
كل عام ومع قدوم شهر ربيع الأول يُثار الجدل بين من يرى عدم مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي وآخرين يرونها مناسبة تاريخية أكبر من أن يتم تجاهلها وأن الاحتفال بها ليس من أصول الدين ولا من فروعه ولا ينطبق عليها وصف البدعة وفي هذا التحقيق نحاول أن نضع بين يدي القارئ حُجية كل طرف وأنها مسألة مختلف عليها ولا يجب أن ينكر طرف على الآخر أو يتهمه ؟!
الاحتفال بدعة محدثة ؟
يقول الدكتور محمد السعيدي من أعظم نعم الله على الأمة الإسلامية أن جعلها آخر الأمم وخير الأمم، فأكمل الله بها الرسالات، وقد قال الله في كتابه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]،
وفي صحيح البخاري أن النبي ﷺ قال: “إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد ﷺ ، وشر الأمور محدثاتها”، وعند مسلم: “وكل بدعة ضلالة” والنصوص في هذا كثيرة.
ويضيف الدكتور السعيدي أحببت أن أقدم بهذه النصوص حتى يتبين أن ما يقوم به البعض من الاحتفال بمولد النبي ﷺ بدعة في الدين، ومحدثة من المحدثات التي بين النبي ﷺ أنها شر الأمور، كما أن هذا يضاد هذه الأحاديث التي بين فيها النبي ﷺ أمر المحدثات، وأن كل أمر يتقرب به إلى الله لم يكن على عهد النبي ﷺ ولا أصحابه مع قيام الداعي وانتفاء المانع فإنه من المحدثات في الدين،
متى نشأت بدعة الموالد ؟!
يقول الدكتور السعيدي : لا شك أن الاحتفال بالمولد إما أنه سنة أو بدعة، فإن كانت سنة فأين الدليل عليه من القرآن الكريم؟ أو من سنة النبي ﷺ ؟ أو من فعل أحد الصحابة الكرام، أو ممن تبعهم بإحسان؟ كل هذا لا نجده ولا يمكن لأحد ممن يحتفل أن يأتي بنص واحد عن هؤلاء؟! مشيرا إلى أن بدعة المولد النبوي نشأت في زمن العبيديين الذين يسمون أنفسهم “الفاطميين” وهم إنما يتبعون عبيد الله بن ميمون القداح الباطني الذي هو من بيت مجوسي، فالعبيديون هم من أحدثوا هذه البدعة وأشاعوها في مصر و في غيرها، فقد ذكر المقريزي في الخطط أنهم أحدثوا عددا من الموالد والاحتفالات قاربت سبعة وعشرين احتفالًا في السنة!
وخلاصة الكلام: بدعة الاحتفال النبوي حدثت في القرن الرابع و لايوجد نصٌّ شرعي واحد من القرآن أو السنة يدل على ثبوته وشرعيته، ولا فعله الصحابة الكرام، ولا فعله التابعون لهم بإحسان، فأيهم أحق بالاتباع؟
فتوى ابن باز ـ رحمه الله ـ
وجاء في موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى العلامة عبد العزيز بن باز،ـ رحمه الله ـ الجزء: الثاني الصفحة 353 : قامت الأدلة الشرعية على أنه لا يجوز الاحتفال بمولد رسول الله ﷺ ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة، لكون رسول الله ﷺ لم يفعله ولا أحد من خلفائه الراشدين أو أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين. ولم يفعله أيضًا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبًّا لرسول الله ﷺ ، وأحرص على متابعة شرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . أي: مردود عليه. وقال في حديث آخر: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
ليس من البدع الحسنة
يقول ابن باز ـ رحمه الله ـ وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها كشيخ الإِِسلام ابن تيمية ، والشاطبي ، وآخرين عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول الله ﷺ ، وكاختلاط النساء بالرجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة، والقاعدة الشرعية رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد ﷺ ،
ليس من الإسلام في شئ؟!
ويضيف العلامة ابن باز في الصفحتين ـ 354 ، 355 : وقد رددنا هذه المسألة – وهي الاحتفال بالمولد – إلى كتاب الله سبحانه فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول ﷺ فيما جاء به ويحذرنا أن نشرع في دينه ما لم يأذن به، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وقد رددنا ذلك أيضًا إلى سنة رسول الله ﷺ ، فلم نجد فيها أنه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه باليهود والنصارى في أعيادهم ، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإِسلام، بل هو من البدع المحدثات التي أمرنا الله ورسوله بتركها والحذر منها.
ولا ينبغي لعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية
رأيان معتبران ولكل منهما سنده ؟!
يقول الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي : الاحتفال بالمولد النبوي مسألة أثارت الجدل طويلا لاختلاف العلماء فيها وقد حرَّم جماعة من العلماء الاحتفال به واعتبروه بدعة محرمة ؟! لأن رسول الله لم يفعله ولم يحث عليه وأنه لم يرد دليل على مشروعية الاحتفال به وقال فريق آخر من العلماء بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي كعبادة وطاعة يتقرب بها الى الله لقول الله ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5))، وقالوا الآية تحض على التذكير بأيام الله وليس هناك أعظم من التذكير بيوم مولد رسول الله وكونه نعمة تستحق الشكر ورد “المانعون” الاحتجاج بالآية بأن المراد الاتعاظ والاعتبار عموما بما وقع من العذاب على من كذب الرسل وليس فيه مشروعية الاحتفال بمولد رسول الله والا لكان أول من يبادر للاحتفال به رسول الله واصحابه،
واحتج من يرى مشروعية الاحتفال بما روي عن بريدة الأسلمي قال: خرج رسول الله فى بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت:يا رسول الله إنى كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغني فقال لها رسول الله:(إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا).
قالوا فإذا كان الضرب بالدف إعلانا للفرح بقدوم النبى من الغزو سالما أمرا مشروعا أقره النبى وأمر بالوفاء بنذرها فيه ومعلوم انه لانذر في معصية الله فإنه من باب أولى إعلان الفرح بمولد الرسول تعبدا بالشكر لله.
ورد “المانعون” ذلك بأن العبادات توقيفية ولا تشرع بالقياس فضلا عن ان ذلك لو كان مشروعا لفعله رسول الله واصحابه.
خلاف لا يصح فيه الانكار ؟!
ويشدد الشيخ الغامدي على أن مسألة مشروعية الاحتفال بمولد الرسول في حدود الاجتماع وذكر شمائله وسيرته ومدحه بما ثبت وصنع الطعام والحلوى دون غلو ومبالغات تبقى مسألة مختلف فيها فقهياً ولكل فريق رأيه وأدلته، ومن المتقرر عند العلماء أن المسائل المختلف فيها لا يصح الانكار فيها، والأولى أن تبقى المسألة بين الفريقين في دائرة البحث والحوار دون انكار على بعضهم البعض .
لا حرج كمناسبة تاريخية وليس عبادة
ويقول الشيخ الغامدي : الذي أرى صحته في ذلك انه لا حرج في الاحتفال بالمولد النبوي كمناسبة تاريخية وليس على وجه التعبد والتقرب لله فذلك لم يثبت به دليل فإذا جرى الاحتفال به كمناسبة تاريخية وكوسيلة للتعليم والتربية والتعريف برسول الله وذكر سيرته ومدحه دون غلو ومبالغة وبغير قصد التعبد فلا حرج في ذلك .
الاحتفال بمولده ﷺ من المندوبات
جاء في موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية رداً على فتوى تسأل ما حكمُ الاحتفالِ بالمولدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ؟وقد سنَّ لنا رسولُ اللهِ ﷺ بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه ﷺ كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم. وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا. قال الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ في (الأجوبة المرضية جـ3 صـ1116 ط. دار الراية 1418هـ): (ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده ﷺ وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم)اهـ. وما ذكره الإمامُ السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ هو ما نقصده بعمل المولدِ النبويِّ الـمُنيف ﷺ علىٰ صاحبه. فهل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ سليمٍ جوازَ الفرحِ بمولدِه، والاحتفاءِ بطلعته المُنيرةِ علىٰ الأرض ﷺ بهذه الطريقة الشرعية التي تندرج كلُّ تفصيلةٍ منها تحتَ أصلٍ من أصولِ الشرع الشريف، وقواعده الكلِّيَّة! وعليه؛ فالاحتفال بمولده ﷺ من المندوبات، وهو مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره ﷺ الذي هو عنوان محبته ﷺ التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها.
سجل المؤرخون الاحتفال بمولده ﷺ
و جاء في موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية : قد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وسلامه- بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. ونص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل؛ بحيث لا يبقى -لمن له عقل وفهم وفكر سليم- إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في “المدخل” في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه “المدخل” في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي، وللإمام السيوطي في ذلك رسالة مستقلة سماها “حُسن المَقصِد في عمل المولد”.
لماذا خلت القرون الفاضلة من الاحتفال ؟!
وقد جاء في موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية : مما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغًا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم -رضي الله تعالى عنهم- به -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولا حرج في الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به -صلى الله عليه وآله وسلم- عبادة وأي عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.
خاتمة : لولا مناخ التعددية الذي وفره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ ما كان يمكن طرح هكذا موضوع حتى لو حرصنا على تقديمه بمهنية وموضوعية لأن تيارا واحدا كان يفرض سيطرته المطلقة ويقصي أي رأي آخر حتى ولو كان معتبرا
أثار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومنذ نهاية القرن الرابع الهجري وحتى اليوم اختلافا شديدا بين منكر ومعارض ؟
وفي الحقيقة لم يتفقا على ماهية الاحتفال؟
لم يحرروا المصطلح؟هل الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة تاريخية أم عبادة؟
الطرفان متفقان على أنها ليست عبادة وليس من أصول الدين أو فروعه وهذا يفسر عدم احتفال القرون الأولى بهذه المناسبة !! وكلاهما متفقان على أن المناسبات التاريخية يجوز الاحتفال بها مثل المناسبات الوطنية مع الفارق !!
هذا الموضوع لأول مرة يتم طرحه في السعودية من قبل أصحاب وجهتي النظر أنفسهما ؟ وكان قبل تولي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ يطرح من قبل أصحاب الرأي المعارض فقط وهم يتحدثون عن الطرف الآخر!!
هذا سبق يسجل لصحيفة مكة الالكترونية فهي دوما رائدة
لا يستطيع أن يتصور أحد الجهود الجبارة التي بذلها #ولي_العهد لإعادة #السعودية للتسامح والإعتدال ؟ في هذا التقرير رفض علماء ومشايخ المشاركة خوفا من التيار المتشدد المهيمن ليس فقط على العامة ولكن حتى النخب ؟!
https://twitter.com/ms_humanity/status/1448276183821455375?s=20
أول سنة تخصص فيه السعودية يوما للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهذا يؤكد وجود روح جديدة تعيشها المملكة بعد سنوات من الإنغلاق وفرض سياسة الرأي الواحد في أمور الدين والفقه بالعودة للوسطية والإعتدال وهو ما يمكن وصفة بمبادرة التسامح التي يقودها سمو ولي العهد حفظه الله
تحقيق أكثر من رااائع حول المواد النبوي .. اعجبني جداً بارك الله فيك وفي علمك وعملك أ. هيثم ونتمنى ان يستقيظ المتشددون ليعلموا ان المولد النبوي احتفاء بمولده دون عبادته .. والناس يحتفون بمناسبات متنوعة وطنية ودينية وتاريخية بل حتى اعياد الميلاد لاناس عاديون .. فكيف لا نحتفي بمولده الذي ارسله الله ليكون رحمة للعالمين .. !!
بارك الله فيك سعادة المستشارة والكاتبة الصحفية المرموقة استاذة فاتن حسين ولقد اوجزت واعجزت ؟! ولولا مبادرة التسامح التي يقودها سمو ولي العهد لإعادة روح التسامح والاعتدال ما كان يسمح لنا مجرد مناقشة هذا الموضوع مما يظهر إلى أي حد بلغ التشدد والبعد عن الوسطية!
المهمة ليست بالسهلة ولا بالهينة وجهود جبارة بذلت خلال الخمس سنوات الماضية قادها الامير محمد بن سلمان حفظه الله بكل اقتدار