جدارية شاعر

و بي عِشقٌ

تهفُو لك الرُّوحُ والأشواقُ يَحْملُها
طودُ السّرورِ وفَجْرُ النّور يسْألُهَا

ما بيْن شَوْقَيْنِ أَذْرُو الدَّمعَ مُعتَكِفًا
محْرابَ صَمْتِي وَذِي الأَبْراجُ مأمَلُـهَا

هذِي المنَاماتُ قَدْ صدَّقْتُ رؤْيَتهَا
لمْ أَسْأَلِ اللَّيْلَ هلْ أرْضَى وَأَقْبَلُها

قالتْ لِيَ الطّفلَةُ الظَّمْأَى بِيَمِّ دَمِي
إنِّي سَكنْتُ بِعيْنِ الصّمْتِ أَقْتُلُهـَا

سَبّاحَةُ اللّيْلِ لا تغُفُو لها جُفُنٌ
ممْرَاحَةُ الوجْدِ أهْواهَا وأَقْبَلُـهَا

فٍي دَمْعِها قَطَراتُ الشّهْدِ تُسْكِرُنِي
أرْنُو لهَـا وَدَبِيبُ الهَمْسِ يُنْحِلُـهَا

مرَّتْ بِأكْوابِ خمْرِ لَيْسَ يَعْصِمُهَا
إلاَّ الجنُونُ وَصَهْدُ الشَّوْقِ يَنْقُلُـهَا

سكْرَى وقدْ خفَقَتْ أعْطَافُها نَغَمًا
كاللَّحْنِ يسْرِي لَذِيذًا ثمَّ يَغْسِـلُهَا

يا ربُّ إنّي أُذِيعُ الدَّمْعَ أسْكُبُـهُ
رُحْمــاكَ أَْبْغِي ودَار البَرِّ أجْهَــلُهَا

ارْفِقْ بضُعْفِي وَإفْراطِي ومُعْضِلَتِي
مالِي سِواكَ وذِي الأَقْدارُ أَجْهَـلُهَا

ربّاه هذي ذنوبي كيف أعتقني
من غفلة الجهل تُبليني وأعْقِلُهَـا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قصيدة جميلة للشاعرة التونسية وداد الحبيب وهي لا تكف عن ابهارنا بامتلاكها لادوات الكتابة الشعرية وعلى وجه ادق امتلاكها للايقاع العروضي الذي يتطلب دربة ومهارة ومراسا .وقد برهنت في هذا النص عن ان الايقاع الخليلي يمكن ان يستوعب اكثر الاشواق قوة وانبل المشاعر تدفقا في النفس وفي الوجدان …الشاعرة تبدو معتكفة في محراب العشق ولكن هذا العشق هو قدر لا تعرف مآلاته ولا مداه ما يضفي على النص نبرات من الوجع الخفي والالم الشفيف ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com