المقالات

“علي السبع” الفنان الإنسان!

مرَّ أكثر من عشرين عامًا على لقائي الأول بالممثل القدير الأستاذ/ علي السبع ابن سيهات الدانة التي أخرجت لنا الكثير من الرموز في الفن والثقافة والمناصب القيادية والرياضية وشتى المجالات.
و”علي السبع” الذي يُعامل من يصغره سنًا كابن له، ومن هو في عمره كأخ فاضل، ومن يفوقه سنًا كأب له، وهذا من حسن الخُلق وطيب الأصل والتربية. هو هو لم يتغير طيبة وأخلاقًا وكرمًا ومحبة للوطن والناس.
ما تميز به “أبا زهير” عند مقارنة بسيطة بينه وبين أبناء جيله أنه إنسان راقٍ في تعاملاته مع كل من عرفه، رغم أنه ممثل مبدع ونجم معروف، وصنع النجاحات بعرق جبينه لأنه بدأ من الصفر منذ أكثر من خمسة عقود.
صديقي القديم المتجدد “أبا زهير” يعيش بين الناس، يعطف على الصغير ويحترم الكبير كل من حوله يعشق روحه الوطنية الطيبة وسعة صدره للجميع، يحتمل أخطاء الناس ويعشق الوفاء، ويعيش مع الناس كإنسان رغم أنه رمز وطني ورقم مهم في الدراما وصناعة الفن في الخليج العربي، وهو من يرسم الابتسامة المُشرقة على محيا الجميع في الشاشة الفضية منذ سنوات طويلة.
رغم كل تجاعيد السنين وتلك الابتسامات التي تخرج من ثغره الضحوك يظل “أبا زهير” صاحب مواقف جميلة مع كل عرفه.
ثمة خيمة كانت في الفيلا الصغيرة التي تقبع أطراف سيهات منذ أكثر من عشرين عامًا يجلس بها “أبا زهير” أمام التلفاز وشبة النار ودلال القهوة العربية والتمر يتجاذب أطراف الحديث مع كل الناس؛ فمجلسه مفتوح لكل من عرفه أو لم يعرفه، وهو نفس الإنسان لم يتغيَّر رغم كل تلك السنوات.
ورغم علاقات “أبا زهير” وتاريخه الفني الذي يمتد أكثر من نصف قرن إلا أنه لم ولن يتكبَّر على أحد يستمع للجميع ويسعى للإصلاح بين الناس، وكل أهالي المنطقة الشرقية يعرفون مواقفه مع كل ملهوف وصاحب حاجة حتى إن البعض في دول الخليج يستعينون بوجاهته من أجل حل بعض الخلافات كونه أشهر من نار على علم.
وبحكم العلاقة الوطيدة التي تربطني ببعض أبنائه منذ سنوات طويلة، أرى أن هذا الرجل رغم كل الظروف والصعوبات التي تواجه إلا أنه (جبل)، وهذا يعود لشخصيته القوية وطيبة معدنه؛ فهو لم ولن يتكبر، وهذه الظاهرة أرى من الواجب أن يدرسها علماء النفس عندما نرى بعض مواقف التافهين والمشاهير في مواقف سلبية تعطى مؤشرًا غير جيد عن واقع مجتمعنا.
ويظل “أبا زهير” رغم الصعوبات التي تواجه مسيرته الفنية تاريخًا فنيًا يجب أن توثق مسيرته منذ نعومة أظافرة؛ لأنه خدم الحركة الفنية الدرامية في الخليج والأمل كبير في معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في تكريمه نظير عطاءاته الفنية والدرامية التي أضافت الكثير والكثير من الإبداع والابتكار والتميز.
ويظل النجم (علي السبع) أبًا لنا جميعًا، ولن نتنازل عن محبته والوفاء معه كما هو ديدن الأخلاقيات التي ربنا عليها وتعلمها من طيبه كل من عرفه؛ لأن (الإنسان) بأخلاقه وتواضعه، وطيبته، ومواقفه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى