حوارات خاصة

زهير قاضي يكشف سر المخالفة التي كادت أن تودي بوظيفته

تنقل بين عدد من الجهات الحكومية، الأمر الذي أكسبه علاقات متميزة وفريدة مع الكثير من أبناء المجتمع، وعايش فترات كثيرة ومواقف متنوعة لا زال يحتفظ بها في ذاكرته، بدءًا من طفولته التي بدأ منها حياته المليئة بالأحداث والمغامرات في مكة المكرمة.

إنه زهير حسن بن عبدالملك قاضي، الذي تحاوره صحيفة “مكة” الإلكترونية، للتعرف على أبرز محطات حياته والغوص في التفاصيل التي تحفل بها ذاكرته عن العمل الحكومي وعن المتغيرات الكبيرة التي شهدتها المملكة منذ ولادته حتى يومنا هذا.

1- في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة.

– اسمي زهير حسن عبد الملك قاضي من مواليد مكة المكرمة

2- في أي حارة كانت نشأتكم ؟

– ولدت ونشأت بحارة أجياد بالقرب من الحرم الشريف، حيث كنت أسمع الأذان من المسجد الحرام مباشرة وأصل إليه خلال ثلاث أو أربع دقائق.

3- أين تلقيتم تعليمكم .. أستاذ زهير ؟

– المرحلة الأولى من نشأتي تعلمت في الكتاتيب كفترة تمهيدية ثم انتقلت إلى المرحلة الابتدائية بمدرسة دار الفائزين بالمسيال وهي أقرب مدرسة لمنزلنا بأجياد. وكان مديرها آنذاك المرحوم الأستاذ عبد الله خوجة.وفِي السنة الثالثة الابتدائية انتقلت إلى المدرسة الرحمانية بالمسعى. وبعدها بسنة صدر الأمر الملكي في عهد الملك سعود – يرحمه الله – بهدم الكثير من المنازل في حي أجياد ومن ضمنها منزلنا فانتقلنا للسكن بجرول وأكملت السنتين الأخيرتين بمدرسة الخالدية الابتدائية بجرول وكان مديرها آنذاك الأستاذ أحمد بلخيور – يرحمه الله-.

أما المرحلة المتوسطة فقد كانت بمدرسة الزاهر المتوسطة لثلاث سنوات وأعدت السنة الثالثة بمدرسة عمرو بن العاص المتوسطة بسبب رسوبي وشقاوتي في مرحلة ما يسمى بالمراهقة.

أما المرحلة الثانوية فكانت بمدرسة العزيزية الثانوية بحوض البقر قبل تعديل مسمى الحي إلى العزيزية، المرحلة الجامعية كانت بكلية التجارة جامعة الملك سعود بالرياض وأعتذر على الإسهاب.

4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟

– أحداث كثيرة عشتها أيام الحارة وكان عدد السكان محدودا؛ ولكن تقريباً كل السكان يعرفون بعضهم البعض ويمكن أن تتلقى نصحاً أو توجيهاً من جارك القريب أو البعيد لأن الجميع في النهاية عبارة عن أسرة واحدة، وهذا الكلام ليس مبالغة وبالإمكان تقصي هذه الحقيقة من بعض كبار السن وأخص منهم بالذكر أستاذي الفاضل الدكتور عبد الله بن صالح والأستاذ اللواء إبراهيم بصنوي.

5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية ماذا كنتم تأملون حينها ؟

– التطلعات المستقبلية في مرحلة الطفولة كنت أتطلع متى أكبر ويصير عندي شنب، وآمر وأنهى وأسوق سيارة وأتكلم بصوت خشن يسمعه ويهابه الجميع “تطلعات أطفال ” وبعد سن العشرين تغيرت تلك الأفكار وهذا طبيعي.

6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة.. ما هي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت ؟

– كان المستوى الثقافي والاجتماعي منخفضاً لدى الناس في ذلك الوقت ومنهم الوالدين – يرحمهما الله – فقد اجتهدا في تربيتنا وبذلا كل الجهد لإخراجنا؛ لخدمة بلدنا وأمتنا وكان أسلوب التربية يجمع بين اللين والشدة وإن كنت ألاحظ في ذلك الزمن قسوة، كثير من الآباء على أبنائهم؛ ولكن الغريب أن أغلب الأبناء الذين عانوا من قسوة وشدة آبائهم كانوا من المتفوقين دراسياً وعملياً..!! فالقسوة سلاح ذو حدين والمهارة لمن يتمكن من تطويعه بشكل إيجابي ينعكس على تربية الأبناء وتنمية مهاراتهم.

