
هل يكفي أن تحدث المعجزة كي تظل خالدة أبد الدهر في ذاكرة الشعوب؟.
أم أنه يجب أن يتذكرها الناس مرارًا وتكرارًا على مر الأيام كي يتحقق لها الخلود؟
القرآن الكريم يجيبنا على هذا التساؤل، فلو كان حدوث المعجزة وحده يكفي لما ذكر الله قصة سيدنا موسى في عشرات المواضع في كتابه الكريم -( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ ) – مع التكرار المستمر لأحداث قصته ومعجزاته، وليست قصة سيدنا موسى وحدها التي تكررت؛ بل لا تكاد تجد قصة من قصص القرآن إلا وقد تكررت أكثر من مرة.
و في ظل هذه الأيام المعطرة بنسيم ذكريات توحيد المملكة العربية السعودية، لابد لكل منا أن يتذكر بل ويُذكِّر من حوله بهذا المجد الذي ابتنى لنا دارًا فوق هامات السحب.
ويقع على عاتق المؤرخين السعوديين على وجه الخصوص تذكير الشعب السعودي والأمة العربية والعالم بأسره بهذه اللحظات التي شكلت نواة انتقالنا من الماضي إلى المستقبل، من التفرق إلى الاتحاد، من الخوف إلى الأمان.
فمن حق المجتمع بجميع فئاته الأطفال والشباب النساء والرجال، علينا أن يعرفوا لمن الفضل بعد الله-سبحانه وتعالى- فيما يعيشون فيه من رخاء ورفاهية، من علم وتقدم، من أمن وأمان، من فخر بمجد تليد وأمل في مستقبل جديد.
الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذي وحّد المملكة بعد سنوات من الفرقة، وهداها إلى الطريق بعد سنوات من التيه. لم يكن ما فعله سهلًا، ولم يكن طريقه مفروشًا بالورود؛ وإنما بُذلت نفوسٌ ثائرةٌ لا تقبل الضيم، وأُريقت دماءٌ طاهرةٌ لا ترضى بأقل من مستقبل مشرق للأجيال القادمة في ظل مملكة واحدة ترتقي بنا فوق الأمم متفاخرة بمؤسسها الذي بذل الغالي والنفيس ليصل بنا إلى العلا.
فلتذكروا دائمًا أنه في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر وصلنا للعلا.
والمؤرخ السعودي -أو السعودي المؤرخ كما يجب أن نطلق عليه، هو سعوديٌّ قبل أن يكون مؤرخًا- مدينٌ برغد عيشه، وأمنه وسلمه-شأنه شأن جميع من في المملكة-، لملكنا المؤسس، وأقل ما يمكن أن يفعله هو أن يحيي ذاكرة الشعب في سرد الأحداث التاريخية التي سارت فيها المملكة العربية السعودية حتى وصلت إلى ما هي عليه، لتنتعش بهذه الأمجاد متخذةً منها دافعًا لمستقبلٍ لا يعرف المستحيل، ولا يكترث بالعقبات مهما كانت وعورة الطريق، (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ).
ومن المقولات الخالدة التي لابد تذكير بها في مثل هذا اليوم:
” إن خدمة الشعب واجبة علينا؛ ولهذا فنحن نخدمه بعُيوننا وقلوُبنا” المؤسس الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه.
” أنا أعيش بين شعب جبار وعظيم فقط يضعون هدف ويحققونه بكل سهولة” ولي العهد صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان.