
(مكة)- حوار- عبدالرحمن الأحمدي
يعتبر الدكتور ياسر سليمان شوشو وكيل جامعة أم القرى السابق أحد الشخصيات البارزة على مستوى التعليم في المملكة، والتي لها مسيرة وخبرة تستحق تسليط الضوء عليها، حتى تكون نموذجا لكل أصحاب الطموح من الشباب، لذلك حرصت “مكة” الإلكترونية على أن يكون أحد الضيوف ضمن سلسلة الحوارات التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك.
** لمن يسأل عنكم ضيفنا الكريم أين تتواجدون في رحاب هذه الدنيا؟ وكيف تقضون أوقاتكم؟
_ أقضي جلّ وقتي داخل مكتبتي الخاصة بالمنزل؛ للقراءة ولإتمام بعض البحوث العلمية في مجال التخصص وللقراءة المتخصصة والعامة، والاطلاع عبر الشبكة الإلكترونية على مجالات الاهتمام المختلفة، كما أرأس عدداً من الشركات الخاصة.
** ما الذي يشغل اهتمامكم في الوقت الحاضر؟
_متابعة قضايا الساعة، والتطورات والمتغيرات الملفتة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، لاسيما وأن التحديات كثيرة ومتسارعة على كافة الأصعدة.
** الحكمة خير من الله يؤتيها من يشاء .. كيف تعرفون الحكمة من وجهة نظركم؟
_يقول المصطفى – صلى الله عليه وسلم: (الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها)، فمفهوم الحكمة لدي لا يخرج عن مفهوم هذا الحديث، فطلب العلم حكمة، وتهذيب الأخلاق حكمة، والتربية الحسنة حكمة، والقدوة الصالحة حكمة، وقد تكون الحكمة في الكلام، كما تكون في الصمت، بمعنى أن الحكمة منهج حياة، ومنهج تعامل مع الذات قبل أن تكون منهج تعامل مع الآخرين، منطلق كل ذلك القناعة، وأداته القدوة، وهدفه الإصلاح.
** ما بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب أيهما أقرب برأيكم ؟ ثمة اتفاق أو فجوة اختلاف؟
_ بأي حالٍ من الأحوال لا يمكن الاستغناء عن أيّهما لأي مجتمع ينشد العدل والتقدّم، كما أن العناية والاهتمام وعدم الاستغناء عن أيٍ من الفئتين هو منهج نبوي، بحيث كان مرتكزاً أساساً في تكوين المجتمع النبوي، فمجالس رسول الله – صلى الله عليه وسلم –مع الصحابة_رضوان الله عليهم – التي كانت تناقش قضايا الدين والمجتمع لم تفرّق بين شيخ وشابٍ، ولا بين رجل وامرأة، وقس على ذلك قيادة الجيوش، ونشر الدعوة، وإمارات الأمصار، وغيرها من الشواهد المسطرة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية، بل وحضارات الإنسانية المختلفة، مما رسّخ قاعدة صلبة مثّلت مرتكزاً أساساً في استمرار وديمومة تلك الحضارات لقرونٍ عدة، قد نهجت بلادنا مبدأ الاهتمام والاعتماد والمساواة بين خبرة الشيوخ وهمم الشباب في كافة مفاصل الدولة، فكان منهجاً جليَّاً منذ تأسيسها، وما زال حتى عصرنا الحاضر، فـ (الحكمة والهمة) وجهان لعملة واحدة يستحيل التفريق بينهما أو الاستغناء عن إحداهما على حساب الآخر، ولعل ما تضمنته الرؤية الطموحة للمملكة 2030 في كافة تفاصيلها خير ما يؤكّد على ذلك.
** هل الإنسان في هذا العالم ضل طريق الحكمة؟ وهل بالجملة تنقصه الحكمة؟
_ متغيرات العالم اليوم كثيرة ومتسارعة، بل وقد تكون متضاربة في بعض الأحيان، ولعل وسائل الربط التكنولوجي التي سهّلت كثيراً من أوجه التواصل بين الأمم إيجاباً كان أو سلباً، وأذابت كثيراً من الحواجز، واختصرت كثيراً من المسافات؛ لذلك وانطلاقاً من مفهوم الحكمة الذي ذكرته نرى اليوم ضرورة تعزيز دور الأسرة؛ لأنه أصبح المحور الأساسي والأهم في غرس الثوابت والقيم والمُثُل في نفوس الأبناء، فأصبحت التربية بالقدوة ضرورةً لا غنىً عنها، يحقق أهدافها اتباع الوسائل الملائمة لطرائق تفكير الجيل اليوم، فلم تعد اليوم طريقة نصائح والدي – رحمه الله – لي قبل أربعين عاماً تتناسب مع نصائحي لأبنائي، فالإنسان اليوم متى ما أراد ألاّ يتوه وسط هذه المتغيرات ولا يضل طريقه الذي يريد أن يوصله لهدفه المنشود، عليه بالقدوة ثم القدوة، ثم القدوة، قدوة البيت، قدوة المدرسة أو الجامعة، قدوة أولئك الأعلام الذين تزخر بقصصهم الثرية كتب تاريخنا المجيد ممن بنوا حضارةً ونشروا ثقافةً استمرت على مر القرون.
** في حياتنا مراحل إنسانية مختلفة.. من مرحلة الضعف إلى القوة وهكذا، ماذا تتذكرون من وقائع في ثنايا المراحل؟
_وُلدت ونشأت في حي المسفلة وهو حي يبعد عن الحرم المكي أقل من كيلو متر واحد، وقد كان محيط تعاملي مع من حولي لا يخرج عن أسرتي التي هي داخل المنزل، وأسرتي– الذين هم عيال الحارة من أبناء الجيران – سواء في المدرسة صباحاً، أو بعد العصر حين كنا نلعب كرة القدم في زقاق الحارة، أو من كنت أراهم منهم في دكان الوالد – رحمه الله تعالى – حينما كان يصطحبني معه بعد المغرب، ما أود قوله هو أن مرحلة التأسيس التي عشتها بدايات حياتي علَّمتني الكثير جداً من القيم والأصول والمبادئ والعادات الحسنة، التي جعلتني أعيش مراحل عُمُرية أكبر من عُمري الحقيقي، وأكسبتني العديد من الخبرات، بل إنها صقلت لدي مهارات متعددة في التعامل مع متقلبات الظروف، ومفاجآت الزمن، وطباع الناس.
** ما بين الربح والخسارة أو الخسارة والربح كيف تصفون أصعب المشاعر وأجملها؟
_ولله الحمد والفضل أعتبر كل مرحلةٍ من مراحل حياتي ربحاً لي في تعلِّم شيء جديد لم أكن أعرفه، ولعل من أجمل المشاعر وأصعبها عليّ – في الوقت نفسه – هي تلك اللحظة التي تم فيها إعلان نتيجة حصولي على درجة الدكتوراة، ففي الوقت الذي أحسست فيه بقطف ثمرة تعبي على مر سنوات طوال بعد رحلة علمية شاقة، أحسست في الوقت ذاته بفقد أبي – رحمه الله – وعدم وجوده بين المهنئين وقد كانت وفاته قبل بضعة أشهر من تاريخ مناقشة رسالة الدكتوراة، فكانت لحظة صعبة عليّ وقتها، لم أستطع خلالها أن أتمالك دموعي التي اختلطت بمشاعر الفقد والدعاء والفرح في وقت واحد.
** الحزن سمة إنسانية ثابتة هل احتجتم له يوما ما.. وما هي أقسى لحظات الحزن التي مرت بكم؟
_ كانت وما زالت أقصى درجات الحزن التي أصل إليها هي تلك التي أرى فيها ظلماً قد وقع سواء عليّ، أو على أي إنسان آخر وإن كنت لا أعرفه، أو حتى على حيوان مكتوف الأيدي، بل وتزداد غصة الحزن وحدّته في نفسي حين يقع الظُّلم على طفل أو شخص ضعيف.
** التوفيق والسداد هبة من الله تعالى، ما هي أكثر المواقف التي مرت بكم توفيقاً وسداداً؟
_ حين تكون الأسرة – وهي اللبنة الأولى في بناء أي شخصية– متماسكة يؤدي كل فردٍ فيها دوره المنوط به، لا تتوقع منها سوى مخرجات ناضجة، قوية، بنّاءة، هذا – ولله الحمد – ما عشته منذ صغري، فكان والدي –رحمه الله– قدوة لي في كدِّه وتعبه وفي حزمه وشدّته، وكانت والدتي – حفظها الله – قدوة لي في عطفها وفي بساطتها وروحها المرحة، وأخي وأخواتي كانوا قدوة لي في الجد والتفوق وحُسن التعامل مع الناس، وكان أساتذتي بمراحل دراستي، وأصدقائي الذين نشأت معهم وما زلنا نتواصل حتى الآن كلهم ساهموا في تكوين شخصيتي، وبالتالي في اعتبار أن مراحل التوفيق لم تكن عابرة، ولعل من أجلِّها وأقربها من نفسي، هي تلك المواقف التي أشعر فيها بنشوة وسرور حين أقدِّم معروفاً أو مساعدة لغيري، يكون محتاجاً إليها، ولا أعني فقط المساعدة المادية، بل إن مما يفوقها أضعافاً وأضعافاً هي تلك المساعدات المعنوية التي ترسم السعادة على شفاه الناس.
** بماذا نربط الحياة السعيدة من وجهة نظركم الشخصية؟
_ بتقوى الله أولاً، فهي التي ينبثق منها العمل الصالح، ثم التفاؤل والإقبال على الحياة، وتكرار المحاولة من دون يأس، فحين يخلص الإنسان نيته في أي عمل يقوم به أو يُناط به، فإن النتيجة حتماً تكون الإتقان ولا شيء غيره، فالخبّاز يكون سعيداً في مخبزه حين يتقن عمله، والنجار يكون سعيداً في منجرته حين يتقن عمله، والمعلّم يكون سعيداً في قاعة درسه حين يتقن عمله، وقِسْ على ذلك أي عملٍ، وأي نظرة للحياة حين تقترن بالإخلاص وبالتفاؤل وبالإتقان.
** هل نستطيع أن نعتبر السعادة أسلوب حياة؟
_ نعم من دون شك حين تقترن بما ذكرته في إجابة السؤال السابق.
** متى يصل الإنسان إلى محطات النجاح؟
_حين يعلم ماذا يريد، وحين يُحسن تخطيط الوصول لما يريد، وحين يُتقن ممارسة ما كان يريد.
** ومتى تتوقف تطلعاتنا في الحياة؟
_ عمارة الأرض لم يقرنها الشارع – جل شأنه –بمرحلة عُمرية، ولا بجنس بشري، ولا بزمان، ولا بمكان، بمعنى أن عروق الإنسان تنبض بالحياة فبالتالي إكليل تلك الحياة هو نبض العطاء والإعمار والسعادة.
** في الأغلب ننصف الإنسان بعد رحيله من دنيانا.. متى ينصف هذا الإنسان قبل أن يرحل؟
_ حين نحرِّر مصطلح (الإنصاف) في أذهاننا إلى آفاق أرحب ةأوسع من مجرد مقالة أو قصيدة مدحٍ، أو تكريم محفلٍ، أو غير ذلك مما يُنسى أو يتلاشى بمرور الوقت، فإن مفهوم الإنصاف لدينا يختلف، فالإنصاف الحقيقي يكون أولاً بإخلاص النيّة، ثم بإتقان العمل، وبرفع سقف الطموح، عندها يكون مجال الإنصاف أعمق أثراً وأوسع نطاقاً من مجرد ردة فعل، فطالب العلم حين يحقق معايير الإخلاص والإتقان وعلو الطموح، فلن يسمو هو بعلمه فحسب، بل إن علمه هو ما سيسمو به في آفاق أرحب، وأزمنة أصدق، وبين أجيال متعاقبة.
_في الاستشارة.. من يستشير ضيفنا الكريم في مواقفه الحياتية المختلفة؟ ولماذا؟ وما هي أهم استشارة مضت؟
_ أستشير في بعض أموري الحياتية قلة من أصدقائي المقربين الذين أثق في آرائهم، أما مشورتي فأقدمها لأبنائي بالدرجة الأولى، ولمن هم داخل محيط أسرتي الكبيرة، ثم لأصدقائي الذين عملت معهم عبر محطات متنوعة في حياتي العلمية والعملية، وفي العموم فإنني لا أبخل عن طالب استشارتي في كل ما يمثل له إضافة.