7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها ؟

– كان لوالدي- يرحمهما الله – الفضل الأكبر في التوجيه الأسلم نحو العادات والتقاليد التي علينا التمسك والعمل بها مع توضيح سلبيات بعض العادات والتقاليد التي لا تتلاءم مع روح العصر، أو قد تتعارض مع التعاليم الشرعية، ومن خلال ذلك تكونت تلك الشخصية التي أترك وصفها والتعليق عليها لمن يعرف حقيقتي وطباعي وتفكيري وأسلوب حياتي.

8- الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس .. ما هي الأمثال التي لا زالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟

– الأمثال الشعبية تعتبر ثقافة ولون من الألوان الجميلة التي تميز مجتمعاً عن مجتمع آخر ولا زالت الذاكرة تحمل منها:

 اتمنى العافية لغيرك تلقاها عندك، خذ البنت المجنونة من الأم العاقلة، ولا تأخذ البنت العاقلة من الأم المجنونة، إللي ماشاف واتفنن شاف الكوكو واتجنن، ضرب النساء بالنساء أو معين الضرب بالعصا، والأمثال خاصة عند أهل الحجاز كثيرة ولكل مثل معنى ومغزى معين.

9- الحياة الوظيفية.. أين كان أول لشخصكم القدير أول بداياتها ؟ وآخرها ؟

– بدأت حياتي الوظيفية عقب تخرجي من الجامعة لدى بنك التسليف والادخار بالعاصمة الرياض مع بداية نشأته وافتتاحه وبعد عام انتقلت جدة لتدريب الموظفين الجدد لدى فرع جدة.

وكنت أطالب بافتتاح فرع مكة وأستجيب لطلبي بعد مرور سنتين تقريباً وعينت مديراً لفرع مكة حتى أتيحت لي فرصة للابتعاث للولايات المتحدة للماجستير وتم بفضل الله ذلك وعدت إلى مكة ووجدت وظيفة تتلاءم مع تخصصي الإداري مديراً للشؤون الإدارية بأمانة العاصمة المقدسة في عهد أمينها السابق الأستاذ فؤاد توفيق يحفظه الله ثم ترقيت إلى وظيفة رئيس بلدية فرعية ومكثت عدة سنوات حتى بداية استلام م. عمر قاضي أمينا العاصمة.

وبعدها بسنة تقريبا تم ترشيحي مديرا عاما لفرع وزارة التجارة والصناعة بمكة المكرمة بترشيح من معالي الدكتور سليمان السليم – يرحمه الله – وزير التجارة والصناعة – أستاذي في جامعة الملك سعود آنذاك – وكمثال في هذه الوظيفة عدة سنوات حتى حان موعد الإحالة على التقاعد ولا زلت أعيش هذه المرحلة مما تبقى من حياتي في الهواء الطلق بعد أن أديت جزء من واجبي بمساعدة زملائي تجاه وطني. وإن كان الشعور بالتقصير لا يغيب عن بالي ولكني أزعم أني اجتهدت بقدر المستطاع والحمد لله من قبل ومن بعد.

10- شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.

– هذا الشهر العظيم الذي يتجسد فيه الركن الرابع من أركان الإسلام، وله أجواء وتهيئة واستعداد كبير لما له من فضل وعظيم أجر في كافة العالم الإسلامي والعربي، ولكن أجواءه وروحانيته في الحجاز وخاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم هذه الأجواء الروحية العطرة لا يضاهيها أي أجواء رمضانية في كافة مناطق العالم.

أما موسم الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضاً موسم عبادة لله سبحانه ولا يؤدى إلا في هذه الأرض المقدسة حيث اختص أهلها وسكانها أيضاً بخدمة الحجاج وكافة ضيوف الرحمن وهو شرف عظيم اختص به المولى عز وجل أهل هذه البلاد الطاهرة، نشأت منذ نعومة أظافري في خدمة ضيوف بيت الله الحرام بحكم أننا مطوفون وقد توارثنا هذه المهنة أباً عن جد ولا زلنا نتشرف بها ونعمل بإشراف وزارة الحج والعمرة على الارتقاء بها إرضاءً لله وخدمة نعتز ونتشرف بها لضيوفه عز وجل وأقسم بالله عز وجل أن أي خدمة نقدمها للحجاج نشعر بنشوة وفرح وسعادة لا يضاهيها أي شيء آخر وكنا نسهر أيام موسم الحج لخدمة الحجاج بصحبة أبنائنا والعاملين معنا وننام فقط ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم غالباً ما يكون نوماً متقطعاً لكننا يعلم الله أننا سعداء ونستمتع بل ونتشرف بخدمة حجاج ومعتمري بيت الله الحرام ونشرك أولادنا ونحثهم على الاستمرار والاستثمار والتجارة مع الله في مجال الشرف وخدمة ضيوفه عز وجل.

