المقالات

التصريح..سبيل لأداء الحج

تزايدت وبشكل ملاحظ ومع قرب ساعات العد التنازلي للوقوف على صعيد عرفات وتيرة الجهود المبذولة، كما تضاعفت كثيراً الإجراءات المتخذة من أجل إنجاح موسم الحج لهذا العام بمشيئة الله تعالى من قبل الجهات المدنية والعسكرية على حد سواء إضافة إلى الجهات الأهلية ذات العلاقة. وهي في واقع الأمر تقوم على منهجية ذات نسق عالٍ من التنظيم والترتيب والتنفيذ بدأت أولى خطواتها الفعلية من آخر يوم في موسم الحج الماضي من خلال دراسة التقارير الواردة والعمل على التحسين والتطوير المستمرين للخطة التشغيلية والمنبثقة من الخطط الاستراتيجية والمعدة بعناية فائقة من جهات الاختصاص. وعليه نستطيع القول أنه وبفضل من الله أن الخدمات الكبيرة كانت ومازالت تتوالي وبصفة مستمرة من جميع المشاركين في موسم هذا الحج الحالي في سبيل راحة وسلامة واطمئنان حجاج بيت الله الحرام في كل وقت وحين لأداء مناسكهم الشرعية على أتم حال وبكل يسر وسهولة وسكينة.

ولعل مايساند هذه الجهود العظيمة ويميزها الدعم غير المحدود من الدولة -وفقها الله- فالحج وسام شرف يفخر به السعوديون كافة في هذه البلاد المباركة بدءاً من القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين، إلى مختلف الجهات المعنية وفي جميع المجالات الرسمية.وعلى سبيل المثال لا الحصر على الخدمات المقدمة ما تقوم به وزارة الداخلية من استمرار مبادرة: ( طريق مكة) ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030 عبر (11) مطاراً وفي (7)دول منها :تركيا والمغرب وإندونيسيا وباكستان لتقديم خدمات جليلة لكل ما يتعلق بضيوف الرحمن وبالتعاون مع الجهات الشريكة، أيضاً وجود معهد علمي لدراسة شؤون الحج وهو معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث العمرة والحج والزيارة بجامعة أم القرى لتقديم المقترحات اللازمة للجهات المسؤولة، هذا غير الخدمات الميدانية المشاهدة في رحاب الحرم المكي الشريف، والمسجد النبوي، وفي الطرقات والميادين العامة.

إن مايُكلل هذه الجهود العظيمة هو صدور حزمة من القرارات الداعمة وفي مقدمتها:(لا حج بلا تصريح) ومنع جميع مخالفي أنظمة وتعليمات الحج والتي تستلتزم الحصول على التصريح لأداء فريضة الحج والمنع من الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وضبط المخالفين وتطبيق العقوبات بحقهم ومن يُسهل لهم ارتكاب مخالفة الدخول غير النظامي، إضافة إلى ضبط المخالفين من حاملي تأشيرات الزيارة بكل أنواعها. وبطبيعة الحال من حق أي حاج حصل على التصريح النظامي لأداء مناسك الحج سواء من حجاج الداخل، أو الخارج أن يستمتع بحج آمن ومريح دون أية ازدحام أو مضايقة من غير المسموح لهم، وفي المقابل لا يحق لأي مخالف للأنظمة والتعليمات الصادرة الخاصة لهذا الموسم الديني العظيم القيام بأداء الحج. وفي واقع الأمر كل القرارات والإجراءات وبلا أدنى شك تقتضيها المصلحة العامة وباختصار: التصريح النظامي هو السبيل الوحيد لدخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة هذا العام وكل عام. خالص الدعوات للعاملين في موسم الحج بالتوفيق والسداد، وللحجاج القبول والسلامة.

خاتمة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ”. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى