المقالات

الثقافة والأدب والمنهج المدرسي

اعتدنا في فترات زمنية من تعليمنا، وحين الحديث عن التاريخ الوطني الحديث عن جزئيات معينة منه والمتعلق بعصرنا الحديث، وبالأخص ما يتعلق بالنواحي الثقافية والأدبية، والمسرحية، والصحافة وجود المحظور، وربما كان المحظور الذي يراه البعض هو الذي منع الحديث عن الصوالين الأدبية في المملكة العربية السعودية، وكذلك المجالس المنوعة التي كانت تعقد ولها رموزها وروادها من رموز الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية، وكذلك هناك ظاهرة ثقافية أخرى ظهرت لم تذكر في مناهجنا الدراسية وهي المسرح وبدايته، وأبرز رواده وصانعي محتواه؛ فالتعليم وخصوصًا أثناء بناء المقررات الدراسية ربما كان الرقيب على المحتوى التربوي والتعليمي كان حاضرًا، وله الكلمة الفصل فيما يجب أن يكتب ويعد في المنهج الدراسي؛ وخصوصًا ما يتعلق بجوانب ثقافية وأدبية ومسرحية وتقنين ما يكتب ولا شك أن المادة العلمية في المقررات الدراسية ذات المحتوى الاجتماعي (التاريخي)؛ وذات المحتوى الأدبي والثقافي (مقررات اللغة العربية) تأخذ صفة معينة، وتجنب المتلقي (الطالب) جوانب أخرى؛ بهدف الحذر على القيم والذوق الأدبي والتركيز على مراحل معينة من التاريخ العربي والإسلامي، وكذلك في الأدب وما يتعلق به … إلخ.
أرى الوضع يجب أن يختلف جذريًا أثناء بناء المقررات الدراسية وخصوصًا المتعلقة بالعلوم الإنسانية؛ فالتنوع في المادة التاريخية عن الوطن يجب أن يتعدى لمفهوم أوسع وجوانب معينة والحديث عنها أراه ضرورة؛ فتاريخ الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية يجب أن يكون ضمن المقررات ذات الصلة ومنها (الدراسات الاجتماعية التاريخية) واللغة العربية وآدابها.
لم نرَ في مناهجنا الدراسية الحديث عن الأندية الأدبية والثقافية، ولا جمعيات الثقافة والفنون، ولا الحديث عن تاريخ المسرح السعودي، ولم نرَ الحديث عن بواكير السينما، ولا حديث عن أبرز الصوالين، والمجالس التي نشأت والتي بعضها ما زال حتى هذه اللحظة.
فلوزارة التعليم أقول:
من أهداف تعليمنا نقل الإرث الثقافي والحضاري لأبناء الوطن وتبسيطه لهم من أجل الاعتزاز به؛ فهل نرى إعادة نظر في بناء المناهج الدراسية تهم تاريخنا الثقافي والأدبي وأبرز رموز الحراك الثقافي، وكثير منهم ما زال على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى