المحلية

الدكتور أحمد بن طالب في خطبة العيد بالمسجد النبوي : زكاة الفطر فرض على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، ممن يدرك ليلة العيد

أم المسلمين اليوم الخميس لصلاة العيد في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد بن طالب، واستهل فضيلته خطبته الأولى بعد التكبير بحمد الله على فضل النعم فقال: الله أكبر الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، والذي له ملك السماوات والأرض، ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شيء فقدره تقديرا.
وقال:كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون، وبلغكم بفضله شهر الخيرات، وأفاض عليكم فيه الرحمات، ويسر لكم فيه الطاعات، وأسمعكم فيه القرآن لعلكم ترحمون. وتابع عليكم منه وفضله وكرمه حتى أشهدكم يوم الجوائز لتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
واضاف: أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه، واعلموا أن الله غني حميد، واعلموا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد فرض زكاة الفطر على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، ممن يدرك ليلة العيد وعنده ما يزيد عن قوته وقوت عياله، صاعا من تمر أو شعير، وإلا فمن غالب قوت أهل البلد، طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، ويلزمه إخراجها.
واختتم فضيلته خطبته الأولى بقوله إن قبول الأعمال وكمالها بالنية، ولكل امرئ من الأجر بقدر ما نوى، وميزان صواب الأعمال ما كان عليه أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن دينكم إسلام ظاهر، وإيمان باطن، وإحسان وهو غاية منتهاه، وبأن تعبد الله كأنك تراه، فأن لم يكن تراه، فاعلم بأن الله يراك، وأن الحدود ظواهر، والمتشبهات مخاطر، والمحرمات فواقر.
وأن الدين وفاء الحقوق للخالق والمخلوق، وأن العصمة بالإسلام، والحساب على الله تعالى، وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ودعوا الريَب، واجتنبوا الغضب، واتركوا ما لا يعينكم في ديناكم ولا أخرتكم، واحفظوا الله يحفظكم، واسالوه يجبكم، واستعينوا بالعلي القدير، واعملوا أن الحوادث مقادير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.
وقد رسخ في الإسلام، من آمن بالله فاستقام، وتطهر وذكر، وصلى وتصدق وصبر، وتلا القرآن واتبع وادكر، فاستكمل الإيمان، وملأ الميزان، وأقام البرهان، وأنار قلبه، وأضاء دربه،  وأعتق نفسه، وأرضى ربه، فما هي إلا أعمال تحصى فتوفى.
وعليكم بالسنن الواضحات، وإياكم والمحدثات، ومكب النيران حصائد اللسان، وكونوا عباد الله إخوانا، واعلم أن منشور الولاية، والحفظ والرعاية، أن تكون محبوب الولي، ومحل نظر العلي، فله تغرب واترع، واعصي هواك واتبع، و الاستقامة هي عين الكرامة.
واستهل فضيلته خطبته الثانية بالتكبير والحمد والثناء على الله عز وجل والصلاة على النبي بنصح المسلمين بتقوى الله فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وتوكلوا على الله حق توكله، ومن كثرت عليه الشرائع، فليتمسك بالباب الجامع، قال رسول الله (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).
وصلوا وسلموا عباد الله على من سعت الشجر إليه، وسبحت الحصى في يديه، وسلم الحجر عليه، وانشق القمر بإشارته، وحن الجذع لعبارته، وأحله الله من السماء سدرة منتهاها، وطيب قلبه فولاه قبلة يرضاها، فإن الله عليه قد صلى، والملأ الأعلى بالصلاة عليه تحلى، فبأمر الله تجلوا، وبحلية الملائك تحلوا، فقد قال عز من قائل عليما ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا).2345

هاني قفاص

تربوي - اعلامي مكة المكرمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى