عام

بصمات من نور رحلة الملوك من عبد العزيز إلى سلمان ورؤية سُبل السلام في حفظ القرآن

انطلاقًا من قول الله تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَٰبٌ مُبِينٌ) [سورة المائدة الآية 15] يتضح كيف اهتمت القيادة السعودية بدعم الإرث الديني من خلال مسيرة ملوكها ومبادراتهم في حفظ القرآن الكريم، بدأت هذه المسيرة بالملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الذي أولى اهتمامًا بالغًا بتعليم القرآن الكريم كجزء من جهوده لإرساء الأسس الدينية في المملكة، وقدّم دعمًا مستمرًا للمراكز القرآنية والمبادرات التعليمية.

ثم جاء الملك سعود بن عبد العزيز الذي كان معروفًا بحبه العميق للقرآن الكريم، وركز على نشر القرآن وتعليمه للناس، ودعم إنشاء مدارس تحفيظ القرآن والمؤسسات الدينية؛ مما عزّز من مكانة المملكة كحاضنة للإسلام وحفظة كتاب الله الكريم.

توالت بعد ذلك البصمات الملكية في هذه الرحلة المباركة؛ حيث أسس الملك فيصل بن عبد العزيز الهيئة العامة لتعليم القرآن الكريم وعلومه، وهي خطوة هامة في تنظيم وتعليم القرآن الكريم على مستوى المملكة ثم جاء الملك خالد بن عبد العزيز الذي دعم التعليم القرآني بشكل كبير، وعزز من جهود تطويره.

في فترة لاحقة أسس الملك فهد بن عبد العزيز مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة عام 1984م، وأطلق جائزة الملك فهد الدولية لحفظ القرآن الكريم، وهي جائزة عالمية تهدف إلى تكريم المبدعين في مجال حفظ القرآن على مستوى العالم.

بعد ذلك دعم الملك عبد الله بن عبد العزيز التعليم القرآني، وأقام العديد من المسابقات القرآنية على مستوى المملكة؛ لتعزيز الاهتمام بحفظ القرآن الكريم خلال فترة حكمه

ثم جاء العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ليكمل المسيرة السابقة في العناية بالقرآن الكريم وأهله؛ حيث أطلق جائزة الملك سلمان بن عبد العزيز المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في عام 2015.

وامتثالًا لقوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة ص الآية 29] التي تدعو لتدبر آيات القرآن وفهمها وإدراك معانيها، جاء إطلاق جائزة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في عام 2024 لتعزيز مكانة المملكة في مجال الحفاظ على القرآن الكريم على الصعيدين المحلي والدولي، وهو ما يعكس التزام المملكة العميق باستمرار دعم وتعليم القرآن الكريم؛ وتجسيدًا لرؤية سُبل السلام وتعليم القرآن الكريم عبر الأجيال.

يمكننا أن نستشهد بقول الله تعالى: (قُلْ هَٰذِهِۦ بَصِيرَتِيٓ أَدْعُوٓ إِلَى اللَّهِ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) [سورة يوسف الآية 108]، وهكذا تتجلى رحلة النور القرآني من خلال المبادرات المتواصلة للملوك في دعم حفظ القرآن الكريم؛ حيث تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز رؤية سُبل السلام وتعليم القرآن الكريم عبر الأجيال؛ مما يعكس التزام المملكة العربية السعودية العميق بالقيم الدينية.

‫7 تعليقات

  1. ماشاءالله مجرد ما أقرأ أنه بقلم دلال أعرف ان الموضوع مهم وجميل ونادر من يتكلم عنه

  2. نعم فخر لنا … أن نكون شهداء لتلك البصمات .. ونرى ثمارها يوماً تلو يوم

    ابدعتي بطرحك 🫡

  3. ما شاء الله موضوع رائع ومهم للتكلم عنه عن بصمات الملوك في القران الكريم من قلم الدكتورة دلال.. كل التوفيق❤️

  4. موضوع رائع و يستحق الاهتمام به ..
    حفظ الله قادتنا وولاة امرنا ..

  5. دكتورتي الغاليه دائماً مبدعه وموضوع رائع ابدعتي بطرحك للموضوع ❤️❤️❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com