11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟

– كان العمدة في الماضي شخصية مرموقة وله كلمة نافذة وهو ضابط الاتصال أو حلقة الوصل بين الجهات الرسمية وسكّان الحي الذي يترأسه كل عمدة وكان كل عمدة يعمل وبتفاني لخدمة أهل حارته وساكنيها ويقوم بتسهيل مطالب أهل الحارة وتذليل عقباتهم لدى الجهات الأخرى.

ومن العمد قبل أكثر من ٥٠ عاماً كانوا قدوات خلقاً ووجاهة ورفعة وشموخاً وتوضعاً وحباً لعمل الخير وسعيا لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات نظر المتخاصمين ……الخ؛ ولأن العمدة محبوب في ذلك الزمان فإن كلمته نافذة على أهل حارته ومجابة لدى الجهات التنفيذية للثقة الكبيرة التي كان يتمتع بها العمد أيام زمان، أما العمد في الوقت الحاضر فشتان بين ما كان يتمتع به العمد قبل خمسة أو ستة عقود وبين أوضاع العمد الحاليين.

وأسباب هذا الفرق الشاسع كثيرة لا مجال لذكرها الآن مع كثير من العمد الحاليين يتمتع بشخصية مرموقة وواعية وقد أدخل الكثير منهم وسائل التقنية الحديثة في عملهم وأتصور أن العمد الحاليين لو أعطوا كثيراً من الصلاحيات والفرص التي تمتع بها العمد السابقين لكان الإنتاج أفضل لخدمة أبناء الحارة ولكن هناك أمور كثيرة يحتاج إليها عمد الحارة في الوقت الحالي؛ حتى يتمكنون من تقديم خدمات أفضل وأجود.

12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟

– لو أجبت على هذا السؤال بكل صراحة ووضوح لاتهمني الكثير بالمبالغة.. !! في القول لاحظ أستاذ عبد الرحمن أني لم أقل أن مكة حفظها الله كلها قامات ولكن إن هذه البلدة الطيبة ضمت بين طياتها عددا كبيرا من القامات الاجتماعية وأرى في مقدمتهم سعادة الشيخ عبد الرحمن فقيه الذي قدم لمكة المكرمة الشيء الكثير وشهادتي في أبا طلال مجروحة لما تربطني به من علاقة حميمية منذ عهد الوالد رحمه الله تعالى.

وعموما القامات الاجتماعية في مكة كثيرة كما ذكرت وحتى لا أذكر منهم البعض وتنسى الذاكرة البعض الآخر فسأورد على عجالة وباختصار ما تسعف به الذاكرة وعلى سبيل المثال لا الحصر ومنهم الشيخ محمد حسن فارسي شيخ الجوهرجية، ومعالي أحمد زكي يماني، ومعالي الدكتور حامد هرساني، ومعالي حسين عرب، والأستاذ عبد الله عريف من أقدم أمناء العاصمة، والأستاذ علي أبو العلا وكيل أمارة مكة المكرمة سابقا، والأستاذ غازي بن ظافر، والشيخ عبدالله بصنوي، والشيخ محمد حياة . تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته، وحفظ من بقي منهم ومتعهم بالصحة والعافية.

ويعلم الله أن القائمة تطول والذاكرة لا تسعف في كثير من الأحيان لذا أعتذر عن سرد بقية أسماء القامات وإن كنت أرى بصماتهم واضحة في المجتمع المكي وسجلت الملائكة ما قدموه قبل أن يسجله التاريخ.

13- هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه ؟

– هناك أكثر من موقف واحد لكن سأختار أحدها في أواخر التسعينات الهجرية كنت مديراً لبنك التسليف السعودي بمكة المكرمة وهو بنك حكومي – غير تجاري – أي أنه يقدم قروضا لفئات صغيرة في المجتمع بدون فوائد أو أرباح، وكان بعض أفراد المجتمع يعتقد أن مدير بنك التسليف يملك تحت يده أموال الدولة ويمكن أن يمنح قروضاً لمن يشاء من أفراد المجتمع وهكذا.. أحسن الظن بي شاب في مقتبل العمر يرغب في الحصول على قرض لغرض الزواج فأفهمته أن هذه الأموال هي أموال الدولة وليس لمدير البنك إقراضها للمواطنين إلا ضمن شروط وضوابط معينة، ولكن هذا الشاب ألح وأصر على ضرورة تحقيق طلبه رغم توفر كافة شروط الاقتراض ماعدا شرط واحد ولا أدري كيف وافقت على طلبه بصرف القرض وأخذ التعهد اللازم بتسديده خلال فترة قصيرة رغم أنه لا تربطني به أي علاقة أو معرفة ولكني تفاعلت مع الموقف الذي يمر به هذا الشاب.

المهم أقنعت لجنة منح القروض بالبنك بصرف القرض لهذا الشاب بعد تعهده بسداد المبلغ في مدة أقصر من المدة التي تعطى لأي مقترض آخر مكتمل الشروط.

واستلم الشاب القرض وعندما حان وقت سداده لم يستجب للتسديد حسب تعهده السابق، فشدد البنك المطالبة بالتسديد الفوري دفعة واحدة وبدلاً من الاستجابة أو التقدم بطلب منحه فرصة إضافية للتسديد تقدم الأخ بشكوى لوكيل إمارة منطقة مكة المكرمة – آنذاك – الأستاذ حمد الشاوي – رحمه الله – وكان شخصية واعية ومرنة عندما قابلته شخصياً وأوضحت له موقفي كمدير للبنك وأني خالفت شرطاً من الاشتراطات في نظام البنك بتعاطفي مع حالة ذلك الشاب حباً في تشجيع الشباب على الزواج ليس إلا فوجدت شخصية الأستاذ حمد الشاوي من التفاعل والمرونة مع موقفي في صف الشاب وغض النظر عن مخالفتي للنظام جهاراً نهاراً بسبب تعاطفي ودعمي لذلك الشاب واقتناع اللجنة المختصة بصرف القرض.

والمهم الشاب كان في تصوره أن شكواه للإمارة قد تنقذه من ملاحقة البنك له من أجل التسديد وإذا بالإمارة تحيل الشكوى لشرطة العاصمة؛ لإحضار المقترض للبنك وإلزامه بالتسديد وتم ذلك فعلاً وكنت أردد في ذلك الحين مقولة “اتق شر من أحسنت إليه”؛ ولكن من خلال التجربة وما اكتسبته من خبرة في أكثر من قطاع حكومي خلال مشواري الوظيفي تعلمت أن عمل الخير لابد أن يستمر وأن هذه المقولة ليست قاعدة شرعية شأنها شأن مقولة أخرى تذكرتها وهي”إن سوء الظن من أقوى الفطن؛ لمخالفتها للآية الكريمة “… إن بعض الظن إثم ….. الآية ).

هذا الموقف لم أنساه وما أنقذني من تلك المخالفة سوى أن الله تعالى وحده يعلم أن ذلك لم يكن من ورائه مصلحة خاصة أو منفعة شخصية والحياة مدرسة مازلنا نتعلم منها.

14- المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة .. هل تعرفونا على بعض منها ؟

– نعم المدرسة موقع ورمز لمقر له حرمته واحترامه، كذلك المعلم الذي للأسف فقد بريقه بطعن شخصيته والانتقاص من حقوقه وجعله أداة بيد من لا ثقة لديهم في أنفسهم “وفاقد الشيء لا يعطيه” فأصبح المعلم القدير وبشكل شبه متعمد ناقص الإدراك فاقد الشخصية موقعه دائماً بين المطرقة والسندان ومسحوب الصلاحية حتى في أبسط الأمور !!

أما الطالب فقد حظي بما لم يحظ به غيره فقد حصل على منح وهبات ومزايا لم يكن يحلم بها أي طالب في مراحل وأجيال سابقة هذا الدلال اللامحدود أوجد لدى الكثير من الطلاب عدم الجدية والإتكالية والأنانية وحب الذات فقط وغيرها دون أن تشعر بحبهم للوطن أو الانتماء إليه والله المستعان.

ولابد من الإسراع في إدراك ما تبقى من هذا الثلاثي الخطير المدرسة- المعلم – الطالبـ، وأرى ضرورة إعادة النظر وبشكل عاجل في تحديث المقار والمباني المدرسية على أحدث متطلبات العملية التعليمية والتقنية،  كذلك الإسراع بتأهيل المعلمين والمعلمات وإعادة حقوقهم التي نزعت منهم على مدى عقود ورفع الروح المعنوية لديهم وإعطائهم الثقة بشكل أوسع مع مراعاة ظروف الكثير منهم وتطبيق الحديث النبوي الشريف “لا ضرر ولا ضرار ” وإذا لم يتحقق الإسراع والمبادرة بشكل فوري لإصلاح النظام التعليمي برمته فعلينا أن نقرأ على أمة اقرأ السلام ولا حول ولا قوة إلا بالله .

15- كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان .. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق ؟ وما تأثيرها ؟

– وسائل الإعلام الموجودة في السابق كانت تقتصر على الصحف اليومية، والإذاعة المحلية والخارجية وكانت أجهزة الراديو محدودة وغير متوفرة على نطاق واسع؛بسبب ارتفاع قيمتها الشرائية وعدم مقدرة شريحة كبيرة من المجتمع في تأمين هذه الوسيلة الإعلامية الوحيدة في بلدنا أيام زمان ثم تطورنا قليلاً باستيراد أجهزة التلفزيون ألأبيض والأسود .

16- تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟

– مناسبات الأفراح في الزمن الماضي الجميل أي قبل نحو ٦٠ عاماً كانت تقام داخل الحارات أو في البرحات – ساحة كبيرة أو أحد أحوشة سكان الحارة – وأحياناً تقتصر على منزل صاحب الفرح الذي يقسم منزله أيضاً؛ ليكونا بيتين أحدهما للرجال، والآخر للسيدات.

وأتذكر أكثر من مناسبة فرح في مرحلة الطفولة وكنا نمشي بجوار العروسين بحكم صغر سننا وكان العريس موسراً على ما يبدو لأنه كان خلال زفته مع عروسه كان ينثر أنصاف وأرباع الريالات الفضية السعودية، وكنت خلال جولتي الطفولية مع العروسين في منتهى السعادة؛ لجمعي عددا لا بأس به من الريالات الفضية فكانت الأفراح جميلة وبسيطة ببساطة وطيبة أهل الحارة في ذلك الزمان الذي يظهر تكاتف وتعاون وانسجام أهل الحي مع بعضهم البعض وكنت أرى أن السعادة المرسومة على وجوه أصحاب الفرح هي نفس الابتسامة والسعادة المرسومة على وجه جيرانهم ومحبيهم من الأهل والأصدقاء.

17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها ؟

– الأحزان التي تقع بين حين وآخر أيضاً هذه ظاهر طبيعية موجودة قد لا يسلم منها أي بيت في الحارة القديمة كالمرض الشديد جدا أو الحوادث الأليمة، أو حتى الموت وهو أشدها وأصعبها.

فكنت تجد في مثل هذه الحالات خاصة الحالة الأخيرة وهي الموت وقوف أهل الحارة لا أبالغ إذا قلت السواد الأعظم من أهل الحارة وقوفهم بجانب أهل المتوفى من الألف إلى الياء بداية من إحضار الطبيب الشرعي؛ ليؤكد حالة الوفاة ثم إحضار تقرير المستشفى وأوراق الدفن الرسمية.

بينما فريق آخر من أهل الحارة يحضر من يقوم بغسل الميت وتوفير وسيلة نقل للصلاة على المتوفى؛ تمهيداً لإكرامه بالدفن، وفِي نفس الوقت تجد فريقاً آخر يجهز طعاماً لأهل الميت استجابة للتوجيه النبوي مع قيام البعض الآخر من أهل الحارة بترتيب أماكن لعزاء الرجال والسيدات…….الخ

وأعلم أن ما تطرقت إليه عن موضوع الأحزان في الحارة معلوم لدى الكثير من الناس؛ لأنه نابع من شهامة ومروءة ونبل وأخلاق أهالي الحارة في ذلك الزمان ولكنها للأسف الشديد فقدت كثيراً من بريقها في الأحياء الجديدة مع توسع المدن وضخامة الأعداد السكانية في

كل مخطط أو حي ولكن ألاحظ أن بقايا كثيرة من شهامة وخلق أهل الحارة لا زالت موجودة خاصة بين كثير من شباب اليوم وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الأسس والتربية التي غرسها أهلهم وذووهم وجيرانهم الطيبين أيام زمان.

18- الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم هل تتذكروها؟ وما الأبرز في تفاصيلها ؟

– حقيقة مرت أحداث تاريخية كثيرة خلال مراحل حياتي السابقة من أبرزها حادثة “جهيمان” واعتدائه وجماعته المارقة على مكة المكرمة وحرمها الشريف قبلة المسلمين والتي روعت المجتمع السعودي برمته خاصة المجتمع المكي من أهالي ومقيمين وحجاج ومعتمرين والذين كانوا يتأهبون للعودة إلى أوطانهم في نهاية شهر ذي الحجة ومطلع القرن الهجري الجديد والتي شاءت الأقدار أن تستمر زهاء أسبوعين حفاظاً على أرواح من كانوا محاصرين داخل الحرم المكي.

وانتهت ولله الحمد والشكر، في هذه الأزمة تمكنت قوات الجيش والأمن السعودي من تطويق المخربين المتطرفين الخارجين عن الدين ودحرهم وتحرير الحرم الشريف ومن بداخله بأمن وسلام بعد إلقاء القبض على من بقي من المارقين ومن يدعون الدين الإسلامي، وحادثة تاريخية أخرى عاصرتها وأعقبتها أخرى بعد سنوات وهما حربا الخليج الأولى والثانية وأحداثهما معروفة ولا أرى داعياً للخوض في تفاصيلها؛ لأنهما قريبتان ومعظمنا عاصر أحداثهما.

19- ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها الحارة ؟

– الألعاب الشعبية التي امتازت بها حارتي سابقاً هي التي تشترك فيها معظم حواري مكة المكرمة- حرسها الله -، دعني أعرج على نافورة مكة المتميزة كأول نافورة في المملكة حيث أنشأت بالبيبان مدخل مكة من الناحية الغربية وكانت حديث المجتمع السعودي وبخبرة سعودية محضة أعتذر وأعود إلى الإجابة على سؤالك أستاذ عبد الرحمن المتعلق بالألعاب الشعبية في مكة المكرمة حرسها الله:

كلنا يعلم أن هذه البلاد الطاهرة المقدسة هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ولذا فقد حرص المسلمون من كافة أنحاء العالم على زيارتها والإقامة فيها والتردد  إليها بين الحين والآخر نظرا إلى ما لها من مكانة وقداسة في نفوس المسلمين.

ولذا يمكن القول أنها ملتقى لحضارات كثير من شعوب العالم، هذه الحضارات تمخض من بين ما تمخض عنها الألعاب الشعبية التي ميزت مكة المكرمة عن بقية المدن السعودية وأصبحت على مدى عدة قرون جزء من تراثها وحضارتها يتوارثها الأبناء من الآباء نقلاً عن الأجداد -يرحمهم الله جميعا – ومن بين هذه الألعاب:

لعبة المزمار الشهيرة ولعبة الكبت والإصطفت

والبربر”بكسر الباء الأولى والثانية” والمكر “بفتح الكاف وتسكين الراء”، والكبوش، والكيرم، والبرجون، وقائمة كبيرة من الألعاب الشعبية التي قد تغيب أسمائها عن الذاكرة الآن، ولكل لعبة من هذه الألعاب أصولها ونظامها خاصة لعبة البلوت التي انطلقت من الحجاز وعمت سائر أنحاء المملكة وقامت الجهات المختصة كهيئة الترفيه، وغيرها بعمل دوري لمحترفي هذه اللعبة الذي أقيم قبل شهر رمضان المبارك.

20- “لو كان الفقر رجلاً لقتلته ” مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله.. هل تروون لنا بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟

– عبارة شهيرة منسوبة لسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه – أو لسيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم أجمعين -، الفقر والغنى من سنن الكون لا تخلو الحياة والمجتمعات الإنسانية منهما وبنسب متفاوتة موضوع الفقر الذي تعاني منه كثير من المجتمعات سببه في تقديري أفراد المجتمع أنفسهم وديننا الحنيف ينبهنا إلى أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض وأنه مستخلف فيما يملك ولابد من اهتمام الأغنياء والموسرين من تقديم المساعدات والصدقة والهبات مما استخلفهم الله عليه.فلو أن كل غني وموسر أخرج زكاة ماله الذي ائتمنه الله عليه إلى المستحقين من المسلمين في الوقت المحدد وللفئة المحددة أيضا بنص الآية الكريمة لما وجدنا هذا الكم الهائل من الفقراء في مجتمعنا وفِي مجتمعات المسلمين الأخرى.

وقد عالج القرآن الكريم ظاهرة الفقر ولكن نسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً، من قصص الفقر المؤلمة ما نشاهده في هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل حيث يقف المستحقون للزكاة الشرعية ومنهم عجزة وكبار السن والسيدات مع أطفالهم على أبواب الكثير  ممن يوزعون زكاتهم في منظر فيه إرهاق يصل أحياناً إلى إذلالهم ومعاملتهم بشيء من العنف والخشونة وربما الكثير منا شاهد هؤلاء الفقراء وهم يصطفون طوابير تحت أشعة الشمس أو إلى وقت متأخر من الليل لقد نسي كثير من أصحاب المال والجاه أن لهؤلاء الفقراء نصيب من أموالهم بنص الآية الكريمة : “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها….. “.

21- ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة ؟

– وأين هم سكان الحارة القديمة الآن ؟ بعد أن غادرها الكثير بل السواد الأعظم منهم، زرت حارتي القديمة قبل نحو عامين فلم أجد عم فلان ولا عم علان !! بل وجدت مجتمعاً آخر من المقيمين ومن الجنسيات المختلفة الأخرى حيث رحل معظم سكان الحارة إلى المخططات في أطراف مكة؛ بحثاً عن الخدمات التي تتلاءم مع ما وصلنا إليه من تقدم ورقي، وقد لاحظت مؤخراً أن معظم الحارات القديمة بمكة المكرمة قد أزيلت أو أنها مدرجة على قائمة الإزالة في أقرب فرصة ! .

22- رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم ؟

– اتقوا الله سبحانه وتعالى يا أصحاب المخططات وَيَا أهالي الأحياء الجديدة ! وتذكروا أنكم سكنتم بأحياء راقية وتمتعتم بمزايا وخدمات لم تكن متوفرة في مساكنكم التي عشتم فيها بالحارات القديمة، تذكروا نعمة الله وفضله عليكم تذكروا من بقي من جيرانكم زوروهم، تفقدوا أحوالهم ساعدوهم بقدر المستطاع، اغرسوا روح الود والمحبة لهم وجيروا هذا الحب لأولادكم؛ حتى يعلموا تماماً أن الجيران وأهالي الحارة القدامى كانوا بمثابة جزأ لا يتجزأ من الأسرة الواحدة، التي فقدت كثيراً من بريقها وتوهجها .

23- كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي ؟

– الفراغ نعمة كبيرة وعظيمة يمنحها المولى الكريم عز وجل لعبده الضعيف في الأيام الأولى من حصولي على التقاعد فوجئت بفراغ كبير لم أخطط للاستفادة منه مبكراً فكان ذلك عبئاً قادني إلى سرعة وضرورة عمل خطة لملء وقت الفراغ والاستفادة منه قراءة بسيطة، رياضة وإن كانت بشكل غير منتظم ندوة دينية أسبوعية أحرص على حضورها منذ أكثر من 10 سنوات، قضاء حوائجي ومتطلباتي بنفسي، وكذلك متطلبات من يقصدني بخدمة يعتقد أنني بالإمكان تحقيقها له وهذا فضل ونعمة كبرى من الله سبحانه وتعالى، السفر والتنقل بين وقت وآخر بقدر المستطاع وهناك بعض الوقت أستثمره لنفسي ولا يهم القارئ معرفة تفاصيله.

24- لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟

– يا سيدي الفاضل عودة الأيام الماضية بحلوها ومرها هي في الواقع أمنية غالية آآآه ليتها تعود متوشحة بتقنية هذا العصر الحديث أو حتى بدونه، وإن كنت أعتقد أن عودة الماضي الجميل للزمن الحالي هو ضرب من الخيال !! أسأل الله أن يعوضنا جميعاً خيراً منه في الدار الآخرة .

25- بصراحة .. ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟

– الذي يؤلمني صراحة في هذا الوقت الحاضر ويؤلم الكثير هو ما آلت إليه أوضاع الأمة بشكل عام وأوضاع المجتمعات الإسلامية والعربية بشكل خاص وهذه الأجواء الملبدة يعيشها كل فرد في هذا المجتمع ويستلطف الله ولا أرى فائدة أن أخوض فيها أكثر ونسأل الله العافية مع اللطف والسلامة .

26- ماذا تحملون من طرائف جميلة في دواخلكم ؟

 – نعم .. روى لي أخي الحبيب الغالي صديقي ورفيق دربي الأستاذ رضا عبد الكريم فدا – تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه روى لي قصة أو طرفة حصلت لأحد أصدقائه خلال زيارة صديقه مع عروسته لقضاء شهر العسل في مصر قبل أكثر من 50 عاماً وفي أحد أيام الزيارة اتفق مع عروسه للذهاب إلى السينما في آخر العروض السينمائية التي يبدأ عرضها منتصف الليل وينتهي عند الساعة الثالثة قبل الفجر .. وخلال عرض الفيلم شعر صاحبه ضرورة الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته مما اضطره إلى خلع البنطال ووضعه على الساتر الذي يفصل حمامه عن الحمام المجاور، حتى الآن كل شيء تمام، ولكنه بعد لحظات اكتشف أن بنطلونه سحب من الساتر بطريقة لم يشعر بها مما أوقعه في حيرة من أمره !!

كيف سيتصرف ولا يعرف غريمه ؟ كيف سيعود ويجلس على مقعده بجوار زوجته العروس وهو شبه عارٍ ؟ من حسن حظه أنه عاد إلى كرسيه وكان العرض السينمائي مستمراً وأنوار الصالة مقفلة خلال العرض كما هو معروف ولذا لم تشعر عروسه أنه بدون بنطلون إلا عندما انتهى عرض الفيلم وفتحت الأضواء وفجأة شاهدت العروس عريسها في ذلك المنظر جاكيت من فوق وسروال قصير جداً من تحت ووضع لا يحسد عليه، المهم خرج العروسين بعد أن خلعت العروسة عباءتها ولف بها نفسه كبديل عن البنطلون المسروق وكان المنظر عند الخروج في زفة كبيرة من جمهور آخر الليل والعاطلين حتى وصل إلى الفندق؛ ويضيف صديقنا رضا تعليقاً من عنده على هذه الطرفة التي رواها لي وأنقلها لكم أن العروسين تعاركا داخل غرفة الفندق حتى أذان الفجر.

27- لمن تقولون لن ننساكم ؟

– لفضل لله سبحانه وتعالى ثم لوالدي ووالدتي- رحمهما الله -وهما القدوة لي بعد سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أني لن أنسى أناساً وقفوا معي في مسيرة حياتي العملية والاجتماعية، ولم يبخلوا علي شخصيا بالمشورة والنصح ولولا مؤازرتهم ومساندتهم بعد الله سبحانه وتعالى لكان لي مسار آخر قد يبتعد كثيراً عن جادة الصواب ! فالشكر لله ثم لهم، وأولا وآخراً ما توفيقي إلا بالله .

28- ولمن تقولون ما كان العشم فيكم ؟

– أقول ذلك لكل من خذلني ولم يرشدني في موقف أو مواقف عديدة كنت أتعشم وجوده ووقوفه ومؤازرتي ومساعدتي، أو إبداء كلمة حق تجاه من جرحني أو تكلم في شخصي بما ليس في وأنا أجد فرصة هنا من خلال هذا المنبر الإعلامي أن أبدي لهم أني سامحتهم ظاهراً باطناً وأتمنى أن يسامحوني؛ لأني بشر أخطئ وأصيب فالتسامح والعفو من الصفات الإنسانية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف.

29- كيف تصفون مستقبل ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 ؟

– اعترف بتقصيري في فهم إستراتيجيتها وأبعادها ويبدو لي أن إدراكها والتعمق في فهمها كما خطط لها المخططون الإستراتيجيون بتوجيه ولاة الأمر لن يكون واضحاً وشفافاً قبل مرور فترة من الزمن وما يتحقق على الأرض على الأقل بالنسبة لي وأمثالي ممن لا يتمتعون بالأفق الواسع في ظل المتغيرات المتسارعة والمتلاحقة، ولكن ثقتي وثقة المجتمع السعودي في ولاة الأمر تبدد كثير من المخاوف التي قد تواجهنا بين وقت وآخر. وأملنا في الله سبحانه وتعالى أن يحقق آمالنا وطموحاتنا من خلال هذه الرؤية في ظل هذه القيادة الواعية لما فيه مصلحة وطننا وأمتنا .

30- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة .

– شكري وتقديري لأخي الإعلامي الكريم الأستاذ عبد الرحمن الأحمدي الذي أحسن الظن بي وأتاح لي هذه الفرصة الطيبة بعد أن تقاعد مسؤول وفقد كثير من الأضواء التي كانت تسلط عليه حينما كان مسؤولاً لأكثر من ثلاث عقود قضيتها في خدمة وطني من خلال عملي وتنقلي بين ثلاث جهات حكومية خدمية؛ مما أكسبني بفضل الله خبرات كبيرة وعلاقات ودية وأخوية بين شرائح كبيرة في المجتمع وهذا هو الوسام الذي أشعر أني قد أكرمني الله به بعد مشواري الوظيفي لأكثر من ثلاثة عقود.

والشكر موصول لكل من ابتلي بقراءة ما كتبت وصبر وتحمل رأيي ووجهة نظري الشخصية. أعتذر على الإطالة ودعائي للجميع بالصحة والعافية وقبول الأعمال الصالحة في هذا الشهر العظيم، وكل عام وأنتم بالخير والمسرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com