المقالات

تطوير المساجد التاريخية والحفاظ على الإرث الثقافي

يأتي مشروع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- لتطوير المساجد التاريخية، الذي أُعلن عنه في عام 2018م، دعمًا للمساجد التاريخية، كونها أحد أهم معالم التراث العمراني والحضاري، وما تُمثّله المساجد المشمولة بالبرنامج من عُمق تاريخي وثقافي وتربوي تمتاز به ويولي -حفظه الله- هذا المشروع أهمية كبرى، لما للمساجد التاريخية من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، ولأصالة طابعها المعماري التاريخي.

ويشمل هذا الدعم إعادة ترميم وتأهيل 130 مسجدًا بجميع مناطق المملكة، وإبراز أبعادها الحضارية والثقافية من خلال الحفاظ على خصائصها العمرانية الأصيلة، وينفذ المشروع أعمال مرحلته الثانية حاليًا بتطوير 30 مسجدًا تاريخيًا موزعة على مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في كل من جازان والمنطقة الشرقية والجوف، ومسجد في كل من نجران، والقصيم، والباحة، وتبوك، وحائل، والحدود الشمالية، ويهدف المشروع إلى تعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية وتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد وإبراز البُعد الحضاري للمملكة العربية السعودية.

وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه، التي شملت تأهيل 30 مسجدًا بتكلفة إجمالية تُقدر بأكثر من 50 مليون ريال؛ وذلك من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية، وبإشراف مهندسين سعوديين للتحقق من المحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه.

وتشمل المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية 30 مسجدًا تاريخيًا، موزعة على مناطق المملكة الـ 13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، تبوك، والباحة، ونجران، وحائل، والقصيم.

وتم اختيار المساجد بحسب أهميتها من الناحية التاريخية والتراثية، سواء بارتباطها بالسيرة النبوية، أو الخلافة الإسلامية، أو تاريخ المملكة العربية السعودية، وثمن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، بالنتائج التي يحققها مشروع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-، لتطوير المساجد التاريخية بمرحلته الأولى أو الثانية، مؤكدًا أن اهتمام ولي العهد بالمساجد التاريخية يعكس حرص القيادة الرشيدة ببيوت الله والعناية بها وإعمارها، وعلى رأسها “الحرمان الشريفان” اللذان يحظيان باهتمام وعناية كبيرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله-.

وذكر الرئيس العام أن من مآثر قادة هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز وحتى هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد العناية ببيوت الله، وخير دليل على هذا المشروع المبارك الذي يستهدف تأهيل المساجد التاريخية الذي أطلقه سمو ولي العهد.

واعتبر الشيخ أن ضم المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية (5) مساجد بمنطقة مكة؛ بهدف حماية نسيجها التاريخي وترميمها، إضافة إلى إطالة عمرها والحفاظ على سلامة طابعها المعماري المتأثر بتغيرات أنماط مناخ الأرض خلال القرون والعقود السابقة؛ ما هو إلا امتداد اهتمام سمو ولي العهد -حفظه الله- بمشروع ترميم المساجد التاريخية، ومن خلال الدعم المستمر من الدولة -حفظها الله- أصبح من الواجب على الباحثين والخبراء في مجال الآثار الإسلامية عمل المزيد من الدراسات الاستقصائية على المواقع الأثرية خاصة التي لها علاقة بالسيرة النبوية، وكذلك العصور الإسلامية التي تعاقبت على الجزيرة العربية؛ وذلك لتضافر وتكامل الجهود في ظل رعاية قيادتنا الرشيدة -حفظها الله ورعاها-.. قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) صدق الله العظيم.

* خبير تطوير تعليمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى