الثقافية

الدكتور محمد القعاري يصدر كتابا جديدًا عن نظريات الاتصال

أصدر أستاذ الصحافة والإعلام الجديد في كليتي الإعلام بجامعة صنعاء وجامعة الإمام محمد بن سعود، الأستاذ الدكتور محمد علي القعاري، كتابا جديدًا بعنوان “نظريات الاتصال.. رؤى فلسفية وتطبيقات عملية”.

ويعتبر الكتاب الجديد ثمرة جهد بحثي طويل ووليدا لقراءة متأنية، وتأمل عميق جعل الباحث يفترض وجود مشكلة علمية في بنيوية نظرية الاتصال وأطرها المرجعية والنظرية، نتيجة ضعف بنية علم الاتصال ذاته؛ باعتباره آخر علم في سلم العلوم الاجتماعية. 

وعَمِد الكاتب على تقسيم محتويات الكتاب الذي صدر عن دار مكتبة الرشد بالرياض في 375 صفحة من القطع الكبير، وفقاً للأطر الفلسفية للمدرسة الامبريقية ذات النهج الكمي، في محاولة للإجابة على المشكلة التي افترض الكاتب وجودها في بنيوية نظرية الاتصال وأطرها الفلسفية والمرجعية والنظرية.

ويسعى الكاتب من خلال ما خطته يداه إلى توضيح الأسس الفلسفية لنظرية الاتصال، وعلاقة العلوم الأخرى بها، فكما يتضح من العلاقة بين علم الاتصال والعلوم الأخرى، فإن علم النفس، وكذا علم الاجتماع، على وجه الخصوص قد سيطرا على بحوث الإعلام ودراساته منذ بداية الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والثانية (1936-1946) وما تلاها في النصف الثاني من القرن الماضي وحتى بداية الألفية الثالثة.

وكنتيجة طبيعية لهذه السيطرة فإن علم النفس قد سيطر على نظريات التأثير في الدراسات الإعلامية، منطلقاً في ذلك من دراسة سلوك الأفراد وإدراكهم واتجاهاتهم تجاه ما ينشر ويبث ويذاع، فيما سيطر علم الاجتماع على النظريات الوظيفية الإعلامية، منطلقاً في ذلك من دراسة الجماعات المرجعية وأدوارها داخل النظام الاجتماعي، وعلاقتها بوسائل الإعلام.

وبالتالي فإن هذين العلمين قد كونا فيما بعد مداخل البحوث الامبريقية لدراسات الإعلام، وهما: (مدخل التأثيرات) و(مدخل الوظائف)، وهو ما مهد بعد ذلك من دمج الأول بعلم الإعلام تحت مسمى (علم النفس الإعلامي)، ودمج الثاني تحت مسمى (علم الاجتماع الإعلامي).

وتوزع محتوى الكتاب على تسعة فصول شملت مفاصل رئيسية في فلسفة النظرية الإعلامية وتطوراتها المختلفة على مدى قرن من الزمن، حيث يتناول الفصل الأول بنيوية النظرية الإعلامية من حيث المفهوم والمقومات، والفوائد، والخصائص، ومعايير الحكم على النظرية الجديدة، ومفهوم النظرية في الدراسات الإعلامية، وأنواعها وحدودها، واختلاف الباحثين في تصنيفها.

أما الفصل الثاني فيتناول الأطر المرجعية للدراسات الإعلامية، وخطوات عرض النظرية وكيفية توظيفها في الدراسات الإعلامية، بينما اشتمل الفصل الثالث على نظريات التأثير في الدراسات الإعلامية والتي تضمن أربع مراحل رئيسية.

وركزت المرحلة الأولى على بحوث الدعاية وتأثيراتها خلال الحرب، نتيجة تعاظم المخاوف من التأثيرات الهائلة لوسائل الإعلام على الاتجاهات والسلوك، من خلال ثلاث نظريات هي: المجتمع الجماهيري، والمنبه والاستجابة، والقذيفة السحرية.

 وتمثلت المرحلة الثانية في اختبار قوة وسائل الإعلام بعد الانشقاق النظري الذي أحدثته دراسة “خيار الأمة”، واحتوت على نظريتين هما: انتقال المعلومات على مرحلتين، وانتقال المعلومات على عدة مراحل.

واتجهت المرحلة الثالثة صوب الدراسات المعرفية لوسائل الإعلام، واشتملت على نظريات: ترتيب الاولويات، والأطر الإعلامية، والغرس الثقافي. أما المرحلة الرابعة فقد عٌرفت بالبنائية الاجتماعية التي تشير إلى أن وسائل الإعلام تمارس تأثيرًا فعالاً من خلال بناء الواقع الاجتماعي. واشتملت على ثلاث نظريات رئيسة هي: دوامة الصمت، الحتمية التكنولوجية، اجتياز المجتمع التقليدي.

وتضمن الفصل الرابع النظريات الوظيفية لوسائل الإعلام بدءاً النظرية البنائية، ثم الوظيفية الفردية، فنظرية الاستخدام والإشباع، ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، والوظيفية الجديدة.

واختص الفصل الخامس بتحول الدراسات من السلوك إلى الاتجاهات، بعد الانشطار النظري الذي صاحب بحوث الإعلام بعد الحرب العالمية الثانية، وظهور نظرية الاتصال الشخصي (الوسطاء)، ثم نظرية انتشار المبتكرات، وبيان العلاقة التنافسية بين وسائل الاعلام وقادة الرأي.

واستعرض الفصل السادس تحول الدراسات الإعلامية من دراسة الاتجاهات إلى دراسة المعارف، من خلال بروز قوة تأثير وسائل الإعلام من خلال المعارف بدلاً من السلوك، واتجاه العلاقة في دراسات نظرية ترتيب الأولويات، وأنواعها، ووظائفها، والنماذج التفسيرية لها، وقياس أولويات وسائل الإعلام، وقياس أولويات الجمهور.

وناقش الفصل السابع الاتجاهات الحديثة للدراسات المعرفية، مثل: نموذج روجرز وديرنج، ونموذج الاهتمامات البارزة، ونظرية بناء الأولويات، ونظرية الأجندة التوافقية، ونظرية المحصلة الصفرية، ونظرية الأجندة المحذوفة.

وأوضح الفصل الثامن التأصيل العلمي للتوحد النظري للنظرية الإعلامية، كحل وحيد للتغلب على الإشكاليات النظرية والمنهجية في البحوث الكمية، من خلال التعريف بالمدخل التكاملي للنظرية الإعلامية، ثم الحديث عن التكامل النظري في نظريات التأثير، ثم الحديث عن التكامل النظري في النظريات الوظيفية.

وتحدث الفصل التاسع، عن إشكالية التنظير في بيئة الإعلام الجديد، بالحديث عن النظريات التقليدية المستخدمة في دراسات الإعلام الجديد، (التأثير والوظائف)، ثم الحديث عن نظريات الإعلام الجديد. وآليات تطوير الأطر النظرية لهذا العلم الوليد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى