الرديح .. ليل الصفا والعنفوان

(مكة) – طارق القاضي

يعتبر الرديح اللعبة الاكثر شعبية بالنسبة لاهل الكسرة و هو عبارة عن صفين متقابلين ولكل صف شاعر او اكثر . وعلى نغمات الزير والدفوف تجد الاهازيج و حماس الرداحه بالدبك والدوران .. يتخلل ذلك رقصات السيف
ويتكون الرديح من عدة الحان مثل لحن ليحاني ولحن سلام ولحن زمانين … الخ
حيث يقدم شعراء الصف محاوراتهم الحية ( الارتجالية ) .

و سمي الرديح بـ الصفا لصفاء القلوب وما يضيفه من متعة للحاضرين سواء الشعراء او الرداحة او الجمهور .

في ليلة من ليالي الرديح يتوجد الشاعر بنيه العروي على سرعة انقضاء ليله الجميل بقوله :
ليل الصفا مر كالاحلام
والقلب هايم مع اوصافه
آنا تمنيت ليله عام
لا ليل بعده ولا خلافه

اما الشاعر عايد القريشي يبدي استعداده لاستمرار الرديح لليوم التالي عندما قال :
ليلك تحرى النهار وجاه
يبغى الصفا يتصل بالانس
عساك مثلي حسيت حساه
حتى نشاهد ميول الشمس

وفي المقابل يشبه بعض الشعراء الرديح بالمعركة الحامية الوطيس بسجالهم وقوة بحريتهم ( الرداحه )

الشاعر دخيل الله بن مازن في إحدى الليالي يستهل اللحن بقوله :
جينا طوابير وخيامي
ومن لا حضر يومنا يبكيه
طابور خلفي وقدامي
واللي منكر يجي يرعيه

وفي رديح آخر يتفاخر الشاعر همام القايدي برفاقته وبحريته بقوله
سلام جينا اثناعشر الف
قبايل العز ملتمه
كلش رفاقه مافينا حلف
الا بناخي وولد عمه

ولقوة الحماس يأتي الكرنب و يقول :
جينا لكم محتمين القيل
وجنود في ممارس الميدان
عن كل خطوة مشينا ميل
والآن وقت الملاقا حان

اما محمد ابو شعبان وبملاحته يقول :
اللي مضى عسكري الفين
ما بين جندي وطيارين
والليلة اللي معي عشرين
وباقي الجند معذورين

وتأتي مبالغة الشاعر احمد الكرنب في الوصف وكأنها جيوش مجيشة للحرب عندما قال
عسكر معي ألف يوناني
والفين قايد من اليابان
والفين جندي بريطاني
والفين ظابط من الألمان
ومن ساحل العاج وافاني
اسطول عالي من البنيان
واسطول ثاني مريكاني
غير الصواريخ يا غلبان