جدارية شاعر

“حديثُ المرايا”

أقف أمام مرآتي
تشدّني إليها
تُحكم قبضتها
وتُعلن بداية المحكمة.
يا مرآتي
أأُنثى تُقاد
كنجم معذّب على باب السّماء
كصحراء يوشّحها الصّمت
تبتسم للّيل العليل
كجسد مريم يبتهل… يتضرّع..
يشدّ النخيل
ينشد حبّات الرطب
يستعطف قطرات المطر
وبقايا الحنين.

يا مرآتي
صرتُ شظايا من بقاياك
جمر اللّغو …
غيّ البشر ..
يوقد الوشم على خصري
لعنة الآلهة تستمرئ جرحي..
توغل في صمتي وفي اسمي
كلّ حكايا الغيب تدقّ عناقيد الصّهد على جسدي
تتلفّح بالشّوق كتاج من دمع الطّرقات ومن وجعي
نُحتت على جبيني
ومنها سال قلمي
يبكي آهات الظّلام.
يا مرآتي
أخبري مريم
عن النّساء يعصمهنّ الحبّ
وطوفان الغبن يصلبهنّ
نشازا يصمّ الآذان
وشما غجريّا على جبين الفراغ
موتا يدقّ طبول النّهايات
كألمي أنا
كصمتي أنا
كثورتي أنا
نُنفى قبل صدور الحكم
وقبل البدايات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com