في وطننا، المملكة العربية السعودية، هذه البقعة الجغرافية التي أصبحت وطنًا نعيش فيه، تزخر بالأحداث التاريخية والمعالم التي لم تندثر. فهنا مكان بيعة الرضوان، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وغار حراء بجبل النور، وغار ثور، وغيرها من المواقع الإسلامية البارزة، إلى جانب المعالم التي شهدت أحداث توحيد الوطن.
لطالما شاهدنا الدراما التاريخية أو الأفلام، مثل الرسالة، لكنها غالبًا ما تفتقد إلى تصوير المواقع الحقيقية التي جرت فيها تلك الأحداث. يضاف إلى ذلك الصور الذهنية غير الدقيقة عن ملامح الشخصيات، وعدم مراعاة التضاريس والمناخ الذي أحاط بتلك الوقائع. وقد انعكس ذلك في الإنتاجات التاريخية العربية، خاصة المصرية والسورية، التي لم تستطع محاكاة الواقع بكل تفاصيله.
اليوم، نحن نمتلك الأدوات التي تمكّننا من إنتاج عمل تاريخي سعودي خالص، وأهمها توفر المعالم التاريخية التي تعود إلى ما قبل الإسلام وما بعده حتى تاريخنا المعاصر. كما أن لدينا مختصين في التاريخ، وعباقرة في التمثيل، وشركات إنتاج قوية، بالإضافة إلى قنوات فضائية قادرة على جذب المشاهدين.
خلاصة القول: نحن نعيش مرحلة ذهبية، شعارها نحلم ونحقق، وتاريخنا الإسلامي والعربي ينبع من أرضنا. وبما أن مقومات وأدوات العمل التاريخي متوفرة—من مواقع تاريخية بتضاريسها ومناخها إلى تأثيرها على ملامح الإنسان
فهل نرى هذه الفكرة تتحقق على أرض الواقع؟
