آراء متعددةأخبار العالمحوارات خاصة

الشيخ نور الدين طويل: فلسطين قضية إنسانية ترتبط بالدم والدين.. وعلى العرب مساندة موقف المملكة لإحلال السلام بالمنطقة

تعتبر القضية الفلسطينية محور اهتمام جميع العرب والمسلمين على مستوى العالم، خاصة في ظل المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في الفترة الحالية، والتي خلفت حتى الآن عن سقوط ما يزيد عن ١١ ألف شهيد، فضلا عن الآلاف من المصابين، على مدار ما يزيد عن شهر من اشتعال الأحداث.
وحرصت صحيفة “مكة” الإلكترونية على معرفة رأي عدد من العلماء ورجال الدين، وعلى رأسهم الشيخ نور الدين محمد طويل، إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا، في تلك الأحداث وما أسفرت عنه حتى الآن، عبر الحوار التالي:

*كيف ترى دعوة المملكة لعقد قمة إسلامية استثنائية لنصرة الأشقاء في غزة؟
-المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وهي رائدة التضامن الإسلامي منذ المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، إلى أبنائه القادة، من الملك سعود إلى الملك فيصل والملك خالد حتى الملك فهد ثم الملك عبد الله واليوم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، كانت القضية الإسلامية هي الأولى في سياستهما، وأعظم قضية هي القضية الفلسطينية، فقامت المملكة بدعمها منذ البداية إلى الآن حسيا ومعنويا .
ودعوة المملكة العربية السعودية إلى عقد القمة الإسلامية الاستثنائية بالرياض لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة ينبع من شعورها بالمسؤولية نحو السلام الذي هو المبدأ الأساسي للمملكة، ثم الشعور بالأخوة العربية الإسلامية التي تجمع بين المملكة وفلسطين، وإن دل هذا على شيء يدل على نجاح الدبلوماسية السعودية التي يرسمها السياسي المحنك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله.
وليس بغريب انعقاد القمة حيث قامت المملكة بتقديم مبادرة سعودية لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، كتعيين سفير سعودي في فلسطين بصفة مقيم فيها، وكل هذه الأسباب تدعو إلى انعقاد القمة في الرياض .

*ما المطلوب من القادة وزعماء الدول العربية والإسلامية تجاه إخواننا في فلسطين؟
-عليهم أن يعلموا أن قضية فلسطين هي قضية إنسانية أولا ثم ارتباطها بالدم والدين، ونصرة الأخ بالوقوف معه والتعاون معه لإيجاد حل شامل للمشكلة التي يعاني منها، من خلال الطرق المؤدية إلى النجاح والمشروعة، ومنها دعم المفاوضات، وكذلك إرسال المساعدات لإغاثة اللاجئين والمتضررين، وكذلك شعوبهم تنتظر منهم إدانة المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، إضافة إلى الوقوف صفا واحدا لمنع انتشار التيارات الخارجية التي تستخدمها الأطراف الأخرى مثل إيران، لتحقيق مصالحها التي هي بعيدة عن القضية الفلسطينية.

*كيف تفسر صمت المجتمع الدولي على انتهاكات إسرائيل للحقوق القانونية والإنسانية في غزة؟
-صمت المجتمع الدولي على تلك الانتهاكات دليل على أن السلام العالمي اليوم مفقود، فكيف تدعي المنظمات الحقوقية أنها قامت بدعم الإنسانية وترى أبرياء تستباح دماؤهم وتهدم بيوتهم، ويصل الأمر إلى هدم المستشفيات التي يعالج فيها المرضى، وكذلك المساجد التي هي أماكن العبادة في جميع الأديان، وهذا يبين لنا أن المجتمع الدولي سكت عن تلك الجرائم المؤلمة ظلمًا وعدوانا .

*كيف تفسر موقف أمريكا وأوروبا مع العدو المحتل؟
-هذا الأمر يؤكد أن موقف العرب والمسلمين من القضية الفلسطينية يجب أن يكون تبني موقف المفاوضات ودعم سبل السلام من خلال سياسة استراتيجية واضحة، لأن المجتمع الدولي إذا وقف اليوم مع إسرائيل فهذا ليس جديدا لأن إسرائيل استطاعت أن تلعب دورا في السياسة العالمية، وتجهز نفسها فكريا وسياسيا وعسكريا، وكل تلك الدول استطاعت إسرائيل أن تتحكم فيها بطرق كثيرة.

*لماذا اختفت الدول والكيانات التي كانت تدعي السعي لتحرير القدس؟
-اختفت الدول والأحزاب التي كانت تدعي تحرير القدس لأنها تحمل أجندات خارجية ضد الشعب الفلسطيني، معظمها تتعامل مع إسرائيل، والأخرى استطاع النظام الإيراني استخدامها لاتخاذ القضية الفلسطينية شعارًا لها، ليلفت أنظار السذج ضعاف العقول من المسلمين إليه، لدعوتهم إلى الفارسية المجوسية، وذلك منذ مجيء الخميني إلى اليوم، تارة من خلال حزب الله في لبنان، أو حماس في فلسطين، أو الحشد الشعبي في العراق، والحوثيون في اليمن، فلعبت إيران دورا تدميريًا كليا لفلسطين من خلال الجماعات المسلحة، وفي موطن الحرب اختفت، والذي ذهب كبش فداء هو الشعب الفلسطيني.

*كيف ترى تفاعل المنظمات الحقوقية مع ما يحدث للأطفال والنساء في غزة؟
-هناك بعض من المنظمات الإغاثية تقوم بعملها بجد واجتهاد مع الحرب المدمرة، ولكنها تقف لرصد المعلومات وتبين الحقائق التي ترتكب ضد الأطفال والنساء، وبعضها تشير إلى انأن كل ١٥ إلى ٢٠ دقيقة يقتل فيها طفل.

*ما قراءتك لما يجري في غزة؟
-ما يجري في غزة حرب ضد الإنسانية بجميع الأشكال، وليس هناك من ينكر ذلك إلا من فقد الضمير الإنساني، لأن الإنسانية قبل كل شيء، وبعد ذلك كل حسب هويته وانتمائه، وما يحدث في غزة يكون له تداعيات سلبية لنستقبل السلام العالمي، لأن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني يشهدها العالم اليوم من خلال طرق التواصل الاجتماعي التي صارت هي ملتقى الناس اليوم بدلا من المشاهدات التلفزيونية والأخبار الإذاعية والصحف اليومية.

*ماهي رسالتك لقادة الدول العربية والإسلامية؟
-على قادة الدول العربية والإسلامية العودة إلى الوراء لتصحيح الوضع بشكل عام، لأن الدول العربية والإسلامية تملك قوة عظيمة من حيث انتماؤها إلى الإسلام الذي هو رحمة للعالمين، فإذا أراد القادة النهوض مع شعوبهم فليقفوا صفا واحدا لمواجهة التحديات التي يتعرضون لها من التطرف والإرهاب، حيث تخطط أطراف تريد بسط هيمنتها لتحقيق مصالحها وتستخدم المنظمات الإرهابية وسيلة إلى ذلك، مما أدى إلى نشوب الحروب والأزمات في بلدانهم، وحرب غزة شاهدة على ذلك د.
إضافة إلى أنه يجب عليهم الوقوف مع المملكة العربية السعودية التي هي دائما قبلتهم وهي من قامت بالمبادرة العظيمة، بعدما جهزت الأطراف المعادية للسلام أجهزتها لإشعال الحرب في غزة.

*ما هي الرسالة التي توجهها لحركة حماس؟
-على حركة حماس أن تعلم أن فلسطين أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مسلم في الكون يكن للقدس تقديرًا، فالوقوف مع المسلمين نصر كبير، والخروج عن دائرة المسلمين لإرضاء طوائف وتيارات خارجية لتحقيق مصالحها دون السلام لصالح الشعب الفلسطيني ظلم كبير، فالحكمة تقتضي بأن الأصل تبني الأخوة ولم الشمل الداخلي وصد الباب عن التدخل الخارجي.

*هل توجه كلمة للشعب الفلسطيني؟
-الشعب الفلسطيني المسلم الذي يذوق مرارة الحرب منذ عام ١٩٤٨م إلى يومنا هذا، يجب عليه لم الشمل والاجتماع على كلمة واحدة وتحت راية المحبة يتحقق النصر المبين، والوقوف ضد التدخلات الخارجية التي هي من تستخدمها الاعداء .
ومن الواجب ايضا بعد معرفة العدو الوقوف مع الاخ والصديق ، فهذه القضية منذ أن بدأت لم يجد الشعب الفلسطيني من اتخذ موقفًا علنيًا لدعمها ماديا ومعنويا الا والمملكة العربية السعودية كانت هي الاولى ، فهي التي قامت بجعل جزء من ميزانيتها لصالح الشعب الفلسطيني ، اضافة الى دعمها في المحافل الدولية بعبارتها ( الشعب الفلسطيني له الحق المشروع للدفاع عن النفس والسعي لتقرير المصير لإعلان دولته المستقلة على تراب وطنه والقدس عاصمة فلسطين )
وشهدت مكة المكرمة ذلك ٢٠٠٧ بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله السلطة الفلسطينية وحماس لاجراء مصالحة بجوار بيت الله الحرام ، وهاهي اليوم تدعو قادة الدول الاسلامية والعربية الى قمة استثنائية بالرياض لايقاف العدوان الاسرائيلي على غزة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com