المقالات

العلاقات الاجتماعية فن لا يتقنه إلا المتسامحون!!

تُعتبر كل علاقة اجتماعية فريدة بطبيعتها، ويعتمد نجاحها على توافر الظروف والتحديات الخاصة بكل علاقة، وعوامل كالصداقة، والاحترام المتبادل، والمرونة، والقدرة على التعاطف والتفاهم، والتعامل مع الصعوبات وهذه التحديات، كما يجب أن يكون هناك التزام بالاستمرارية والعناية بالعلاقات الاجتماعية من خلال الاهتمام والتواصل المُنتظم.
ويلعب التواصل الفعَّال؛ على فهم احتياجات الآخرين، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة تسهم في بناء الثقة والتفاهم؛ فيما ينهض التعاطف ببناء روابط قوية وتعزيز الاحترام المتبادل؛ مع الحرص على التوازن بين العطاء والاستقبال في العلاقات الاجتماعية.
وأستغرب من الذين يقفون أمام مشاكلهم مكتوفي الأيدي دون حل، وعدم التعامل معها بإيجاببة، وتوجيه بوصلة العلاقات لبناء صداقات قوية، وتقديم الدعم العاطفي والمعنوي للآخرين، مع توفر عنصر التسامح، وقبول الاختلافات والتعامل مع قبول وجهات النظر المختلفة، وبناء الثقة المتبادلة من خلال الصدق والنزاهة في التعامل؛ مما يُسهم في بناء علاقات قوية ومستدامة.
ويُعرف علماء الاجتماع العلاقات الاجتماعية؛ بأنها الروابط الموجودة بين الناس بدافع التعامل المستمر فيما بينهم؛ حيث إن العلاقات الاجتماعية فن لا يتقنه إلا المتسامحون!!
بالطبع لا توجد لوحة أجمل من الارتباط الحميم بين أفراد المجتمع؛ فمن يتمتع بعلاقات اجتماعية إيجابية ينعم بصحة أفضل، ويعيش حياة أكثر سعادة، والقرابة والأرحام والجيران والأصدقاء لا يمكن العيش بدونهم، فأينما ذهبنا فكل منّا يحمل جزءًا من الآخر.. طاقة كلنا يعرفها ويحس بها، لا يمكن أن نعيش بدونها فهي المتنفّس لنا في التّعبير براحة ودون أدنى قلق أو ارتباك وبدون أن أي تكلف أو تعقيد.
ويبقى للعلاقات الاجتماعية دورها في صقل شخصيّة الإنسان بشكل كبير، وتغيير تصوّراته حول الحياة، وكذلك اعتقاداته ومفاهيمه؛ ولذلك فإنّها تعتبر مهمة للغاية من أجل تحسين نوعية الحياة التي يعيشها عن طريق التجاوب مع التغييرات التي تطرأ على أفكاره وتحويلها إلى سلوكيات تعمل على تطوير حياة الإنسان، وتحسين جوانبها المختلفة من عمل وإنتاج وغيره.
فحبذا أن تكون هذه العلاقات تُلامس عنان السماء حبًا وودًا واحترامًا وتقديرًا، ولا بد أن تكون لدينا صداقات حقيقية، فالصديق الحقيقي الذي نراه في الشدة، والصداقة الحقيقية، وليس بالضرورة أن نقتنع بما يقتنع به الآخر؛ فالاختلاف شيء طبيعي في الحياة، وكما قيل، معرفة نمط الناس هو التعايش الإيجابي معهم وليس لتغييرهم، واختلاف أنماطهم هو بالفعل شيء إيجابي تكاملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com