
(مكة) – عبدالله الزهراني
رواية صدرت عام 2005 ولم يحدث لها صدى كبير مثلما نجح داعش في الترويج لها عبر ما تنبأت به الرواية من خلال الممارسات التي تعمّدها التنظيم في تعذيب ضحاياه والاستمتاع بنشر مقاطع الفيديو عبر شبكة الانترنت.
وعادت رواية الصبية والسيجارة إلى الواجهة بعدما أصيب العالم بالصدمة مما نشره التنظيم المتطرف من مشاهد تعذيب وقتل وحرق في العراق وسوريا؛ وهي المشاهد التي روّجت لها الرواية أو تنبّأت بها قبل أعوام طويلة من ظهور التنظيم على الساحة.
وتندرج الرواية من الناحية الأدبية والفنية أدب الدستوبيا (المدينة الفاسدة) وتعالج قضية أساسية كيف تسهم وسائل الإعلام في التلاعب بالعقول البشرية اليوم، وتطرح تساؤلا مهمًا وهو عن هذا الإنسان والمواطن الكائن الهش، هل يفكر باستقلالية أم أنه كائن يصنع بالوسائط المتعددة والحملات الترويجية؟
وتبدأ فصول الرواية بالحديث عن سجين محكوم عليه بالإعدام، ولديه رغبة قبل تطبيق الحكم عليه، تثير جدلا لدى الجهة التنفيذية، حيث أن السجين وهو الشخصية المحورية في الرواية لم يدخن منذ سنتين، بعد منع التدخين داخل الدولة ومن ضمنها داخل السجون.

ويطرح الكاتب سؤالا على لسان الشخص المنوط به تنفيذ العقوبة، هل نريد أن نحافظ على صحة محكومين بالإعدام؟ وماذا سيفرق هذا معهم؟ويجد مدير السجن نفسه أمام قانونين متضاربين، قانون منع التدخين والثاني أن التدخين موجود ضمن لائحة الرغبات؛ فلا يتم تنفيذ الحكم ويتم إحالة القضية إلى محكمة العدل العليا لتحسم الموقف.
وتتدخل بعد ذلك شركات التبغ العالمية التي يتناهى إلى مسامعها أن السيجارة أنقذت حياة الإنسان، وتكشف الرواية في تفاصيلها الأخرى عن آلية استغلال وسائل الإعلام في التلاعب بالرأي العام.






