آراء متعددةالمحلية

بعد ١٥ شهرا من طرح “مكة”.. وزارة الصحة تعتمد ضوابط الزي الرسمي للموظفين في القطاع الصحي من الجنسين

اعتمدت وزارة الصحة السعودية، الاثنين، ضوابط الزي الرسمي لكافة الموظفين في القطاع الصحي من الجنسين.
وتضمنت الضوابط أن يكون الموظف والموظفة حسن الهندام وذو مظهر لائق، والاهتمام بالذوق العام، فضلا عن منع ارتداء ثياب النوم أو الشورت للرجال.
كما تنص ضوابط الزي على منع الملابس غير اللائقة ذات دلالات أو رسومات مسيئة، وكذلك منع ارتداء السلاسل أو الشعارات، وأيضا منع قصات الشعر الغريبة، والاهتمام بالنظافة الشخصية.
كما شددت وزارة الصحة على ضرورة الالتزام بغطاء الرأس للسيدات، على أن يكون غير شفاف ومراعاة لبسه طوال فترة العمل، وأن يكون اللبس محتشماً وغير شفاف للسيدات، بالإضافة إلى منع الملابس النسائية الضيقة أو المفتوحة أو القصيرة، بحيث لا يقل طولها عن كعب القدم.
كما تتضمن عدم المبالغة في وضع مساحيق التجميل والمناكير والأظافر والعطور ونحوها، وأن يكون المعطف الطبي واسعاً وطويلا الى الركبة، مع ضرورة الالتزام بالزي الرسمي المقرر حسب التصنيف الوظيفي.

مكة” الإلكترونية تناقش الزي الرسمي للقطاع الطبي
وكانت “مكة” الإلكترونية قد تطرقت لفكرة وضع ضوابط للعاملين بالقطاع الطبي، عبر مقال للكاتبة الدكتورة أماني خلف الغامدي، بتاريخ ٢ أكتوبر عام ٢٠٢٢، بعنوان: “الزي الرسمي: الممنوع والمسموح”.
وقالت الكاتبة: “الالتزام بالزي الرسمي ثقافة مهمة لأي بيئة عمل، فهي تنم عن مهنية عالية تحظى بأهمية كبيرة تدفعنا إلى إثارة النقاش إلى الطاولة من جديد حول آلية تفعيل الالتزام به في القطاعات الصحية، التي هي بلا شك مكانًا لارتياد كل فئات المجتمع من أجل الحصول على خدمة طبية تقوم على محتوى مهني وليس على شكل بصري ترفيهي.
وتابعت: “أعلم أن هناك لوائح وضوابط في هذا الإطار، لكنها غير مفعلة والأمر يعود لكل ممارس في اتباع ما يراه مناسبا، والمأمول أن يُتَّخذ في المتجاوزين إجراء نظامي للتحفيز على تعزيز مهنية الممارس الصحي التي تبدأ من لباسه ومظهره المناسب لبيئة عمل صحية،
ولأني من المتحمسات والمدافعات دوما عن كل القطاعات الخدمية الوطنية وأتمنى سعودتها، فإنني أيضًا ممن ينادي بأهمية أن تكون على درجة عالية، لا، بل ومثالية من الالتزام والمهنية وهو ما لا يتحقق من دون ضوابط حازمة يتم تفعيلها في بيئة العمل، فلا تتحول بيئة العمل إلى ساحة عرض للإكسسوارات وأحدث صيحات التجميل والميك اب والماركات”.
وأكدت الدكتورة أماني الغامدي أنه لا يجدر بطبيبة وممرضة أن تكون أظافرها طويلة وملونة في العيادات ومراجعة المنومين من المرضى، كما لا يجدر بالطبيب أن تفوح رائحة عطره أرجاء الممرات.
واستكملت مقالها قائلة: “عند قيامي بمراجعة أفضل الممارسات العالمية في أمريكا الشمالية اطلعت على ميثاق اللباس في ستانفورد، الذي ينص على بروتوكول صارم يوصي بالابتعاد عن المبالغة في الزينة ومنع العطور واللباس المعتدل، أما عندما يأتي الحديث عن المبالغة في اللباس وتشكيل انطباعات غير إيجابية لدى المراجعين والمرضى، فقد اطلعت على عدد يسير من الأبحاث العلمية التي تناولت الانطباعات حول اللباس الرسمي. أحد الأبحاث المهمة في هذا السياق عنوانه “الانطباعات وتصورات الأطفال وأولياء الأمور عن ملابس أطباء الأطفال في المملكة العربية السعودية” وهو بحث منشور في العام 2016 من قبل فريق من الباحثين السعوديين. وخلاصة نتائج ذلك البحث، الذي أتمنى أن يعلق الجرس ويكون مصدر إلهام للجهات المعنية للقيام بدورها في هذا الاتجاه، هو أن التصورات عن الملابس التي يرتديها الأطباء تختلف حسب جنس الطبيب. فقد كان هناك إجماع على أن ارتداء اللباس الطبي (السكرب) أكثر احترافًا من غيره من الملابس وهو ما يجعل الطبيب ودودًا وجديرًا بالثقة بالنسبة للأطباء الذكور، وحين ترتدي الطبيبات التنانير السوداء المحافظة الطويلة مع المعطف الأبيض يُنظر إليهن بجدية وثقة.
وأشارت إلى أن ارتداء لباس الصيف والملابس التقليدية وغير المناسبة علاوة على تعزيز الاعتقاد بأنها تهدد العدوى وبالنسبة إلى الأطفال فإن هذه الملابس أكثر ترويعًا، ومع أن غالبية الآباء يعتقدون أن ارتداء معطف المختبر ضروري، فإن معظم الأطفال لم يوافقوا على ذلك، ويخلص البحث إلى أنه يمكن اعتبار ملابس الأطباء مؤشرًا على الاحتراف الذي يمكن أن يؤثر في سمعة الطبيب لدى المريض.
واختتمت عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل: “أن هذه الرسالة الإنسانية التي تعتبر من أقدس المهام على الإطلاق تجعل من الأطباء والممارسين الصحيين الفئة الأكثر ظهورًا وواجهة للقطاع بأكمله أمام الجمهور. الأمر الذي يحتم عليهم تحمل مسؤولية تغيير نمطية التفكير في النظرة المهنية إليهم، والعمل على التركيز على الجوهر لا المظهر، ومقاومة إغراءات الرغبة الفطرية في التزين والتنمق الزائدين والحفاظ على التوازن الذي دعا إليه ديننا الحنيف بشكل واضح في شتى مجالات الحياة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com