
على هامش ملتقى مهارات الذي انعقد عبر الفضاء الإلكتروني، بتنظيم مركز الطوارئ والكوارث بشطر الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز،أجرينا حوارًا مع المشرفة على الملتقى ونائب مدير مركز الطوارئ والكوارث أستاذ التربية الخاصة المشارك الدكتورة لينا بنت عمر بن صديق.
سعادة الدَّكتورة قمتُم بإطلاق (ملتقى مهارات) الذي شهد إقبالاً كبيرًا من المتدرِّبين والمستفيدين. ما فكرة الملتقى وأهدافه؟
إنَّ فكرة إقامة (ملتقى مهارات) قائمةٌ على تسليط الضَّوء على نظامٍ مهمٍّ من أنظمة الإدارة والقيادة الحكيمة الهادفة إلى مواجهة الأزماتوالمخاطر والكوارث، وبالتَّحديد (أزمة فيروس كورونا) من جميع جوانبها: (العلميَّة، التَّعليميَّة، الصحيَّة، الإداريَّة، الوظيفيَّة، السياسيَّة،الاستراتيجيَّة، الاقتصاديَّة، النَّفسيَّة، الاجتماعيَّة،من خلال سلسلةٍ من المحاضرات التَّثقيفيَّة التَّوعويَّة التي ركَّزت كلُّ واحدةٍ منها على زاويةٍ بعينها.
ويهدف (ملتقى مهارات) إلى إذكاء الوعي المجتمعيِّ بضرورة المساهمة في بناء وتطوير القدرات والموارد المجتمعيَّة في مواجهة الأزماتوالكوارث من خلال البرامج التَّدريبيَّة التي تُركِّز على تقوية قدراتهم الفنيَّة والتَّنظيميَّة والمؤسَّساتيَّة بما يُحقِّق أهداف التَّنمية المستدامةللمجتمع.
يُعَزِّز الملتقى بالنَّظر إلى جائحة كورونا فكرة الاستعداد الأمثل لحالات الطَّوارئ. ما التَّوصيات والمخرجات التي خرج بها (ملتقى مهارات)؟
توَّجت الجلسة الختامية في (ملتقى مهارات) بأربع من التَّوصيات والمخرجات التي ستدخل حيِّز العمل والتَّنفيذ بإذنه تعالى، وتتلخَّص فيالآتي:
1- استحداث وحدةٍ جديدةٍ جاري العمل على تحديد مهامها ومسؤوليَّاتها وصلاحيَّاتها بمسمَّى (وحدة استمراريَّة إدارة الأعمال) تتولَّى وضعخطَّة طوارئ لإدارة استمراريَّة الأعمال على مستوى قطاعات جامعة الملك عبد العزيز وفق معايير الجودة.
2- وضع آليَّةٍ للتَّعافي والنُّهوض بعد الأزمات والحالات الطَّارئة تضمن إلى حدٍّ ما عودة الحياة إلى سابق عهدها (التَّعافي بعد أزمة فيروسكورونا) بالتَّعاون مع قطاعات الاستجابة السَّريعة.
3- مراجعة خطط الطَّوارئ الخاصَّة بجامعة الملك عبد العزيز لتحديد كيفيَّة إدارتها بوضع الإجراءات التَّصحيحيَّة المناسبة وفقًا للمستهدفاتالحالية والمستقبليَّة ممَّا سينعكس إيجابيًّا على بيئة العمل ككلٍّ.
4- تشجيع ودعم المبادرات والمشاريع البحثيَّة التَّنافسيَّة في مجال إدارة الأزمات في المؤسَّسات التَّعليميَّة من خلال إشراك منسوبي الجامعةوبالتَّحديد: (موظَّفي مركز الطَّوارئ والكوارث، منسِّقي السَّلامة والطَّوارئ) في إدارة الأزمات، ومعالجة آثارها على المدى القريب والبعيد.
جامعة الملك عبد العزيز سبَّاقةٌ في التَّعامل مع حالات الطَّوارئ أو الكوارث من ناحية التَّطبيق العمليِّ أو حتَّى تدريب منسوبيها في ورشالعمل. بحكم تجربتك وخبرتك كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟
نعتزُّ ونفخر بأن يكون (مركز الطَّوارئ والكوارث بشطر الطَّالبات) سبَّاقًا إلى التَّعامل مع الأزمات أيًّا كانت بما فيها (أزمة فيروس كورونا) فيصور متعدِّدةٍ تمثَّلت في الآتي:
1- وضع خطَّة طوارئ عامَّة على مستوى قطاعات الجامعة لمواجهة المخاطر المحتملة، وما قد ينجم عنها من آثار محتملةٍ.
2- وضع خطَّة طوارئ سريعة تتضمَّن إجراءات احترازيَّة للتَّعامل مع (أزمة فيروس كورونا) لجميع قطاعات الجامعة بالتَّعاون مع قطاعاتالاستجابة السَّريعة: (الإدارة العامَّة لخدمات الأمن، الإدارة العامَّة للمرافق، مركز الخدمات الطبيَّة الجامعيِّ، الإدارة العامَّة للخدماتالتَّعليميَّة، عمادة تقنية المعلومات).
3- وضع خطَّة طوارئ لضمان استمراريَّة الأعمال وإدارتها، والتَّعافي من الكوارث إسهامًا في رفع مستوى ثقافة إدارة الأزمات بتضمينإدارة استمراريَّة العمل في ثقافة المؤسَّسة، وتبنِّي ذلك. وهو الحدث المرحليُّ القادم في قائمة أهداف (مركز الطَّوارئ والكوارث بشطرالطَّالبات) للعام القادم. وقد بدأ العمل عليها لضمان استمرار الأعمال، ومن ثمَّ استئنافها، والتَّعافي الفعليِّ من آثار المخاطر التي تُهدِّدالمؤسَّسة بعد الحوادث غير المتوقَّعة من خلال إيجاد حلولٍ تتناسب مع تصوُّرات ومتطلَّبات المؤسَّسة لأداء أعمالها أثناء وبعد الانقطاع عنالعمل، وغرس الثِّقة والطمأنينة في نفوس منسوبيها، وكسر حاجز الخوف للتَّغلُّب على الأزمة.
ما هي الأدوار المتنوِّعة التي يُقدِّمها مركز الطَّوارئ والكوارث داخل وخارج الجامعة؟ وهل لديكم شراكاتٌ مع جهاتٍ مختلفةٍ؟
إنَّ (مركز الطَّوارئ والكوارث بشطر الطَّالبات) كان ولازال وسيستمرُّ داعمًا لكلِّ ما من شأنه رفع مستوى التَّأهُّب لمواجهة أيِّ طارئٍ يُحتملوقوعه، مع كيفيَّة التَّعامل معه محاولةً منه للحدِّ من الخسائر النَّاجمة عن ذلك. وقد تبلور هذا الدَّور في مجموعةٍ من الإجراءات، وهي:
أوَّلاً: إعداد وتحديث خطط الطَّوارئ الخاصَّة بكلِّ قطاعات الجامعة.
ثانيًا: إجراء تجارب الإخلاء الافتراضيَّة في جميع قطاعات الجامعة.
ثالثًا: إعداد إرشادات خاصَّة بالفعاليَّات الكبرى.
رابعًا: إعداد قاعدة بيانات ثلاثيَّة الأبعاد في برنامج ( (ArcGISوذلك للآتي:
– ترقيم أشجار شطر الطَّالبات بجامعة الملك عبد العزيز مع توضيح أماكنها في البرنامج.
– ترقيم مباني شطر الطَّالبات مع توضيح إحصائيَّات بأدوات السَّلامة في كلٍّ من:
❖ فرع السليمانيَّة: (داخل الشطر، السَّكن الجامعيُّ للطَّالبات، مباني السَّنة التَّحضيريَّة، المركز الطبِّيّ).
❖ فرع رابغ.
– التَّأكُّد من مدى جاهزيَّة المباني لهبوط الهيلوكوبتر عليها.
خامسًا: تصميم موقعٍ إلكترونيٍّ موضَّحٌ فيه إحداثيَّات مواقع كلٍّ من: (طفَّايات الحريق، مخارج الطَّوارئ، نقاط التَّجمُّع، مراكز الإيواء،الكراسي المتحرِّكة).
سادسًا: ترقيم ممرَّات ومعامل شطر الطَّالبات بفرع السليمانيَّة حسب المواصفات والمعايير.
سابعًا: تصميم ما يُقارب (1500) مخطَّطًا لمباني شطر الطَّالبات بفرع السليمانيَّة مُصنَّفة كالآتي:
– مخطَّطات واقعيَّة ونموذجيَّة لبعض المباني.
– مخطَّطات إخلاء تُوضِّح: (أقرب مخرج طوارئ في حال حدوث حالةٍ طارئةٍ، أدوات السَّلامة).
أمَّا عن الشَّراكات فأوَّلها وأهمُّها من الشَّراكات الدَّاخليَّة الارتباط الوثيق بين (مركز الطَّوارئ والكوارث) و (إدارة السَّلامة والصحَّة المهنيَّة)فهما يُكمِّلان بعضهما البعض تحت مظلَّة ومرجعيَّة واحدة هي سعادة نائبة المشرف العام على إدارة السَّلامة والصحَّة المهنيَّة ونائبة مديرمركز الطَّوارئ والكوارث. إضافةً إلى ثلاث شراكاتٍ داخليَّةٍ أخرى مع: (قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافيَّة بكليَّة الآداب والعلومالإنسانيَّة، قسم العلوم البيئيَّة بكليَّة الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافَّة، كليَّة الحاسبات وتقنية المعلومات).
وفي الجانب الآخر هناك ثلاث شراكاتٍ خارجيَّةٍ مع ثلاث جهاتٍ حكوميَّةٍ هي: (المديريَّة العامَّة للدِّفاع المدنيِّ في كلِّ ما يختصُّ بكفاءةوملائمة وفعاليَّة أنظمة الوقاية من الحريق، هيئة الهلال الأحمر السعوديّ في كلِّ ما يختصُّ بالخدمات الصحيَّة والإسعافيَّة، الهيئة العامَّةللأرصاد وحماية البيئة في كلِّ ما يختصُّ بتوقُّعات الطَّقس).
كيف نُفعِّل الوعي المجتمعيَّ عبر مثل هذه البرامج التَّدريبيَّة والملتقيات؟ وما هو دور المؤسَّسات التَّعليميَّة أو المجتمعيَّة في ذلك؟
لم يغفل (مركز الطَّوارئ والكوارث بشطر الطَّالبات) عن كون الرِّهان الحقيقيِّ لتجاوز أيِّ أزمةٍ، وبالتَّحديد (أزمة فيروس كورونا) هوالمساندة في رفع مستوى الوعي الوقائيِّ المجتمعيِّ، والإقرار التَّامَ بالمسؤوليَّة التَّكامليَّة بين شرائح المجتمع في إدارة الأزمات من خلال قنواتالتَّواصل الفعَّالة، ووسائل التَّثقيف المجتمعيِّ التي تتنوَّع في صورة: (رسائل توعويَّة إلكترونيَّة، بروشورات توعويَّة، منصَّة البرامج التَّدريبيَّةللتَّدريب الإلكترونيِّ، طرح أفكار للمبادرات المجتمعيَّة ذات العلاقة بالأزمات، تشجيع مشاريع الأبحاث المدعومة). فهو بذلك يُثبت الدَّورالمحوريَّ والمجتمعيَّ للمؤسَّسات التَّعليميَّة في التَّعاون من أجل تجاوز مثل هذه الأزمات.






5 تعليقات