حوارات خاصة

د. طارق جمال: أنا مكي حتى النخاع ولدتُ هنا وأتمنى الموت فيها

لوالده أثر كبير في حياته، فكان حلمهما مشترك في دراسة الطب، وهو ما تحقق بعد رحلة شاقة وطويلة ابتدأت من مدارس مكة المكرمة ثم الابتعاث إلى مصر وبريطانيا وإيرلندا، حيث تعرف هناك على الكثير من العادات والثقافات المختلطة.

وأمام تلك التجربة المثيرة، تلتقي صحيفة “مكة” الإلكترونية، بابن مكة المكرمة أستاذ واستشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة أ.د. طارق صالح محمد جمال، الذي احتفظ بالقيم التي تربّى عليها ولم يتأثر ببريق الحضارة الغربية ولمعانها بل بقي ثابتًا راسخًا مقتنعا ومؤمنا بمبادئه، ما جعله يدعو الله تعالى أن يتوفاه في هذه الأرض المباركة.  

1-في البدء نتعرف على ابن مكة؟

– أ.د. طارق صالح محمد جمال أستاذ واستشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز، من مواليد مكة المكرمة يوم الاثنين الرابعة مساء بالتوقيت الغروبي السادس من شهر ربيع الأول ١٣٦٩ هجرية الموافق ٢٦ ديسمبر ١٩٤٩م، ومازلت أسكنها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؛ لأني لا أستطيع الابتعاد عنها فهي محبوبتي الأولى.

2- في أي حارة كانت نشأتكم ؟

– في سرحة الفل المطلة على المسعى أمام باب السلام الصغير، ثم انتقلنا للمدعى عند مقرأة الفاتحة، ثم انتقلنا للزاهر بجوار دار الثقافة للطباعة .

3- أين تلقيتم تعليمكم.. د. طارق ؟

– جزء من المرحلة الابتدائية في مكة المكرمة، ثم انتقلت لمدارس الثغر النموذجية بجدة القسم الداخلي حيث حصلت على الابتدائية، ثم المتوسطة تحت قيادة المربي الفذ الأستاذ محمد فدا – رحمه الله رحمة واسعة – وعدت لمكة المكرمة؛ لأكمل المرحلة الثانوية لعدم وجود قسم داخلي للثانوى وكان ذلك في العزيزية الثانوية بقيادة المربي الفاضل الأستاذ القدير محمد الشبل – متعه الله بالصحة والعافية -.

4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟

– الحب والتآلف والقلوب البيضاء في كل الحارات التي عشت بها، والسؤال الدائم والزيارات المتكررة للأهل والجيران والأصدقاء، فعلا كما يسميها البعض أيام الطيبين، ودور العمدة في حل مشاكل السكان بالحب والود والتسامح وكان العمدة يعرف كل السكان ويحترمهم ويحترمونه.

5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها ؟

– كان حلمي أن أصبح طبيبا وتحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل الوالد الحبيب الذي شجعني على ذلك وكان يزودني بالمجلة الطبية التي يصدرها الدكتور صبري القباني باسم “طبيبك” وكنت محبا للقراءة عموما والعلوم الطبية خصوصا.

ووجود مكتبة الثقافة أمدني بالكثير من الكتب، وكنت أكتب مواضيع جيدة في المدرسة الثانوية في مادة التعبير بشهادة أساتذتي الأحبة الأفاضل عبدالغني الصائغ وفؤاد سندي – رحمهم الله رحمة واسعة – لذا استغرب بعض أساتذتي الأفاضل دخولي كلية الطب؛ لأنهم توقعوا أن أسلك مسلك الوالد – رحمه الله – في الأدب والصحافة.

6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة.. ما هي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت ؟

 – أهم قاعدة كانت القدوة الوالد – رحمه الله – ما كان يوجهنا كثيرا وإنما يسلك السبل التي يريدنا عليها وكان يأخذنا لمجالسه الأدبية والاجتماعية ويأخذنا للصلوات في المسجد وصلاة الجمعة والعيد ونحن صغار ونراه كيف يحسن للناس ويساعدهم وكيف يتحمل أذاهم ! فتعلمنا منه الكثير والحمدلله بالقدوة وليس بالتوجيه المباشر.

