفتها”.
وأضافت مظفر، في تغريدة عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، “علينا أن نفصل بين العمل الوثائقي (الحقيقة) والعمل الدرامي ( الخيال) .. والعبرة في نهاية العمل وليست بدايته”.
وتابعت “حين تشاهد العاصوف لا تجعل نواياك ضد العمل التي لا ترى سوى اللقيط وأمه المتاجرة بشرفها والجارة الخائنة لزوجها المسن تعميك عن رؤية شخصيات جميلة تمثلت في الأم الحكيمة والخالة الطيبة وبناتهن المؤدبات وتصوير احترام الصغير للكبير وتفاصيل أخرى ممتعة إنه صراع الخير والشر وهذه هي الدراما”.
وأكدت أن “الدراما ليست عملا وثائقيا بل فن يصور قصة خيالية ومن ينظر للعاصوف بأنه توثيقي فقد أخطأ لأن الدراما إعادة إنتاج الواقع من وحي الخيال تصور صراع الخير مع الشر في حبكة ممتعة هادفة ومجتمع أجدادنا ليس ملائكيا بل بشري والخطيئة موجودة منذ وجود الإنسان على الأرض”.
ومن جهتها، أعربت الدكتورة لمياء إبراهيم، عن استغرابها من بعض القضايا الاجتماعي التي يتناولها العاصوف، والتي اعتبرتها غريبة عن ثقافة وعادات المجتمع السعودي.
وكتبت إبراهيم، عبر حسابها الرسمي في تويتر، “العاصوف يقول إنه في عام ١٩٧٠ كان الأخوة لا يحضرون عرس أختهم، كان في الأمر عيب والأب إما أن يجلس في بيته أو يسافر، أما عوايد عجب”.
وأضافت “العاصوف لفت نظري الذهب والمرتعش (الرشرش) وحتى طبيعة حفل الزواج نفس زواجاتنا أجل من يقول إننا مختلفون على فكرة بعام ١٩٧٠ وحتى الثمانينات كان أخوة العروس وأبوها ما يحضرون عرس بنتهم”.
ورأى المستشار الإعلامي عايد الشهراني، أن العاصوف بقيادة الفنان ناصر القصبي اعتمد على تشويه تاريخ المملكة وثقافة شعبها العريقة.
وأضاف الشهراني، عبر حسابه في تويتر، “أتمنى أن يصدر قرار بإيقاف عرض المهزلة التي تسمى العاصوف، وأن يكون هناك محاسبة للمسمى ناصر القصبي على ما قدمه من مهازل وبجاحة من خلال العاصوف شوه بها تاريخ المملكة بشكل كبير”.
وتابع “لازالت مهازل ناصر القصبي تتواصل من خلال مهزلة العاصوف التي تسيء إلى مجتمعنا السعودي وعرضه للمجتمع السعودي في الزمن القديم أنه مجتمع يفتقد للأخلاق ويتسم بالحرية البجحة التي تبسط الزنا وخيانة الزوجة لزوجها وخلافه مما سنشاهده من مشاهد ستكون أسوأ وأفظع مما عرض”.