** متى غض النظر ضيفنا في المواقف المصاحبة له؟ وهل تذكرون بعض هذه المواقف؟
_ حين تصدر مذمّة من قريب أو صديق منبعها هفوة أو ذلّة دون قصد، أو حين تصدر المذمّة ممن لا تجمعني به علاقة ود، سوى إطار عملٍ أو موقف عابر في وقت عابر يحكمه نظام أو عادات معينة، ومن حُسن الحظ أن ذاكرتي لا تحتفظ بتلك المواقف، بل إنها ترنوا إلى ما يسموا بها إلى دروب الحياة المتفائلة.
** هل ندمتم على سكوتكم يوماً؟ ومتى ندمتم على بعض كلامكم؟
_ قطعاً لا – ولله الحمد – فقد تربيت منذ الصغر على ألاّ أتكلم إلاّ حين يُطلب مني، وإذا تكلمت فلابد من أن أُفيد، ولذلك كان التحاقي بتخصص البلاغة والنقد الأدبي بمثابة رغبة وشغف، صقلاً لما بزغ بداخلي من مكنون حكمة الصمت وميزان الكلام.
** في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أحاديثنا تختلف عن واقعنا.. إلى أي مدى صحة هذه الجملة؟
_ في الحقيقة لست متابعاً نشطاً لوسائل التواصل الاجتماعي؛ ربما لعدم وجود الوقت الكافي الذي يمكن أن أشغله فيها، وربما لعدم قناعتي الشخصية بمصداقية مَنْ يحاولون التخفِّي وراء أقنعة وهمية لا تمتُّ لحقائقهم بكبير صلة، وإنما يقتصر إطلاعي عبر وسائل التواصل على أمور عامة وأخرى لها درجة من الأهمية من وجهة نظري تضيف لحصيلتي شيئاً من الإيجابية.
** في حياتنا اليومية هل افتقدنا حقيقة إلى الإنسان القدوة؟
_ أعود لما ذكرته من إجابة سؤال سابق، من أن القدوة لا تغيب ولا تُفتقد طالما أننا آمنا بأهميتها وبحثنا عنها برغبة وصدق، ولكن ما يختلف اليوم عن الأمس في مجال القدوة هي السطحية بالدرجة الأولى، ويتصل بها التنوع في مَنْ يُمكن أن يقتدي بهم النشء، فلربما يقتدي شخص بشخص في طريقة عمله، وبآخر في طريقة كلامه، وبثالث في ممارسة هواياته، وبرابع في طريقة غذائه والمحافظة على صحته، فالمعلومة اليوم لم تَعُدْ صعبة المنال، وعارضيها أصبحوا كُثُراً، يستطيعون جذب الشباب والشابات بما يستهويهم من طرائق مختلفة من الإقناع والتأثير.
** الأبناء في الوقت الحالي هل يحتاجون إلى الرأي والمشورة منا؟ وهل المسافات بعدت بيننا وبينهم؟
_طبعاً يحتاجون اليوم إلى المشورة أكثر من أي وقت مضى، بل يجب ألاّ ننتظرهم يطلبونها، و نُبادر بها إليهم، بما يتناسب مع قناعاتهم وأساليب فهمهم المختلفة، ولنا خير قدوة في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قال :(إنما أُمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم)، فلو تعاملنا مع أبنائنا وطلابنا وكل من هم حولنا من منطلق هذا المبدأ النبوي الصحيح نكون قد اختصرنا كثيراً من المسافات للوصول لأهدافنا المنشودة وأهدافهم.
** الدنيا طويت على غرور، متى وجدتم هذه العبارة ماثلة أمامكم؟
_ كلما أفقد عزيزاً على قلبي، وكلما أرى من يتشبث بدنيا فانية على حساب دينه أو صحته أو نفع مجتمعه بأي شكل من الأشكال.
