المقالات

دروس من القاضي فرانك كابريو

من هو القاضي كابريو وما هي الدروس التي قدمها؟
هو القاضي فرانشيسكو أنطونيو كابريو أمريكي محامٍ ومدرس قاضي، وشخصية معروفة ومتداولة عبر وسائل التواصل المختلفة عالميًا، عمره ثمانية وثمانون عامًا
وهو من أصول إيطالية مهاجرة لأمريكا نسبة لأبيه، وقد عاش طفولة صعبة، كافح خلالها في أعمال تُعتبر للكثير أعمالًا غير مرغوبة، وتعد من أعمال الطبقات الدنيا مثل غسل الصحون وتلميع الأحذية (أكرم الله القراء)؛ وذلك من أجل توفير المال لمواصلة تعليمه في مدينته بروفيدنس في ولاية رود آيلاند، والتي دفعته للمواصلة حتى حصل الشهادة الجامعية في المحاماة ثم عمل مدرسًا ثم قاضيًا، وشغل منصب أمين محافظي رود آيلاند للتعليم العالي الذي يتحكم في القرارات الرئيسية لجامعة رود آيلاند، وكلية رود آيلاند، وكلية المجتمع في رود آيلاند ثم شغل قاضي محكمة في مدينة بروفيدنس؛ حيث ترأس عدد من المؤتمرات، وشارك في عدة مناسبات حتى عُرف في المدينة وخارجها ثم زادت شهرته بعد ما تم تداول فيديوهاته على مستوى عالمي حتى عام 2019، وفي كلية الحقوق بحامعة سوفولك أنشأ صندوقًا للمنح الدراسية للطلاب المستحقين المحتاجين، وقد حصل على عدد من الجوائز والتكريمات من جامعته وعدة جامعات منها الدكتوراة الفخريه عدة مرات.
ومن الجدير بالذكر أن برنامج متابعات جلساته القضائية. قد شاهدها وتابعها في عام 2019 ما يزيد على مائة مليون متابع ومشاهد مما يدل على الاهتمام الذي حظي به هذا القاضي، ومن الأمثلة علي شخصية هذا القاضي، وما يستنتج عنها من عدل ورحمة وحسن تصرف ونزاهة المثالين التاليين.
الأول: المتهم الماثل أمام القاضي فرانك الذي هو (رئيس جلسة الاستماع) رجل عجوز في التسعينيات من عمره أمريكي الجنسية، متهم بقيادة سيارة بسرعة غير نظامية أثناء قيادته لها: وأثناء المحاكمة قال العجوز الأمريكي إنه كان ذهب بابنه البالغ من العمر 65 المصاب بمرض عضال إلى أحد المستشفيات لإجراء فحص دوري، وهو عادة لا يقود بسرعة كما حصل في تلك المرة؛ فأثر الموقف على نفسية القاضي وأعفاه من الغرامة، وقال أنت رجل تسعيني، وتظل تعتني بابنك العجوز فأنت رجل طيب تُمثل القيم الفضلى.
والثانية: لحالة سيدة سورية، كانت عليها مخالفة في أمريكا، وهي لا تعرف اللغة الإنجليزية، وفي المحكمة أحضرت ابنتها الصغيرة معها لتترجم لها فاستمع القاضي إلى الطفلة، وراق له موقفها وتفهم وضعها، وأعفاها من الغرامة.
وحين سُئل القاضي فرانك عن أسباب تغليب الرأفة والرحمة في أحكامه قال: إنني أخذ في اعتباري أن الشخص الذي أمامي ربما يكون مريضًا أو فقد أحد والديه وأن أطفالهم يتضورون جوعًا؛ فقال قولته المشهورة: (أنا لا أضع شارة أسفل الروب بل قلبًا).
والآن أيها القراء الكرام هذا القاضي يُعاني من سرطان البنكرياس، وقد طلب من متابعيه أن يعينوه بقوة الصلاة لشفائه ( power of prayer ) ونتمني لها الشفاء، ويا له من قاضٍ كثر الله أمثاله
وأخيرًا.. قبل ذكر الدرس من شخصية وأحكام هذا القاضي يجب أن نستذكر أن ديننا الحنيف الذي شرفنا الله بالانتماء إليه هو نموذج في أحكامه وتشريعاته ومبادئه،
وقد تمثلت شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل أقواله وأفعاله وأحكامه بالأمثلة النموذجية العدل والاستيعاب والرحمة وسياقات كل قضية وظروفها؛ فيؤخذ بروح نص الحكم الشرعي أو كما يقال بروح القانون وليس بحرفيّته وذلك لكل من لجأ إليه أو طلب حكمه وأصحابه رضوان الله عليهم عمر وعلي والآخرين كانوا قدوة في ذلك اقتداء وتربية بأخلاق الإسلام وتطبيقات سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم’- سواء كان ذلك في التعامل أو التحاكم مع المسلمين أو غيرهم ونفس هذه القيم هي ما يتميز به حكام هذه الدولة -أعزها الله- منذ نموذجها المؤسس -رحمه الله- عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى عهد سلمان العدل والحزم ومحمد بن سلمان -حفظهما الله- وأطال في أعمارهم والقاضي فرانك نموذج إنساني من حضارة وديانة وثقافة أخرى كثر الله أمثاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com