المقالات

ظاهرة وكارثة القرود

المسافر الداخلي؛ وخاصة بين المناطق الجنوبية عسير، والباحة، وجيزان، والطائف، والمدينة المنورة يشاهدُ تكاثر القرود سنة بعد أخرى.
في الطائف وجبال الهدا بلغت فيها القرود أعدادًا كبيرة، دخلت المزارع والبيوت، والطرق العامة والمباني.
وفي منتزهات الباحة وأبها والعلاية والنماص وتنومة وبلسمر، وما بعدها حتى أبها تُشاهدها بسهولة في المنتزهات والطرق !! وما بين مكة المكرمة والمدينة المنوره تجد الآلاف منها.
بل وتجدها على قارعة الطرق الأسفلتية وغيرها، وفي بعض القرى في جبال الحجاز، وفي تهامة وفيفا، وكذلك وأنت متجه لجيزان أو ظهران الجنوب ونجران.
وبالرغم من خطورتها، فإنك تجد أن المواطنين والمقيمين يقفون لها ويطعمونها بل ويسمحون لها بالوقوف على سياراتهم، ويلتقطون الصور لها وبعضهم يُداعبها من بعيد !!! وهم لا يعلمون أنها مليئة بالجراثيم الخطيرة بل المميتة وتنقل الأمراض والفيروسات العديدة؛ حيث تشير المصادر الطبية إلى أن هناك فيروسًا يتسبب بالتهاب معروف باسم “طفرة الحمى”؛ بالإضافة إلى فيروس القوباء (هربس) (ب) الموجود طبيعيًا لدى عدد من القرود، ويؤدي إلى ظهور حبة حمو بسيطة يمكن أن يؤدي إلى إصابة الإنسان بالتهاب مميت في الدماغ والنخاع الشوكي في 80% من الحالات.
إضافة الى ما تُحدثه تلك القرود إلى التغيير البيئي الطبيعي في تلك المناطق، وظهور تطورات جينية مختلفة لها أو للحيوانات التي تشاركها تلك المناطق.
أتذكر ويتذكر غيري أن أعدادها قبل عدة سنوات كانت قليلة، ولكن نتيجة عدم نجاعة الحلول للتصدي لها من قبل الجهات الحكومية والتطوعية سواء من البلديات أو الزراعة والبيئة والصحة، أصبحت ظاهرة سلبية حقيقية تدلُ على أهمية تطوير الخطط السابقة والحالية للحد منها؛ بالإضافة إلى تأثيراتها الأمنية وسمعة المملكة التي سيتناقلها السواح المحليون والخارجيون في ظل التأشيرة السياحية وخطط وزارة السياحة لاستقبال 100 مليون لعام 2030م.

إضاءة:
ستكون هناك كارثة بيئية على المنتزهات والبيئة والإنسان، وستخسر وزارة الصحة ملايين نتيجة معالجة الإنسان، وظهور أمراض وفيروسات جديدة أو متحورة مصدرها القرود بشكل مباشر أو غير مباشر؛ إضافة إلى التناقض بين المكاسب التي تطمح لها وزارة السياحة بفتح التأشيرات من اطلاع السواح على التطورات الإيجابية والتنموية، والطبيعية والمجتمعية، والاقتصادية للمملكة وبين ظاهرة القرود السلبية.

الخاتمة :
قد يكون من المهم الاستفادة من تجربة أمانة جدة السابقة في عهد رئيسها معالي المهندس عبدالله المعلمي الذي نجح من خلال فريق سعودي في الأمانة بفكر خارج الصندوق أن يُنقذ جدة من (كارثة الغربان) التي وصلت إلى مرحلة الظاهرة، وأشبعتها الجامعات دراسة، ومنها دراسات عديدة وفريق علمي من جامعة الملك عبدالعزيز عجز الأمناء قبل م.عبدالله المعلمي من حلها (بالرغم من اختلاف الحالتين، ولكن مهم الاستفادة من المنهجية التي اتخذت في ذلك الوقت).

ختامًا إن لم تنجح وزارة الزراعة والبيئة، ووزارة الشئون البلدية والإسكان وشركائهم من الصحة والسياحة، فإنني أقترح إنشاء (جمعية التعامل مع ممالك القرود)، ويُعطى الشباب حرية الخروج بحلول وأفكار (خارج التفكير العادي) تُساعد للحد من تناسلهم وتزايدهم سنة بعد أخرى.

والى لقاء في مقال آخر عن هذه الظاهرة بعد سنة من الآن ( أي في يوليو عام 2022م) كون عندي شعور (اتمنى أن لا يتحقق) وهو شعور يقول لي (لن يحدث جديد في العام القادم أكثر مما تم في هذا العام وما قبله) مما سيؤدي لاستمرار تزايدهم !!

—————————
جدة
‏alamri4@yahoo.com

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المشكله بتتفاقم اخي محمد بسبب تعاطف المواطنين مع القرود..والوقوف للتفنن ب إطعامهم مما ساهم في تكاثرهم..وإنتشارهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com