** من أنبل الناس في رأيكم؟
_الأوفياء.. الأوفياء لأوطانهم، الأوفياء لمجتمعاتهم، الأوفياء لأهليهم، الأوفياء لكل من قدّم لهم معروفاً، ويقترن بالأوفياء بل ويساويهم في المنزلة معهم القنوعون، وأعني بهم أولئك الذين وهبهم الله – عز وجل – كنوز القناعة بكافة صورها ومظاهرها.
** المحبطون هم أشد الناس تعاسة.. هل صادفتم هذه الفئة؟ وكيف تعاملتم معها؟
_ صادفتهم فترة وكالتي لجامعة أم القرى، وهم فئة في الحقيقة كنت أبحث عنها بين أوساط الموظفين؛ بهدف اكتشاف مكامن القوة والإنتاجية لديهم ومحاولة تعزيزها عبر التوظيف الأمثل لما يتناسب وإمكانات أصحابها، وقد كنت حين أنجح في تحقيق ذلك أعيش لحظات لا توصف من السعادة والنشوة، فكم هو إحساس رائع وشعور جميل، أن تساعد شخصاً في إعادة اكتشاف نفسه، والانتقال بها من مرحلة الإحباط والسلبية إلى آفاق أرحب من التفاؤل والإيجابية والإنتاجية.
** هل ندمتم يوماً في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك؟ وهل ندمتم في النقاش مع غيرهم؟ ولماذا؟
_ لم أندم في نقاشاتي سوى مع من اكتشف بعد نقاشهم أنهم لا يملكون أيّاً من أدوات الارتقاء بالنقاش يمكن أن توصل إلى نتائج ملموسة، قد نتفق وقد نختلف حولها، ولكن لم يتجاوز عدد تلك المواقف في حياتي أصابع اليد الواحدة.
** يقول معالي الدكتور بكري عساس عبر مقال الأمة في خطر: “إنه في اعتقادي من أصح العناوين التي تعبر عن إشكالية تدني مستوى التعليم هي المخرجات التعليمية لدينا” ما رأيكم فيما قاله معاليه؟
_ للأسف حين توكل مهمة التعليم لمن هم ليسوا أهلاً لها، وإنما يعدّونها فقط مصدراً لجلب الرزق وقتها قد تجد صوراً من التدني في مخرجات التعليم بكافة مراحله؛ لذا فإن أمةً من الأمم لن تنهض وتتقدّم إلاّ بعد التفاتها للتعليم ورفعها من مستوياته بمراحله المختلفة، وقد التفتت بلادنا لذلك فلم تغب هذه الحقيقة عن رؤية المملكة الطموحة 2030، فعزّزت من سُبل مقارعة الجامعات العالمية حين جعلت نصب عينيها ضرورة أن تحتل جامعتين – على الأقل – من الجامعات السعودية ترتيباً متقدماً ضمن أفضل عشرين جامعة عالمية، كما أنها أعادت فتح باب الابتعاث الخارجي بعد تفنين التخصصات النوعية التي يحتاجها الوطن، فضلاً عن البدء بمراحل تخصيص مجال التعليم؛ لمواكبة الطفرة النهضوية التي نعيشها في كافة المجالات.
** الجامعات تعاتب المدارس في طلابها، والمدارس تعاتب الجامعات على ضعف المستوى التحصيل التعليمي لخريجيها.. وأنتم تعاتبون من فيهما؟
_ لا أعاتب أياً منهما، بل أقدّم نصيحة متواضعة لهما، تتمثل في ضرورة التنسيق المستمر بينهم – على كافة الأصعدة – ووفق سياسات واضحة؛ لمواكبة تطلعات القيادة ورغبات المجتمع في غرس المبادئ الصحيحة في نفوس الطلبة، وفي تحقيق أهداف التنمية المجتمعية المستدامة، وبناء حضارة موائمة لمتطلبات العصر الذي نعيشه، والمستقبل الذي نستشرفه.
** هل من كلمة أخيرة لضيفنا الفاضل؟
_ أشكر لكم أخي الكريم هذا اللقاء، ولصحيفة “مكة” الإلكترونية، وآمل أن يحقق الأهداف المنشودة منه.