أما الوالدة الحبيبة – حفظها الله – فكانت توجهنا هذا عيب، وهذا حرام، وتشد علينا وقت ما يلزم ذلك لذا ربت فينا الرجولة والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية للأولاد والبنات – جزاها الله عنا خير الجزاء – ومتعها بالصحة والعافية.

7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها ؟       

– حب الخير للناس جميعا ومساعدتهم بقدر المستطاع، ولا حقد ولا حسد لأحد وحسن النية مع الجميع.

8 – الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس.. ما هي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن ؟ ولماذا ؟

– “درهم وقاية خير من قنطار علاج”؛ لأني تأكدت من هذا المثل من خلال مهنتي الطبية، “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” أرى هذا السلوك من بعض الناس؛ ليداري به خطأه، “الذي في قلبه على لسانه” وهذا دليل طيبة الإنسان المكي، “أذن من طين وأذن من عجين ”                          مثل جيد أطبقه في حياتي لمن يسئ لي وأوكل أمره لله.

“أسمع كلامك تعجبني أشوف أفعالك أتعجب” هذا السلوك مشين من بعض من تتعامل معهم؛ لأنهم فعلا يتناقضون مع المبادئ التي يدعون لها.

9- الحياة الوظيفية.. أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها ؟ وآخرها ؟.

– أولها معيدا بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بعد حصولي على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية حيث لم يوجد وقتها كلية طب بمكة المكرمة.

وتدرجت حتى أصبحت أستاذا بها وتقلدت العديد من المناصب رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب لمدة 9 سنوات على 3 فترات متفرقة، رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة وأنا أحد مؤسسيها،رئيس المجلس العلمي لطب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية لفترتين، وآخرها رئيس مجلس إدارة جمعية البر بمكة المكرمة لفترتين وترأست العديد من اللجان في الجامعة والهيئة السعودية وجهات خاصة وحكومية في مكة وجدة والرياض.

10- شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟

– مراحل حياتي الرمضانية ممكن أوزعها إلى 3 مراحل.. صبيا وشابا ورجلا، صبيا لا أنسى مشاعر الفرح بالسهر واللعب وأكل المأكولات الرمضانية مثل المنفوش والفول والترمس والبليلة، وشابا كنت أشعر بالروحانية الكبيرة في أداء صلاة التراويح مع الوالد – رحمه الله – في حصوات الحرم المكي حيث لم يكن كل الحرم مبلط .. فقط الممشى والباقي سجاجيد على الحصوات المفروشة بحجارة صغيرة وأمامنا دوارق الزمزم والأئمة الأفاضل الشيخ أبو السمح والشيخ عبدالله خياط والشيخ الخليفي –رحمهم الله أجمعين رحمة الأبرار -.

 أما رجلا فأنا لم أشعر بروحانية صلاة التراويح لا في مصر ولا في بريطانيا ولا في ايرلندا مثل ما أشعر بها في الحرم المكي الشريف أسأل الله أن تكون خاتمتي في مكة المكرمة وأدفن فيها بإذن الله.

– أما الحج فله ذكريات جميلة فقد أديت الحج لأكثر من عشرين مرة حجة كاملة وليس كما يقولون الحج عرفة ! وكان للوالد – رحمه الله – بيوتا في منى وكنا نقضي الثلاث أيام بمنى مع الأهل والأقارب والحجاج حيث الوالد – رحمه الله – مطوف وعند وفاته كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة حجاج الدول العربية.

ولا أنسى في منى “الجوجو” وهو احتفال بالمواليد الجدد في العيلة حيث يجلس الطفل في حجر أحد وفوقه شمسية وينثر عليها المكسرات والحلويات مع نقود معدنية وتحصل المنافسة؛ لأخذ أكبر عدد ممكن من النقود، ولا المقلقل اللذيذ والرز بحمص من يد الوالدة الحبيبة الغالية – حفظها الله – ومتعها بالصحة والعافية بالذبائح التي نذبحها في عرفة ومنى ويتولى ذلك خال الوالد العم جميل قاسم مجلد – رحمه الله رحمة واسعة – وكان شخصا ظريفا ويحكى لنا بعض القصص الجميلة عن حياته وأنه تزوج 18 مرة.

وكانت أيام منى جميلة جدا ونحن نرمى الجمرات بشارع الجمرات التي تنتشر على جانبيه بسطات الباعة بالمأكولات والملابس والهدايا وكنا أحيانا نساعد في البيع بدكان جدي لأمي الشيخ محمد صالح الزمزمي – رحمه الله رحمة واسعة – وهو شخصية فريدة مميزة بالكوفية المكية وبظرفه معنا ومع الزبائن وهو يكرمنا طوال العام بزياراته وإحضار الحلويات لنا في كل المناسبات في بيته وفي أفراح العائلة التي يتولي هو فيها تحضير المعاشر والمباخر والبواخر “سفينة تحتوى على الفواكه التي يزينها هو بنفسه بالقصدير الرقيق الذهبي والفضي” والأتاريك التي يحملها بعض الأشخاص في الأفراح ومازال قلة من الناس يستعملونها حتى الآن.

وكذلك في الصيف يصحبنا معه في نزهات جميلة في الطائف وخارج المملكة في جمهورية مصر، وسوريا، ولبنان ويحكي لنا القصص الجميلة عن حياته وفيها العبر والأخلاقيات المكية الأصيلة.

11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟

– كان دور العمدة عظيما وكان يعرف أهل حارته فردا فردا وكان له حب واحترام من الجميع ويعمل على حل مشاكل أهل حارته بالود والحب والاحترام والتسامح، أما الآن فهو منصب إداري بحت لا يمت لدور العمدة السابق بشيء.

12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟

– بيت الرضوان، وبيت شيخ، وبيت عزوز، وبيت الزمزمي، وبيت حمدي، وبيت اللبنى، وبيت البار ،وبيت السجيني، وبيت الخوقير، وبيت عبدالجبار، وبيت الجوهرجي، وبيت الخزندار، وبيت كامل، وبيت الطاشكندي، وبيت الساسي، وبيت الفطاني، وبيت الآشي، وآخرين ربما خانتني الذاكرة عن تذكرهم فأرجو المعذرة.

13- د. طارق .. هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه ؟

– الموقف الذي لا أنساه وفاة والدي -رحمه الله – المفاجئ في حادثة سيارة بطريق جدة مكة-رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان – وردة فعل محبيه العارمة من الحزن في مكة وجميع أنحاء المملكة.

14- المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة.. هل تعرفونا على بعض منها؟

– المدرسة لها فضل، والمعلم له فضل، والطالب عليه دور الاستفادة من هذا الفضل، مدارس الثغر النموذجية بجدة والمدرسة العزيزية الثانوية بمكة المكرمة لهما فضل عليّ كبير تعلمت تنظيم الوقت من مدارس الثغر، وتعلمت حب العلم والخلق الحسن من كل مدرسيني بالمدرستين.

ولا انسي منهم أ. محمد فدا مدير مدارس الثغر المربي الكبير والعظيم، وأ.محمد الشبل مدير العزيزية الثانوية المربي القدير والشاعر الفذ، وأ.وليد القبلاوى، وأ. محمد سعيد طيب، وأ. عبدالله أشعرى، وأ. أحمد سمباوة ،وأ. عبدالغنى الصايغ ،وأ. فؤاد سندى ،وأ. عبدالله يمانى، وأ. عبدالله بخارى، وأ. هاشم مقيبل، وأ. صالح محجوب .رحم الله من انتقل منهم الي رحمة الله رحمة واسعة وحفظ من بقي منهم وأمدهم بالصحة والعافية وطول العمر .

15- كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟

– الكتاب والمجلة والصحف كانت مصادر مهمة للتثقيف والعلم وقد أثرت في المجتمع بعلماء وأدباء كبار في كل المجالات وبمستويات عظيمة من الرقي والعلم والفكر والأدب .

16-تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟

– كانت الأفراح تقام في البيوت وليس في قاعات أفراح مثل الآن، ولا أنسى فرحي وأخي حسن والذي استمر ثلاثة أيام بلياليها في فيلا الوالد – رحمه الله – في الطائف.

ولا أنسى فضل الأهل والأقارب والأصدقاء الذين شاركوا فيها بالجهد والتنسيق والمال وبكل غالي؛ من أجل إتمام الفرحة وعلى رأسهم جدي محمد الزمزمي -رحمه الله رحمة واسعة – وقبلها فرح أختي الكبرى عفاف على الحبيب طاهر جميل عابد- رحمه الله رحمة واسعة- وفرح بنت العم أحمد- رحمه الله رحمة واسعة- هند على الحبيب محمد السليمان الطجل وكلا الفرحين بمكة المكرمة.

17- الأحزان في الحياة سنة ماضية .. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها ؟

– كنا نقف مع بعضنا البعض في الحارة في الأفراح والأحزان. لا أنسى وقفة الكل مع بيت الرضوان عندما توفي لهم شخص عندما كنا ببيت المسعى وقع على صخرة بعرفات وتوفي من أثر النزيف. ولا أنسى وقفة الجيران والأحباب في الزاهر عند وفاة الوالد – رحمه الله رحمة واسعة -.

18- الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم ..هل تتذكروها.. ؟ وما الأبرز من تفاصيلها ؟

– الأحداث كثيرة ولكن سأختار أبرزها أولها حصولي على الثانوية، وابتعاثي لمصر؛ لدراسة الطب، ثم زواجي وأنا أولى طب من السيدة الفاضلة أم أيمن السيدة سميرة طلعت حمدي، ثم مولد ابني البكر أيمن، ثم تخرجي من كلية الطب بجامعة عين شمس بتقدير جيد جدا وعودتي للمملكة وتعييني معيدا بكلية الطب بقسم الأنف والأذن والحنجرة، ثم حصولي على الزمالة الإيرلندية في نفس التخصص، ثم حصولي على الأستاذية، ثم حصولي على جائزة أكاديمية الشرق الأوسط بدبي للتميز الشخصي والأكاديمي عام ٢٠١١م .

والحمدلله على فضله ومنه فقد أكرمني بكثير من الأحداث الجميلة والسعيدة في حياتي، والقليل منها محزن ومؤلم وأشدها حزنا وألما وفاة والدي صالح محمد جمال المفاجئ، كما ذكرنا في حادث سير بطريق جدة مكة – رحمه الله رحمة واسعة – .

19- ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها الحارات التي عشتم بها …؟

– الكبت، والبربر، والاستغماية، والبرجون، والمدوان، والمزمار، والكيرم، والضومنة .

20- “لو كان الفقر رجلا لقتلته” مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه.. هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟.

– أكرمني الله بالعمل في المجال الخيري في كل مراحل حياتي من خلال قدوتي الوالد – رحمه الله رحمة واسعة – الذي يخدم الناس بكل ما يملك من وسائل مادية ومعنوية وجاه وسلطة وعملت باللجنة الاجتماعية بكلية الطب، ولجنة العمل الخيري بالمستشفي الجامعي، وأخيرا عملت بجمعية البر بمكة المكرمة سنوات عديدة مشرفا على الأمور الطبية ثم نائب لرئيس مجلس الإدارة ثم ترأست مجلس إدارتها لتسع سنوات ومرت علي حالات مؤلمة جدا من الفقر الشديد والأمراض المستعصية والتي تحتاج لمبالغ كبيرة لعلاجها فعملنا ما نستطيع وبالتعاون مع الجمعيات المتخصصة في الأمور الصحية مثل جمعية زمزم، وجمعية شفاء، وجمعيات وجهات وأفراد آخرين اسأل الله العون للعباد .

21- ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة د.طارق ؟

– آه آه لو تعود تلك الأيام الجميلة الصافية الصادقة المملوء بالحب والمودة الخالصة التي ليس وراءها مصالح شخصية ! .

22- رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم الآن فيهم ؟.    

– التنظيم الخارجي أفضل.. ولكن الداخل يحتاج ترميما كبيرا أحبوا بعضكم اسألوا عن بعضكم أفرحوا مع الفرحان وخففوا عن الحزنان.

23- كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي دكتور طارق ؟

 – في العمل الخيري حيث اختارني مجلس إدارة جمعية البر بمكة المكرمة عضوا في اللجنة الاستشارية للمجلس وكذلك في جمع مقالاتي في كتاب بعنوان “رحلتي مع القلم” وكتابة مذكراتي في كتاب بمسمى “أنا مكاوي”.

24- لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟  

– الحمدلله على ما أكرمني الله به من خيرات طوال سنين حياتي السابقة من علم وخلق وتوفيق وذرية صالحة بإذن الله.

25 – بصراحة.. ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟

– الوضع العربي والإسلامي حيث العربي يقتل العربي والمسلم يقتل المسلم !! -وإنا لله وإنا إليه راجعون – فقد نجح الأعداء في زرع الشقاق بين الأشقاء .

26- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟

– مواقف عديدة كانت طريفة في حياتي ولكن للأسف لا نسجلها فتغيب عن الذاكرة.. ولكن من الطرف التي لا تنسى أنه عندما كنا نذهب للجعرانة لتناول طعام الإفطار في رمضان في الزمن الجميل مع الوالد – رحمه الله تعالى – والوالدة – حفظها الله – طلب منى الحاج موسى – رحمه الله رحمة واسعة – سائق الوالد وقتها بعد الإفطار كأس من الماء فلم أجد فأعطيته كأس قمر الدين وحيث الكأس في ذلك الزمن الجميل معدن لم ينتبه وغسل وجهه بقمر الدين فكان موقفا ظريفا لا ينسى.

27- لمن تقولون لن ننساكم ؟ ولمن تقولون ما كان العشم فيكم ؟

– لن ننساكم للوالد الحبيب – رحمه الله رحمة واسعة – فهو في الذاكرة على طول ورغم وفاته منذ أكثر من ربع قرن مازال الكثير ممن عرفوه يذكروه بخير.

 أما ما كان العشم منكم لبعض الأصدقاء الذين طعنوني من الخلف !! أوكلت أمرهم لله؛ لأني كنت أثق بهم كثيرا فخيبوا ظني.

28- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا..؟ وتقولون لمن سامحناكم ؟

– سامحوني للوالدين؛ لأنني مهما عملت لهما فأنا مقصر بحقهم، أما سامحناكم لمن أساء لي دون قصد.

29- د.طارق بماذا تصف لنا المحب المكي صالح جمال – يرحمه الله – من خلال أعماله في المجتمع ؟

– المحب المكي صالح محمد جمال لا أستطيع أن أوفيه حقه من الوصف وقد اتهم بالمحاباة؛ لأنه والدي لذا نحن جمعنا كل ما كتب عنه بعد وفاته في كتاب اخترنا له عنوان أحد مقالات الصفحة البيضاء كتب المقال معالي أمين العاصمة الأستاذ فؤاد محمد عمر توفيق وأعظم الكلمات التي تلخص المحب المكي صالح محمد جمال ما قاله الأديب الفذ محمد حسين زيدان – رحمه الله رحمة واسعة – حيث قال: أيما إنسان يصدق مع نفسه يسير مسيرة صالح جمال في رعاية الحق وحماية الحقيقة، لقد كان وطنيا مخلصا لا ينحاز إلى مكان واحد، بل كان هذا الكيان الكبير مكان وطنه.. بل كل الأرض العربية وطنه، بل كل مكان فيه مسجد هو وطنه.

30- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة الممتع.

– أنا مكي حتى النخاع ولا أستطيع أن أعيش خارج محبوبتي مكة المكرمة وأتمنى أن أموت فيها وأدفن تحت ثراها وأسأل الله حسن الخاتمة.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. ما شاء الله تبارك الله يا دكتور ابا ايمن تاريخ ممتع ومشرف بالعطاء والحكمه والعلم والثقافه بارك الله فيكم ورحم الله والدكم الغالي وصدق المثل القائل هذا الشبل من ذاك الاسد بارك الله بكم وسدد خطاكم وجعلكم الله دائما من اهل الخيرl

  2. السلام عليكم و رحمه الله و بركاته بروف جمال
    نبارك لكم مره ثانيه وثالثه بالشهر الكريم
    و اقول لكم بكل صدق انني استمتعت بهذا اللقاء الصادق من ابن مكه المكرمه الذي اقل ما يوصف بانه لقاء ينم عن انتماء قوي صلب و ثابت و عن نفس طيبه وخلق دمث و قلب صاف طاهر بطهر مسقط رأسكم.
    لقد اعدتنا الى ذكريات جميله لها في نفوسنا وقع وحنين وشجون فنحن ايضا عشنا نفس الجيل البريء الذي تحدثتم عنه ابتداءا من السيد الوالد رحمه الله رحمه واسعه وامتدادا بالاساتذه الافاضل الذين تحملوا مسؤولية تربيتنا وصقل مواهبنا الى جانب اسرتنا و على راسهم الاستاذ الشبل رحمة الله عليه و باقي الاسماء التي وردت في لقائكم و هم كلهم شخصيات مرموقة لها اثر كبير في ما وصلنا اليه جميعنا في هذه الحياة.
    انها رحله جميله و ممتعه باحداثها ومحطاتها وغيرها وعظاتها.
    نسال الله سبحانه و تعالى ان يمدكم بالصحه و العافيه وطول العمر وان يمد عطاءكم ليصل الى كل من يحتاج سواء في المجال الطبي او في المجال الخيري فانتم احد بركات مكه المكرمه الذين نعتز بكم ويعتز بكم الاجيال القادمه ان شاء الله.
    دمتم في حفظ الباري تعالى.

  3. أولا : أشكر صحيفة مكة على هذا اللقاء المليء والذكريات والإثارة والتشويق مع ابن مكة المكرمة.

    بروف جمال
    اقول لكم بكل صدق انني استمتعت بهذا اللقاء الصادق من ابن مكه المكرمه الذي اقل ما يوصف بانه لقاء ينم عن انتماء قوي صلب و ثابت و عن نفس طيبه وخلق دمث و قلب صاف طاهر بطهر مسقط رأسكم.
    لقد اعدتنا الى ذكريات جميله لها في نفوسنا وقع وحنين وشجون فنحن ايضا عشنا نفس الجيل البريء الذي تحدثتم عنه ابتداءا من السيد الوالد رحمه الله رحمه واسعه وامتدادا بالاساتذه الافاضل الذين تحملوا مسؤولية تربيتنا وصقل مواهبنا الى جانب اسرتنا و على راسهم الاستاذ الشبل رحمة الله عليه و باقي الاسماء التي وردت في لقائكم و هم كلهم شخصيات مرموقة لها اثر كبير في ما وصلنا اليه جميعنا في هذه الحياة.
    انها رحله جميله و ممتعه باحداثها ومحطاتها وغيرها وعظاتها.
    نسال الله سبحانه و تعالى ان يمدكم بالصحه و العافيه وطول العمر وان يمد عطاءكم ليصل الى كل من يحتاج سواء في المجال الطبي او في المجال الخيري فانتم احد بركات مكه المكرمه الذين نعتز بكم ويعتز بكم الاجيال القادمه ان شاء الله.
    دمتم في حفظ الباري تعالى.

  4. د طارق جمال جزاكم الله خير . لقد سرني هذا القاء . اشرفتم علي عملية جراحية لي بمستشفي الجامعة منذ ثلاثين عاما تقريبا . تعديل اعوجاج في الحاجز الانفي . شكرا جزيلا لكم وللطاقم الطبي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى